لأول مرة.. تشهد عنيزة.. نشاطاً ثقافياً نسائياً.. وهي المدينة التي ملأت أسماع الدنيا شعراً وقصاً ونقداً وفكراً!
وبخطوة تحسب كثيراً لصالح المستقبل والحياة والدور الذي يفترض أن تمثله النساء من شراكة فكر وإبداع ووعي وتطلع وحراك اجتماعي يعطي الفرص المتساوية للحق في التعبير والمشاركة..
وقد أضاء هذا النشاط رعاية سمو الأميرة نورة بنت محمد حرم أمير منطقة القصيم التي افتتحته بحوار رائع ;كعادتها, باركت فيه الثقافة والعمل الاجتماعي إذ تبنى مركز الأميرة نورة الاجتماعي بعنيزة الفعاليات النسائية.
المرأة في عنيزة هي وريثة حضور بهي في المشاركة والتطلع والتفاعل والتكامل بين أدوارها!
عنيزة التي أنتجت ذاكرتها الشعبية المثل الذائع الصيت (إن جاك ولد سمه موضي)
وموضي هذه التي ينصح المثل بأن يتسمى باسمها الرجال.. هي شخصية حقيقية.. وهي موضي البسام التي داوت الجرحى وأنقذت المصابين منهم وأطعمت الجائعين في إحدى الحروب التي شارك فيها أهل عنيزة هي وبرفقة خادمتها!
امرأة شجاعة ومقدامة وكريمة مثل هذه الشخصية.. لا بد أن تطبع على نسوة المدينة كثيراً من صفاتها وأهمها الصبر على تجاوز العوائق في سبيل تحقيق الطموحات.. فقد تعلمت نسوة عنيزة قبل غيرهن في نجد وانخرطن في سلك التعليم والعمل وكابدن كثيراً من أجل تحقيق طموحاتهن ولعل آخر صورة لهذا الإصرار والإقدام.. هو إقامة نشاط ثقافي نسوي بعيداً عن الأفكار التقليدية التي ظلت تؤطر أنشطة المرأة وفي محاولة جريئة وصادقة لإعادة الوهج لتفكير المرأة خارج محيط الدائرة التي انحبست فيها قسرياً خلال السنوات الماضية.
أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً, هكذا كان لسان حال الحضور النسائي المبتهج بالثقافة الذي جاء بكل لهفة ورغبة بالاستماع والإنصات إلى السرد حيث تحكيه امرأة تقتنص لحظات المرأة الخاصة وتحيلها إلى لغة خاصة لها انسياب الماء ودفء التراب .
سعدت بأن أكون في أول ليلة تجلس فيها امرأة في عنيزة لتتلو على الحاضرات ماء قلبها الخاص.. وكذلك كانت فوزية الجار الله وكذلك فوزية أبو خالد وهدى الدغفق.. وأخريات سيأتين في أعوام متتالية ليلقين بسحر كلماتهن أمام جمع كثيف من النساء المتحفزات للغة المختلفة والأفكار التي تلونها الحياة ببهجتها !
أجمل ما كان في ذاك المساء البهي وعلى رغم سوء الأحوال الجوية والهواء المحمل بالتراب الذي يعصف بالمكان هو هذا التنوع في الحضور فبينهن كبيرات السن وبينهن الموظفات والزميلات وصديقات الدرس والعمل وتلميذات وقفت أمامهن ذات يوم أفتح لهن صنبور الحياة.. كان مبهجاً أن ألتقي بكل هذه الوجوه الصادقة التي لم تأتِ مجاملة أو بحثاً عن كرسي في حفلة رسمية بل جئن برغبة إحياء الوجود الثقافي للمرأة في عنيزة وهن تحديداً ما تحتاجه عنيزة وسائر مدن الوطن في هذا التوقيت تحديداً. ويبقى أن أحيي مديرة المركز الأخت ندى النزهة وزميلاتها الموظفات وكذلك الإخوان في اللجان الرجالية على دأبهم واهتمامهم بإنجاح مهرجان عنيزة الأول للتراث والثقافة.. وكل عام يا عنيزة وأنت مثقفة!
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة «5105» ثم أرسلها إلى الكود 82244
fatemh2007@hotmail.com