Al Jazirah NewsPaper Wednesday  11/04/2007 G Issue 12613
الريـاضيـة
الاربعاء 23 ربيع الأول 1428   العدد  12613

ميادين
وتوقف قلب عز الخيل
عايض البقمي

في واحد من أجمل حوارات الموسم، وضمن اللقاءات التي انفردت بها (الميدان) مع عدد من كبار ملاّك الخيل، سألت مالك الخيل نقي السيرة والسريرة الشيخ علي بن صالح الحمادي - متّعه الله بالصحة والعافية - عن الجياد التي لن تتكرر بالميدان السعودي.. جاء السؤال وكنا نعيش أولى بطولات الموسم على كأس الوفاء.

فأجاب أبو صالح قائلاً: (عز الخيل) في عدد انتصاراته أسطورة لن تتكرر بالميدان السعودي، و(البشر) في عدد بطولاته.. بهذه الكلمات انتهت جزئية من حوار مع رجل عاصر سباقات الخيل منذ 40 سنة ولا يزال مواصلاً لعشقه الأصيل الذي غرسه في أبنائه وأحفاده.

انتهت جزئية الحديث ولم تنته الغصة في حلوقنا فما زالت أقلامنا تقف عاجزة عن التعبير ونحن نسمع عن رحيل (الجواد الأسطوري) عز الخيل، الذي توقف قلبه أثناء تأدية واجبه في مزرعة الأزرق.. توقف قلب البطل منذ أكثر من عامين، ورحل العز دون أن نكتب سطرا عن ذلك الجواد الفذ والمبروك.. نعم رحل البطل، لكن لم ترحل انتصاراته الـ45 عن ذاكرة الناس، رحل البطل وبقي أبناؤه يسطِّرون إبداعاتهم في الميدان السعودي، رحل عز الخيل وإحساس مرير بالتقصير الإعلامي يملؤنا تجاه البطل، بل إننا نكاد نستشعر لوم أبنائه وكأنهم يصفون أقلامنا بالجحود، ثم يرفعون أعناقهم زهواً.. مشيرين إلى أن والدهم البطل أكبر من أقلامنا وأكبر مما نفرده من صفحات!

رحل الجواد البطل الذي نحتفي اليوم باسمه في دورة عز الوطن، نحتفي به على ضفاف عروس البحر الأحمر عصر اليوم بجدة من خلال الدورة التي تحمل اسمه في نسختها الـ12.

نحتفي بهذه النسخة الجديدة وهي تحمل في كل موسم اسم الجواد البطل الذي كان أقرب الجياد للرمز والرائد وراعي الجيش والإبل والخيل محمد بن سعود الكبير (طيَّب الله ثراه).

نعم.. رحل عز الخيل وبقيت الخصال العطرة والمواقف والذكريات المحفورة في ذاكرة التاريخ وسجلات الشرف.. رحل البطل ولم تتوقف الدورة.. ولم يتوقف سخاء الرجال.. ولم تتوقف الثوابت في فروسية وطنية تشمخ إلى السحاب وتمتد إلى كل الآفاق..

كان (سلطان الميادين) مواصلاً العطاء رغم ذهاب البطل، وظل سلطان بن محمد شرياناً متدفقاً لذلك العطاء، وظل شامخاً ثابتاً داعماً ومقدماً أروع رسالة في عشق الفروسية.. اسمعوه وكأنه يقول من خلال عطائه وصبره وسخائه: (صحيح أني أسميت هذه الدورة باسم الحصان عز الخيل، لكنني كنت أهدف إلى ما يُمكن أن أقدمه لرياضة الوطن وسباقاتها من خلال هذه الدورة التي تلم شمل ملاّك الخيل من كافة مناطق الوطن وتساهم في الارتقاء بسباقاتهم وإقامة منشآتهم).

