* تقول العرب.. (فلان مبروك الناصية) أي خفيف النفس ومقبول الروح والوجدان معاً..
* والناصية هي المطل البائن، وتطلق للشعّر المسترسل على المقلة كما هي غرة المرء.. وقد يكنى بها للنفس الودود أيضا
* وعن جرير بن عبدالله قوله: (رأيت النبي- صلى الله عليه وسلم- يفتل ناصية فرسه بإصبعه ويقول: الخيل معقود بنواصيه الخير إلى يوم القيامة).
* هكذا هي الخيل حين تشرق بنواصيها، وهكذا هم رجال الخيل حين يبسطون بنواهيها!؟
* رؤى ابن سعد في الطبقات قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (المنفق على الخيل كباسط يده بالصدقة لا يقبضها فأبوالها وأرواثها عند الله يوم القيامة كذكي المسك).
* إنها الخيل معقل الصلابة واللباقة والحشمة..
* ورجال الخيل هم رجال يبسطون الخير.. لنواصي الخيل!!
* عندما نقيس ميادين الفروسية التسعة في مملكتنا الغالية فإننا نقف موقف الحائرين.. المتعجبين فيما لو قورنت بمائة وأربعة وخمسين نادياً رياضياً تموج بإمكانات البذخ والترف معاً!
* وسأقف هنا حتى أكون أكثر صدقاً مع نفسي قبل أن أكون صادقاً معكم!!
* سأقف لأوضح هذه الأطروحة بالذات.. فالأندية الرياضية التي تحلق في الدوري الممتاز يصرف للنادي الواحد منها ما يقارب المليون ونصف المليون ريال.. رغم إنها تعطل الجانب الثقافي والاجتماعي معا، بل ويتم تخصيص الجانب الأكبر لرياضة كرة القدم فلو كان (جيب) رئيس النادي عامرا لتضاعف هذا المبلغ الى رقم لم يتخيله الرياضي البسيط وهذا ما يحدث الآن!!
* فكل ما عليك هو أن تسأل عن راتب محترف واحد أجنبي في أحد الأندية الكبيرة خلال موسم رياضي لتدرك أنه يعادل مقدار ما تصرفه أندية الفروسية التسعة مجتمعة في مملكتنا الغالية خلال عشرين سنة قادمة!!
* وقس على ذلك ما يصرف للأندية الرياضية للدرجة الأولى التي تتراوح مصاريفها السبعمائة ألف ريال للنادي الواحد مع تكراري للاهتمام برياضة كرة القدم فقط!!
* ومائة وخمسون ألف ريال لأندية الدرجة الثانية..
* بينما تقبع أندية الفروسية تحت رحمة الصدقات والاجتهادات الشخصية رغم وجود البنية التحتية لهذه الميادين ولك أن تتخيل مقدار صيانة ميدان فروسي مساحته تتجاوز الكيلوين سنوياً؟ مقارنة بمدخول النادي البسيط، ولو لا وقفة رجل العز والطيب والكرم (سلطان بن محمد بن سعود الكبير) حين استجاب لمطالب رؤساء أندية الفروسية بمنح كل ناد مكافأة مقطوعة من حسابه الخاص ودون أي مردود لتكون عونا بسيطا في تسيير أمور الميادين مع اجتهاد مسؤولي الأندية باللهث وراء رجال الأعمال!!
* لأصبحت رياضة الفروسية شيئا من روايات الماضي ورجاء من طموحات الحاضر
* ويالها من معادلة يصرع فيها ذوات الحافر وينتصر فيها ذوو الأقدام العارية!!؟
* والسؤال هنا لماذا هذا الإغماض المقصود عن رياضة الآباء والأجداد؟
* لماذا لا يتم تخصيص مبالغ رمزية لا أظن أن تكلف المورد الاقتصادي المرتفع لبلادنا الغالية شيئا لو دعّمت بتسعة ملايين ريال سنويا تكون حصة كل ناد مليون ريال تفتح من خلالها ممرات رحبة بالاهتمام والمنافسة والاقتناء لحصون الأمس وعتاد الغد (الخيل)
* لماذا لا يتم تحريض شركة الاتصالات السعودية وموبايلي لمبدأ المثل بالمثل مع رياضة الفروسية ولو بشيء من التخصيص كما هو الدوري السعودي الذي شاهدناه قوياً (مادياً) برعاية هذه الشركات.
* ولماذا لا يتم الموافقة للميادين من استثمار مقراتها فالذي أظنه أن الميادين تعاني من عدم السماح لهم باستثمار ميادينهم
وقد عرفت ميدانا (تابعا) لمنطقة الرياض لم تسمح له وزارة الشؤون البلدية والقروية من استغلال موارد أراضيه تجاريا رغم ممارستها في بعض الميادين الأخرى لمناطق أخرى مما جعلها أكثر رونقا وتجليا، وكأن الأنظمة تتبدل وتتغير حسب المواقع والمناطق؟
* إنها علامات استفهام كثيرة محيرة لا أظن حلها يتعدى اجتهادا بسيطا لكننا اليوم ونحن نعيش هذا العرس الفروسي الكبير في أجواء بطولة عز الخيل عدت الى الوراء قليلا، وتذكرت مياديننا الفروسية التي كانت كما وصفها ذلك الغارق في قرويته (بالاحواش) قبل أن يسخر الله لها مروض رحى الصعوبات (سلطان بن محمد) وبمتابعة من ولاة الأمر لتكون نواة حقيقية في إعادة بزوغ هذه الرياضة الأصيلة.
* ولعلي أنوه هنا بفكر سموه النير حين وجه بأن تكون الاستضافة لهذه البطولة العزيزة على قلوبنا سنويا في ميدان لخلق روح التنافس في التنظيم تاركا لوقته الثمين ومسؤولياته الجسام استراحة للتمازج في هذا المحفل الفروسي الجميل.
* بقي هنا أن أنوه الى أن معدل ما صرفه هذا الأمير الشهم على فروسية هذه البطولة الجبارة وميادينها يزيد على الستين مليون ريال كانت تدفع من جيبه الخاص لتكون النواة الحقيقية بعد الله في انتشال هذه الرياضة من الضياع، فهل بقي لنا بعد هذا كله شيء نستحق به أن نلحق بركب هذا المسافر في تلابيب أرواحنا؟ لا أظن..
ناصية سرمدية
- يا سيد الصهيل..!!
- ويا ناصر صوت العويل...!!؟
- أجب مثار النقع الذي كسا جسمه المتورم...!!
- يا فراشة الريح..
- ويا قمر السيح..
- أجب زنزانته التي يسمونها مأوى الباذخين!!
- يا رفيق العاصوف..
- ويا سليل السيوف..
- قل لزمانه أن يعود.. وقل لخطاه أن تجود..
- يا قاهر الريح.. والفضاء الذي يصيح..
- خلاؤه ينطوي.. وبرقه يلتوي.. فهل حان الوقت لإماطة لثام فروسيته التي تموت واقفة..!!
- هل حان الوقت للاستنجاد بنداء وهج (عز الخيل) وفارسه (سلطان بن محمد)؟