يفيد كثيراً التذكير بين الحين والآخر بثوابت الأمة في عصر باتت فيه التيارات الهدَّامة تكتسح كل ما في طريقها، ومباشرة المسؤوليات الإعلامية بطريقة تبعد عن محيطها الأهواء الذاتية التي يمكن أن تفرض مرئياتها من خلال الوسائل الإعلامية المختلفة.
حديث الأمير نايف أمام أعضاء الجمعية السعودية للإعلام لمس من قريب المشاكل التي تحيط بمسار الإعلام باعتباره محوراً مهماً في الحفاظ على سلامة المجتمع وباعتباره أحد الأركان الأساسية في عملية البناء والتنمية، وهي أدوار لن يتسنى القيام بها إلا في ظل خطط تستجيب لمبادئ وقيم المجتمع وتعمل على ترسيخها وتثبيتها في نفوس الجميع.
ومن المؤكد أن إعلاماً واعياً يستطيع مع التربية المخطط لها المرسومة النأي بالمجتمعات عن مزالق التخبط والفوضى، من خلال التعبير الحقيقي عن تطلعات الأمة، وبالنسبة إلى أمتنا الإسلامية فإن الجهود ينبغي أن تتركز على مواجهة المهام التي تجعل منها منسجمة مع مبادئها، مع التصدي إلى التحديات وموجات الاستهداف التي ترمي إلى ضرب الإسلام في مقتل.
ويبدو من المهم الالتزام بنهج من الموضوعية في تناول مختلف المسائل المثارة في عالم اليوم، مع الحرص على التقييم الموضوعي الذي يستوعب توضيح الرؤية الإسلامية والرأي الإسلامي تجاه التطورات، وكل ذلك في ظل مناخ يسمح بالتناغم والتعاطي مع الآخر من خلال حوارات مجدية يمكن عبرها إيصال الفكرة الواضحة الجلية عما يحدث سواء في محيطنا العربي الإسلامي أو تجاه المصاعب والمشكلات القائمة على نطاق العالم ككل.
إن مهمة بناء الشخصية المسلمة الواعية المنفتحة تظل في جانب منها مهمة ينبغي أن ينهض بها الإعلام، فهناك بالفعل حاجة لاستجلاء بعض الشوائب التي لحقت بالمجتمعات الإسلامية بسبب تصرفات تتسم بالغلو والتطرف من قبل أناس محسوبين على الإسلام، وقد التقط من يتربص بالإسلام والمسلمين في بعض أنحاء العالم هذه السلبيات واستخدمها في رسم صور نمطية للمسلمين تظهرهم وتدمغهم بكل السلبيات.
ويفيد مجتمعاتنا بشكل خاص أن تتضافر قواها، خصوصاً في الجانب الإعلامي، على إبراز الصورة الحقيقية لديننا الحنيف بدلاً من الانغماس في إعادة إنتاج ما يفعله الآخرون ولو كان مناهضاً ومنافياً لقيمنا، فمثل هذا النهج يهز صورة مجتمعاتنا ويجعلها تبدو وكأنها فاقدة للهوية أو مجرد مسخ لمجتمعات أخرى لها مبادئها ورؤاها بصرف النظر عن سلامة تلك الرؤى والأفكار.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244