إنها كلمات لم يقلها بفمه، لكنه عبَّر عنها بأفعاله، وها هي دورة عز الخيل.. دورة الوطن ودورة الجماهير.. ها هي تنجح في إيصال رسالتها، وها هي تحقق التواد والتآلف والتعارف من كل صوب.. لقد استمرت الدورة بقوة وشموخ، وكانت طوال 11 عاماً محل عناية الأمير السخي الراقي.. يدفع لها من حر ماله عاماً بعد آخر دون من أو أذى.. حتى ناهز ما دفعه أبو نايف الـ54 مليون ريال ليصل الإجمالي اليوم في ميدان جدة وختام نسختها الـ12 إلى 60 مليون ريال.

أعلم أن الأمير الكريم لا يحبذ أبداً الإشارة إلى ما دفعه لهذه الدورة، وأعلم أن أبا نايف - وفقه الله - يعمل في مساهماته الخيرية والإنسانية بالسر، حيث يبتغي مرضاة الله سبحانه وتعالى، لكن من باب توثيق المعلومة لقارئ متعطش أذكر هذه الأرقام، فللقارئ علينا حق، وإيرادنا للأرقام فيه تحفيز للآخرين من أهل العطاء لكي يحذو حذو هذا الأمير الوفي، فما أحرانا جميعاً أن نلتزم بهذا الحس الوطني الرفيع الذي ضرب فيه الأمير سلطان بن محمد أروع الأمثلة في كل مجالات عطائه الثرية واليوم، ومع إسدال الستار عن دورة عز الخيل في نسختها الـ12 ودخولها لمنعطف مهم في العام المقبل وهي تصافح ميدان (نوفا).. ذلك الميدان الذي نحلم بمشاهدته في ذلك الموقع، الذي نراهن أننا سنجني من مشاهدته متعة الإعجاب والدهشة ما دام وراءه رجل بقامة سلطان بن محمد، فهذه المنشأة العملاقة حدث سيكون مثار حديث لا ينقطع ومثار استعراض سيطول ويطول.. وإن غداً لناظره قريب.

.. أقول مادام (نوفا) بعد اكتمال مشروعه هو من سيحتضن عرس التجمع الفروسي عام 2008م فإنني ومن هذا المنبر أعيد ما سبق أن طرحته في مقالة سابقة وباسم كل ملاك الخيل وبعد رحيل الجواد عز الخيل.. وأقول مناشداً الأمير سلطان بعدم رفض المقترح كما فعل قبل 4 سنوات، فتكون دورة عز الخيل المقبلة كالتالي:

(دورة عز الخيل على كأس الأمير سلطان بن محمد)

فهل يتنازل سموه بناء على رغبة كل الذين يحبونه ويقدرون عطاءه للوطن وللخيل والفروسية، ويوافق على مقترحنا الذي سيجمع بين الوفاء لاسم من دعم هذه البطولة بكل سخاء والوفاء للجواد (الأسطوري).

إن من حق سلطان بن محمد علينا أن نحتفي به في تلك الكأس التي ستحمل اسمه إن شاء الله، فهو من صنع كل هذه النجاحات، وهو من دعم كل تلك الجهود لتثمر ثمارها اليانعة من كل لون ونوع.

وأخيراً أبناء عز الخيل.. هل نجد منكم العذر والسموحة على أقلامنا التي عجزت عن التعبير وعن صفحاتنا البيضاء التي لم تقدر على مواكبة رحيل والدكم البطل؟ هل نبدأ معاً صفحة بيضاء بودٍ صافٍ كحليب النوق، بعد أن قصَّرت أقلامنا لأن تكون في قامة عز الخيل وإنجازاته وانتصاراته!

عذراً عذراً، وسيبقى عز الخيل في الذاكرة عزاً وشموخاً وعطاء لا تمحوه الأيام.

* المسار الأخير ل (عطا الله فرحان):

يعني على قول المثل.. (وش على الذيب)

بنشوف منهو ياكل الجو كله؟؟

واللي يبيها بالشعر والمواجيب

أقلب عليه الطاولة في محله


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد