بدعوة من الهيئة العامة للاستثمار قام معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ صالح الحميد يرافقه نحو ثلاثين عضواً من أعضاء المجلس بينهم رؤساء اللجان في المجلس وأعضاء اللجنة المالية واللجنة الاقتصادية بزيارة لمقر مشروع مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ.
وقام محافظ الهيئة العامة للاستثمار معالي السيد عمرو بن عبدالله الدباغ بتقديم عرض حول رؤية الهيئة ورسالتها الهادفة الوصول بالمملكة إلى مصاف أفضل عشر دول في العالم من حيث تنافسية بيئة الاستثمار في عام 2010م.
وأشار إلى أن هناك ثلاث مبادرات رئيسية تركز عليها الهيئة العامة للاستثمار وهي تحسين بيئة الاستثمار وحل الصعوبات التي تواجه المستثمر المحلي والأجنبي مشيرا إلى تأسيس مركز وطني للتنافسية لمساندة الهيئة والجهات الحكومية ذات العلاقة على تطوير وتسريع إجراءات الاستثمار، والمبادرة الثانية هي إطلاق المدن الاقتصادية المتكاملة في مناطق المملكة، والمبادرة الثالثة هي تطوير منظومة قطاعات الطاقة والنقل والصناعات القائمة على المعرفة، وهي القطاعات التي تركز عليها المدن الاقتصادية.
وأكد الدباغ أن الهيئة تتابع عن قرب وتساند خطوات تطوير المدن الاقتصادية وفقا للبرامج التي تم الالتزام بها وسبق الإعلان عنها مؤكدا أن خطوات تطوير مدينة الملك عبدالله الاقتصادية تتم وفقا للبرنامج الزمني المخطط له.
بعد ذلك قدم الأستاذ فهد الرشيد وكيل محافظ الهيئة للمدن الاقتصادية عرضاً تفصيليا عن استراتيجية تنفيذ المدن الاقتصادية أوضح فيه الدراسات التي قامت الهيئة بها حول التجارب الناجحة والفاشلة في تأسيس وادارة المناطق الاقتصادية في العالم. واستعرض المحاور الأساسية الست التي تركز عليها الهيئة لإنجاح هذه المدن وهي تأسيس صناعات جديدة مبنية على الميزات التنافسية للمملكة، تأسيس المدن الاقتصادية كمدن متكاملة تتوفر فيها مقومات الحياة العصرية، التنفيذ بشكل كامل من قبل القطاع الخاص (دون أن تتحمل الدولة أي أعباء مالية)، توفير بنية تحتية حديثة بمقاييس عالمية لزيادة تنافسية اقتصاد المملكة، ايجاد بيئة جاذبة ومحفزة للاستثمار، وتوفير الخبرات اللازمة لتطوير الصناعات الجديدة من خلال تنفيذ استراتيجية واضحة للموارد البشرية. وفي هذا السياق أكد الرشيد على أن دراسات الهيئة أوضحت أن توفر الموارد البشرية المناسبة هو العامل الذي يفرق ما بين تجارب المناطق الاقتصادية الناجحة والفاشلة، ولذلك تقوم الهيئة العامة للاستثمار بالتنسيق مع الجهات المعنية كوزارة العمل والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني على توفير الكوادر المطلوبة، كما تقوم الهيئة بالتنسيق مع المطورين على توفير بعثات دراسية الى الخارج ليتمكن أبناء وبنات المناطق من الاستفادة من الفرص الوظيفية في المدن الاقتصادية كما هو الحال في مدينة جازان الاقتصادية. كما استعرض الرشيد مهام مركز ادارة ومتابعة المشاريع الذي يتابع بشكل دقيق برامج تنفيذ المدن الاقتصادية من قبل المطورين والقطاعات المختلفة في الهيئة.
ثم قام الدكتور عبدالرؤوف مناع المدير العام والعضو المنتدب لشركة إعمار المدينة الاقتصادية والمهندس نضال جمجوم الرئيس التنفيذي للشركة بإعطاء شرح تفصيلي عن كافة الأعمال التي تمت خلال الفترة الماضية من دراسات ومخططات وبدء الأعمال الإنشائية والجدول الزمني التفصيلي للخطوات التي ستتم خلال الأشهر القادمة وكذلك الخطوات التي ستنفذ على المدى البعيد.
وأوضح الجمجوم أن هناك طلبات عديدة على الاستثمار في المنطقة الصناعية على مساحة تجاوزت ستة ملايين متر مربع. وأكد أن العمل سوف يتم بإذن الله وفقا للبرامج الزمنية التي سبق الإعلان عنها، وأنه سيتم تسليم المرحلة الأولى من المنطقة الصناعية في الربع الأخير من 2008 مع انتقال أول مجموعة من السكان في المدينة. أما بالنسبة للمنطقة السكنية فسيتم البدء خلال الأسابيع القادمة بإنشاء 1040 وحدة سكنية على أن يتم تسليمها في الربع الأخير من 2008م.
تلا ذلك حوار مستفيض حول خطط تطوير مدينة الملك عبدالله الاقتصادية والمدن الاقتصادية الأخرى اتسم بالطرح الإيجابي المتفائل مع الإشارة إلى عدد من التحديات والمقترحات لتجاوزها ، وتم طرح العديد من الأسئلة من قبل السادة أعضاء المجلس والتي أجاب عليها مسئولي الهيئة ورؤساء القطاعات فيها ومسئولي شركة إعمار المدينة الاقتصادية.
وكان من المداخلات اللافتة ما قاله عضو مجلس الشورى الدكتور محمد صادق دحلان حول ما يثار من شكوك حول مدينة الملك عبدالله الاقتصادية حيث قال:
(لقد كنت سابقا أنا من المشككين في المشروع.. وقلت ما هذه المشاريع التي تهبط من السماء؟.. ولكني قضيت شهراُ في دراسة مقومات نجاح المشروع.. وأتضح لي أن مقومات النجاح تتوفر فيه) وتناول ثلاث مقومات رئيسية هي أولا النجاحات الفعلية التي حققتها الشركات الكبرى المشاركة في هذا المشروع مثل إعمار وصافولا على أرض الواقع ثانيا القائمين عل المشروع من خبرات وطنية من مختلف التخصصات التي شاهدناها اليوم ثالثاً وجود السيولة الضخمة التي كانت يمكن أن تبقى في البنوك أو تستثمر في الخارج لولا هذا المشروع بينا ستبقى هذه الأرض الضخمة أرض بيضاء كغيرها.
وقد اختتم القاء بكلمة لمعالي الشيخ صالح الحميد رئيس مجلس الشورى قال فيها (نحن سعداء بما استمعنا إليه اليوم حول هذا النموذج من الإنجازات المنتظرة في هذه المدينة التي تحمل اسم ولي أمر هذه البلاد ونأمل أن تنفذ المدينة كما خطط لها).
وطالب الحميد بأن يكون أول المستفيدن من الوظائف والفرص هم السعوديون وأن يكون أول الأولين هم أهالي المناطق المجاورة للمدينة الاقتصادية بما لا يتعارض مع المعايير الاقتصادية.
وعبر الحميد في ختام كلمته عن ثقته بنجاح هذا المشروع بإذن الله وتوفيقه قائلاً: (لسنا مشككين.. لسنا قلقين.. لسنا خائفين).