Al Jazirah NewsPaper Tuesday  10/04/2007 G Issue 12612
الاقتصادية
الثلاثاء 22 ربيع الأول 1428   العدد  12612
الشائعات والتلاعب بالنفسيات يؤجلان عودة الثقة حتى إشعار آخر

* الرياض - عبد الله البديوي:

أنهى سوق الأسهم السعودي تداولات أمس الاثنين منخفضا (63) نقطة مواصلا موجة جني الأرباح التي بدأها يوم الأحد وفاقدا أغلب مكاسبه التي حصدها مطلع الأسبوع.

ورغم أن هذا الأسبوع بدأ بتفاؤل مفرط نتيجة الهدوء النسبي في الأحداث السياسية التي كانت متوترة في المنطقة مما حدا بالسوق أن يرتفع السبت الماضي ارتفاعا قويا جدا بلغت مكاسب المؤشر فيه قرابة الـ400 نقطة ولكنه سرعان ما غير توجهه للنزول ويخسر 200 نقطة يومي الأحد والاثنين ولتتغير مع تغير الألوان نفسيات المتداولين.

السبب الرئيسي لهذه التقلبات التي يشهدها السوق يعود للشائعات المؤثرة في نفسيات المتداولين سواء كان مصدرها المنتديات الاقتصادية أو صالات التداول، وخلال الأسبوع الماضي فقط ظهرت الكثير من الاشاعات التي أثرت في مسيرة السوق كان أبرزها اشاعة طرح أسهم شركتي كيان وجبل عمر للتداول ثم نفيها بعد ذلك واشاعة أخرى مفادها ايقاف أحد الأسهم عن التداول المضاربة العشوائية هي السائدة في السوق منذ أكثر من عام في ظل تغييب الثقافة الاستثمارية التي غابت معها السيولة الاستثمارية الهادفة للبقاء في السوق والاشاعات هي المحرك الرئيسي للسوق الذي فقد مقومات التحرك السليمة المبنية على الأسس المالية والفنية، وأكبر دليل على ذلك قلة التداول على أسهم شركات العوائد التي تقبع في أسعار مغرية للمستثمرين، وتسجيلها لقيعان جديدة وعدم تفاعل تلك الأسهم مع أخبارها ونتائجها المالية وهو الأمر الذي ظهر جليا في سهمي شركتي أسمنت ينبع واسمنت الشرقية الذين أعلنت نتائجهما للربع الأول وكانت مميزة جدا في نموها، ورغم ذلك لم تشهد تفاعلا رغم أن مكررات أرباحهما قد انخفضت لقرابة الـ11 مرة، وهي أرقام مغرية جدا في جميع الأسواق العالمية.

من جهة أخرى حمل الخبير المصرفي الاستاذ (أنس بن محمد الزمام) الجهات الرقابية على السوق جزءا من مسئولية انتشار الشائعات وقال: حقيقة أنا لا أعلم سر هذا السكوت على انتشار هذه الشائعات التي تنخر في بنية السوق، هناك حلول كثيرة ولكنها تحتاج للتحرك والتفعيل، لا يمكن أن نلوم المتداولين على انتشار الشائعات إذا كانت التوعية مغيبة والشفافية مفقودة وطالب (الزمام) هيئة السوق المالية وضع برنامج زمني سنوي وجدول لطرح الاكتتابات القادمة وأضاف: الأمر ليس صعبا لماذا لا يكون هناك جدول يصدر بداية كل سنة ميلادية يوضح توقيت طرح الاكتتابات المقبلة، لا يمكن أن نستخدم عنصر المفاجأة في موضوع مؤثر كهذا، هذا سبب لانتشار الشائعات. وختم (الزمام) حديثه بقوله (منذ أكثر من شهرين والمتداولون يخشون من طرح مفاجئ لكيان أو بنك الانماء وكل منهم يتوقع توقيتا من عنده ويفتي بذلك، لو كان هناك جدول زمني لما حصل كل ذلك) من جانب آخر وصف الخبير الاقتصادي الدكتور (سالم باعجاجة) السوق في الفترة الحالية بأنه مضاربي بحت وقال (أنا لا أنصح أي مستثمر في الدخول في السوق حتى تهدأ حدة المضاربات، لا يمكن أن نصل لاستقرار ما دامت هذه التذبذبات القوية موجودة) وتوقع (باعجاجة) طرح شركة (كيان) للاكتتاب في النصف الثاني من هذا العام وأضاف: لا أتوقع أن تقوم بضخ شركات كبيرة للسوق في الوقت الراهن، لأن وضع السوق لا يسمح بذلك، صحيح أن شركة كيان قد حصلت على موافقة وزارة التجارة على تأسيس الشركة ولكن هذا لا يعني أن تطرح قريبا، المسألة تحتاج لوقت) وسألنا الدكتور (باعجاجة) عن رأيه في وضع جدول زمني للاكتتابات فأجاب (هذه فكرة جيدة مستقبلا ولكن من غير الجيد تطبيقها حاليا في ظل وضع السوق) وختم (باعجاجة) حديثه بقوله: السوق لم يعد صلبا كما كان، سيولة المضاربة لا تقوي السوق بل تضعفه، لن يقوي السوق إلا سيولة الاستثمار).


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد