بين الفينة والأخرى تظهر شائعات سياسية واقتصادية وصحية وغيرها في مختلف الميادين، ويتم تناقلها بسرعة بواسطة التقنية الحديثة كالهواتف المحمولة وشبكة الانترنت بعد أن كانت تتناقلها الأفواه في السابق عبر المحادثات الشخصية المباشرة. وهذا ما يزيد من خطورتها وانتشارها.
مثلما حصل مع شائعة تهريب كميات كبيرة من الشمام محقون بفيروس الإيدز والتي تدخل ضمن ظاهرة اجتماعية ونفسية خطيرة تهدد المجتمعات الإنسانية وخاصة إبان الأزمات.
كما أنه لا يعرف مصدر هذه الشائعات أو هدفه الحقيقي، كونه يختفي وسط الناقلين للشائعة والذي قد يصل عددهم إلى الآلاف أو أكثر. ويستغل مصدر الشائعة جهل البعض وتسرعهم في نقلها دون تثبت الأمر الذي يحدث إرباكا لدى الرأي العام.
وهنا يأتي دور الإعلاميين والمثقفين وغيرهم من قادة الرأي من المسؤولين لدحض الشائعات عبر نشر الحقائق أولا بأول، لأن الشائعات لا يمكن لها أن تظهر وتتعاظم إلا في غياب الحقائق. وقد قال أحد خبراء الإعلام إن الشائعة حتى تنتشر لابد لها من توافر شرطين أساسيين، وهما الأهمية والغموض.
فالأحداث الهامة والتي يشوبها الغموض تنتشر حولها الشائعات كانتشار النار في الهشيم.
وبالتالي، يقع على عاتق كل جهة سواء كانت حكومية أو خاصة أن تتفاعل بسرعة مع الشائعة وأن تكشف الحقائق الكافية لدحضها طالما لم يضر كشفها بالمصلحة العامة.
وأخطر ما في الموضوع أن تظهر الشائعة في ظروف استثنائية وحرجة كفترات الحروب أو انتشار مرض وبائي، أو وقوع حادث إرهابي معين. وهو الأمر الذي يحدث بلبلة عامة، قد تخرج عن السيطرة في حال استمرت الحقائق غائبة أو ناقصة.
ومن المشاكل المرتبطة بالشائعات على المستوى الوطني إضرارها ببعض القطاعات الحيوية، وما يرتبط بذلك من خسائر اقتصادية تطالها، ويؤثر سلباً على معيشة فئة واسعة من الناس كفئة المزارعين على سبيل المثال.
فالتثبت والرويّة وامتلاك النظرة الفاحصة والعقل اليقظ صفات كفيلة بوأد الشائعة في مهدها قبل أن تنتشر ويستفحل شرها. كما أن الاعتماد على المصادر الحقيقية وغير المشبوهة أو الغامضة تساعد كثيرا في إطفاء نار الشائعات وخاصة في الظروف الحرجة.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244