أصدرت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض مؤخراً قراراً بالسماح بارتفاعات المباني الواقعة على طريق الملك فهد وطريق العليا العام من تقاطع حي الوشم إلى الطريق الدائري الشمالي، أي أن شمال الرياض سيكون في المستقبل القريب منطقة مكتظة بالبنايات العالية وناطحات السحاب. وبالتأكيد إن إضافة صروح عمرانية جديدة للحبيبة الرياض شيء يبهج كل من ينتمي إلى بلادنا الغالية. هذا بالطبع في الجانب الحضاري والتجاري، ولكن من زاوية أخرى وفي ظل ما يشهده طريق الملك فهد من الزحام والاختناقات وكثرة الحوادث المرورية، نتيجة تهور البعض وعدم تقيدهم بالأنظمة المرورية، لذا أصبح القلق والتوتر من سمات هذا الطريق.
وإلى جانب الشوارع المكتظة أيضاً عن مواقف السيارات فلا تسأل..!!
فهي مشكلة مزمنة يعاني منها شمال الرياض، وبالتالي فإن إقامة تلك الناطحات يتطلب وجود مواقف للسيارات. والسؤال هنا لماذا لا يكون هنالك نظام يتم بموجبه تحديد مساحات لمواقف السيارات بناءً على مساحة المشاريع وارتفاعها؟ وأذكر هنا مبنى يقع على طريق الملك فهد بارتفاع أحد عشر طابقاً والمواقف المخصصة له بالطابق الأرضي لا تتجاوز عشرين موقفاً! هذه المشكلة جعلت البعض عند زيارتهم أو مراجعتهم لبعض المنشآت الحكومية أو التجارية يضطرون إلى استخدام السائق أو سيارات الأجرة تفادياً لإضاعة الوقت الطويل في البحث عن موقف للسيارة. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى قد يثير الدهشة اقتصار الارتفاعات على تلك المنطقة في وقت امتدت فيه عاصمتنا الغالية لعشرات الكيلومترات شرقاً وغرباً وأصبحت تضم شبكة في الطرق الرئيسة والدائرية والسريعة نادراً ما نجدها في كثير من الدول ولكن تلك الطرق قد تكون أيضاً مناسبة لاحتضان الأبراج الجديدة خاصة في ظل توفر المساحات الشاسعة في الأراضي وبالتالي مناسبة أسعارها وجدواها الاقتصادية. وفي اعتقادي أن قراراً كهذا بتعدد الأماكن المسموح فيها بالارتفاعات سوف يحقق نوعاً من توزيع التنمية ويجذب استثمارات تجارية وفندقية تلبي حاجة الرياض المتصاعدة وما زلنا نذكر أن سكان الرياض قبل عدة سنوات كانت وجهتهم التسوقية حي (العليا) نظراً لتواجد المراكز التجارية بهذا الحي دون غيره، أما الآن وبعد انتشار الأسواق والمراكز التجارية في كافة أحياء الرياض فقد اختلف الأمر كثيراً.
وهناك ملاحظة أخرى تستدعي التوقف وهي من باب تجنب تكرار الأخطاء فطريق الملك فهد قد يكون من الصعب أن يجد له المسؤولون حلاً بعد احتضانه المشاريع العملاقة مما ضاعف في زيادة الحركة المرورية إلى جانب عدم وجود مساحات لتوسعة الطريق. من هنا يجب مراعاة ذلك في الطرق الأخرى كطريق الملك عبدالله وهو أحد الطرق التي تشهد نمواً ملحوظاً في السنوات الأخيرة بل يكاد يكون الأكثر استقطاباً لحركة العمران والأسواق التجارية في العاصمة والمرافق التعليمية التي انعكست على زيادة حركة المرور رغم مشروع النفق الذي تم انشاؤه مع الدائري الشمالي. وملاحظتي هنا هي حول إنشاء مركز المعارض على هذا الطريق لما تمثله أرض المعارض من جذب شديد الأمر الذي دعا الكثير من الدول تنشئ مقر المعارض لديها على أطراف المدن.
والسؤال الذي يمكن طرحه، لماذا لا يقام مركز المعارض خارج المدينة وعلى وجه التحديد في مشروع منتزه الثمامة أحد أهم المشروعات السياحية والاستثمارية التي تم طرحه من قبل هيئة تطوير مدينة الرياض؟ ففي هذه المنطقة الواعدة يمكن إنشاء منطقة جذب حضاري وسياحي يقام فيها مركز معارض وتسويق يستقطب ضيوف وأهالي الرياض وتتوفر فيه كل الإمكانات والتسهيلات المطلوبة من حدائق ومواقف سيارات وأماكن ترفيه تناسب وتواكب حجم الازدهار الاقتصادي التي تعيشه عاصمتنا الحبيبة.
(*) رئيس تحرير مجلة سواح