يبدو ملحاً أن تتجه البحوث العلمية نحو الأفكار الطارئة، في قضايا المجتمع..
ولعل أولها ما يعتري بيئة المرأة العربية المسلمة من متغيرات لم تعد تتجه للتطوير في أساليب التعامل مع معطيات العصر بوعي أكثر شمولية أو فكر أوسع مدارك، أو ثقافة أقدر احتواء, أو سلوكاً أمتن قيماً، بل اتجهت لتحليل مقصود وتفكيك مدروس وتيسير شامل لنقلة نوعية بين ثقافة وأخرى.. ثقافة قيمية كانت تؤسس للمرأة حياة لا إفراط ولا تفريط فيها.. ولئن كانت هذه الثقافة هي التي كان ينبغي التوجه لتحديثها وتصفيتها من الخطأ ورتقها من التمزق الذي اعتراها بأخطاء الأفراد لا الدين وتراكمية الخبرات السالبة فيها من جراء الممارسات غير الواعية بدقائق ما في الشرع أو الطبيعة البشرية الموائمة لما جاء به، إلا أن التوجه جاء على غير وبدأت المجتمعات العربية المسلمة الآن تتخبط في تيارات أقوى ما تكون على بنيتها الهزيلة..
لذا أصبح الآن المرجل يغلي بمواد لا تجانس فيها ولا غاية مثلى من ورائها.. في شأن أم القضايا المجتمعية الآن ألا وهي قضية المرأة المسلمة.
لذا انبثقت الضرورة لأن يتدارك الناس الأمر ويتجهوا في منابرهم ومنصات مناقشاتهم وحلقات بحوثهم و مدرجات تعليمهم ومقاعد توجيههم لتنظيم مسار التحليل والتفكيك والتيسير في شأنها وذلك بتوجيه البحوث العلمية في المجال نحو نتائج من شأنها وضع المعايير وترتيب الأوليات والكشف عن مخاطر التفريط..
هذا الشأن ليس وقفاً على جماعة الاختصاص في العلم الشرعي فقط بل في المجال التربوي والاجتماعي والتعليمي بل في التخطيط والإدارة والنظم والإعلام..
هذا الأمر ليس من باب التظاهرة ولا الانفعال كذلك ليس من باب إلقاء الكلام على الرصيف أو سد الفراغ.. بل هو من ضمن أول ما ينبغي أن نلتقطه من الأفكار التي تهجم علينا ونحن نرى المرأة في المجتمع وقد تركت اللب واتجهت بكل أسف نحو تظاهرة متعثرة في جوانب كثيرة لن تنال من روائح عطورها إلا أن تلسع نيرانها منها ما يمكن أن تتقيه..
فليس كل عطر مصدره شجرة سليمة..
اللهم اشهد..
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة «5852» ثم أرسلها إلى الكود 82244