تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام يفتتح صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية يوم غدٍ الأربعاء فعاليات جائزة الأمير سلطان الدولية في حفظ القرآن للعسكريين في دورتها الرابعة وذلك في قاعة الاحتفالات بمركز الفيصلية بالرياض.
ونوّه الشيخ عبدالله بن صالح الشيخ مدير الشؤون الدينية بالقوات المسلحة المشرف العام على المسابقة بإقامة المسابقة بين أوساط العسكريين وللتنافس على جائزة تحمل اسم رجل صاحب أيادٍ بيضاء في دعم العمل الخيري والعناية به، حيث امتدت أياديه لتصل إلى بقاع كثيرة من العالم وهذه الجائزة التي تحمل اسم سمه هي غيض من فيض من أعمال وإنجازات سموه، مشيراً إلى أن المسابقة ستحظى بمشاركة 21 دولة إسلامية وعربية.
وأكَّد الشيخ أن (70) عسكرياً سيتنافسون على جائزة المسابقة التي تشتمل على أربعة فروع هي حفظ القرآن الكريم كاملاً وحفظ عشرين جزءاً وحفيظ على أجزاء وحفظ خمسة أجزاء وجميعها تتطلب الترتيب والتجويد.
وقال إن هذه المسابقة نفع الله بها كل من شارك وسمع منهم الدعاء المستمر لسلطان الخير نظير الصنيع الذي يقوم به من أجل العسكريين في مختلف الدول الإسلامية والعربية، موضحاً أن المسابقة ستشهد هذا العام إدخال أنشطة مصاحبة منها معرض للقرآن الكريم والعناية وهناك الدروس والبحوث المحكمة بالإضافة إلى تنظيم محاضرات ودورات تدريبية مكثفة.
وبهذه المناسبة وصف سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء مسابقة الأمير سلطان الدولية للعسكريين بالمتميزة، حيث تربط العسكريين بكتاب الله وهو أدعى لقوة إيمانهم وشدة بأسهم وصدق عطائهم وانتمائها لهذا الدين.
وقال سماحته: إن الله تعالى قد أكرم أمة الإسلام ورحمها، أكرمها سبحانه بأن شرفها ببعثة خيرته من خليقته محمد بن عبدالله - صلوات ربي وسلامه عليه - إليهم، وأنزل لهم أشرف كتبه القرآن العظيم الذي جعله الله هدى وشفاء وسماه سبحانه رحمة، وشرع لنا الفرح به يقول الله عزّ وجلّ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ* قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}..يونس (57-58)
فحق لمن حمل القرآن في صدره، وروض جوارحه على العمل به وتطبيقه أن يفرح، وأي شيء في هذه الدنيا أحق بالفرح من الفرح بفضل الله علينا بهذا القرآن وتكريمه لنا بأن جعلنا من أهل الإسلام وحملة القرآن.
وأكد سماحته أن هذا الكتاب العظيم أنزل ليعمل به ويطبق، ومتى كان ذلك عمت السعادة، وانتظمت الحياة، وساد العدل، وكانت الرحمة هي الغالبة بين الناس، هذا القرآن منهج حياة متكامل للأفراد المجتمعات: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} (9) - (سورة الإسراء)، من شرف هذا القرآب العظيم أن الله تعالى قد أمتن به على رسوله صلى الله عليه وسلم: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} (87)سورة الحجر.
وامتن به على أهل الإيمان: {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} (164) سورة آل عمران.. ولو لم يكن من شرفه إلا أن الله عز وجل هو الذي تكلم به، وأنزله وحياً على نبيه صلى الله عليه وسلم، وتكفل سبحانه بحفظه {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (9) سورة الحجر.. لكفى بذلك مزية وفضلاً وتشريفاً.
لهذا نبه الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين على تشريفهم بهذا الكتاب وأنهم سوف يُسألون، يقول الله عزّ وجلّ: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} (44) سورة الزخرف.
نعم سوف نسأل عن هذا القرآن العظيم، هذه المنة الكبرى والبشارة العظمى، هذه الرحمة النازلة من الرحمن الرحيم إلينا، هل عملنا به؟ هل طبقناه؟ هل تلوناه حق تلاوته؟
وأوضح سماحة المفتي.. أن خير الناس من تعلم القرآن وعلمه؛ لأنه وافق مراد الله من إنزال كتابه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) أخرجه البخاري.
فخير هذه الأمة من تعلم القرآن، تلاوة له، ومعرفة لحدوده، وإدراكاً لمعانيه، وشرعه، وعملاً به، ثم بعد أن كمل نفسه سعى في تكميل إخوانه فعلّم هذا القرآن، علّم حروفه وحدوده وشرائعه، ودعا على تطبيقه في واقع الحياة، هذا هو خير الناس، والأمر كما قال تعالى: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (3) .. العصر. مشيراً إلى أن السعادة الحقيقية إنما تكون في طاعة الله واتباع شرعه وتحكيم كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والشقاء كل الشقاء في الإعراض عنهما، يقول الله تعالى: { قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) }.. طه.
فألله.. ألله.. بالقرآن العظيم تلاوة، وحفظاً وعلماً، وعملاً، وتطبيقاً في واقع الحياة، وتحكيماً له في جليل الأمر وصغيره. هذا وإن مما يذكر فيشكر ما تقوم به المملكة العربية السعودية من عناية بكتاب الله عزّ وجلّ بأوجه العناية، منها إعلانها تحكيم كتاب الله عزّ وجلّ واعتزازها بذلك، ومنها العناية بتعليمه على مستوى التعليم النظامي من الابتدائي وحتى الدراسات العليا والتخصصات الدقيقة بتعليمه كالقراءات والتفسير ونحو ذلك، وكذلك على مستوى جمعيات تحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في هذه البلاد الطاهرة لتعليم القرآن الكريم في المساجد ودور التحفيظ، بل حتى عبر التقنيات الحديثة والدراسة عن بعد.
وقال سماحته ومن أوجه العناية إنشاء مطبعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - غفر الله له ورحمه ورفع درجته في عليين - بالمدينة، التي أشرفت على طباعة المصحف الشريف مراعية في ذلك الدقة وجمال الطباعة، ووفرتها بحيث استفاد منها جميع المسلمين في أنحاء العالم.
ومن أوجه العناية.. ما نحن بصدده، من إقامة مسابقات لتحفيظ القرآن الكريم لتشجيع المسلمين على حفظه، وقد تنوعت المسابقات، ما بين محلية ودولية، ومن المسابقات الدولية المميزة مسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الدولية للعسكريين، فجاء تميزها من حيث اختصاصها بالعسكريين، وهم حماة ثغور الإسلام، وإن ملاحظتهم، وربطهم بكتاب الله عزّ وجلّ أدعى لقوة إيمانهم وشدة بأسهم، وصدق عطائهم وانتمائها لهذا الدين، وهو أحرص لهم على الأداء الميداني والانضباط فيه، إذ يكون اهتمامهم أكثر بنصرة دينهم والدفاع عن عقيدتهم، التي حفظوها حين حفظا كتاب الله عزّ وجلّ.
فشكر الله لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز على ما بذل، وجعله ذخراً له يوم لقاه، وشكر الله للقائمين على هذه المسابقة المباركة وعلى رأسهم فضيلة الشيخ عبدالله بن صالح آل الشيخ المدير العام لإدارة الشؤون الدينية للقوات المسلحة المكلف والمشرف العام على الجائزة، وبقية زملائه.