Al Jazirah NewsPaper Wednesday  11/04/2007 G Issue 12613
رأي الجزيرة
الاربعاء 23 ربيع الأول 1428   العدد  12613
محرقة عمرها 4 سنوات

في المناسبات الدورية لأحداث معينة تتواتر مجموعة من الاحصاءات، وفيما يتصل بالذكرى الرابعة لاحتلال بغداد فقد غطت الاحصاءات أكثر من مجال بما في ذلك أعداد اليتامي التي ارتفعت من مليون يتيم في التسعينيات إلى ما يقارب الخمسة ملايين يتيم حالياً..

والرقم مع أرقام أخرى أكثر مأساوية يظهر المدى البعيد الذي بلغته الأزمة العراقية من العنف والوضع المؤسف الذي تردت إليه الأوضاع، ووسط ذلك لا تلوح ثمة بارقة أمل عن فجر جديد.

وجدير بالملاحظة في الذكرى الرابعة للاحتلال شعارات ارتفعت في عدة أنحاء مطالبة برحيل القوات الأجنبية فيما قالت شعارات أخرى إن الاحتلال وراء الحالة المتردية بين العراقيين كطوائف وأحزاب، لكننا نشير إلى أن الأمر يتعلق خصوصاً بالطوائف، فهناك أنهار من الدماء تسيل كل يوم بسبب العنف الطائفي الذي هو من أبرز افرازات هذه الأزمات المتلاحقة في العراق منذ احتلاله قبل أربع سنوات.. وسيكون من المفيد أن تتلقف جهود عراقية، على أكثر من صعيد وعلى قناعة بالأيدى التي تعمل تفريقاً في الصف العراقي، تلك الشعارات التي ترفعها أكثر من جهة والتي تنادي بالوحدة الوطنية للخروج من هذه الورطة الطائفية..

لقد تجاوز الاهتمام بالأزمة الطائفة الحدود العراقية إلى الخارج وإلى الجوار العربي، حيث ارتفعت الأصوات منادية بأهمية تجاوز هذه الأزمة، خصوصاً، وأن تداعياتها لا تقتصر فقط على العراق ولكن على كامل المحيط العربي والاسلامي.

ومن الملاحظ أن هذه الأزمة الطائفية استعرت بشدة مع وصول القوات الدولية، الأمر الذي دعا الكثيرين للإشارة إلى دور نشط لهذه القوات في تحفيزها، باعتبار أن اشعال الفنتة الطائفية يصرف الأنظار عن الوجود الأجنبي بكل أجندته ومخططاته، لكن الحالة في العراق لم تعد تحتمل المدى البعيد الذي ذهبت إليه الأزمة الطائفية في تفاقهما، إذ أدرك الكثيرون وفي كل الطوائف أن استمرار الصراع بين الطوائف لا يخدم بأي حال من الأحوال الأوضاع العراقية بقدر ما يقدم خدمة للذين ينفخون في نيران هذه الفتنة.

ومن المهم للعراقيين وهم يتذكرون أحداث هذه السنوات العقيمة أن يفتحوا فجوة للأمل من خلال تبني نهج أكثر جدية للخروج من الأزمات التي تعصف بوحدتهم الوطنية، فبهذه الوحدة يستطيع العراق أن يعلن أنه قادر على حماية أرضه ومواطنه وأنه لا يحتاج الى أي من كان على وجه البسيطة للقيام بهذه المهام الوطنية الأصيلة نيابة عنه.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد