حتى تكون متحرّراً لا بد أن تنبذ العادات وتقف في وجه التقاليد وتنقلب على المثل والمبادئ والقيم، ومن أجل أن يُطلق عليك مثقفاً فلا بد أن تنسلخ عن بيئتك ومجتمعك وترفض موروثك وتاريخك وتتبرأ مما له علاقة بلونك واسمك ولغتك، وكي يتم تصنيفك ضمن النخبة وفئة المنفتحين فمن الضروري أن تبادر برفع شعار حرية المرأة بالشكل وليس المضمون وأن تكون وصياً عليها ومتحدثاً باسمها وبالنيابة عن أفكارها وخصوصياتها وأدق تفاصيلها ومعبِّراً عن همومها وأسرارها، ومطالباً إياها بالتخلّي عن حيائها وعفافها، وحتى تنال جائزة وشهرة الابتذال ويصفق لك المتآمرون على عقيدتك فما عليك سوى تشويه صورة الدين ومحاربة المدافعين عنه والنيل من المتمسكين به ووصفهم بالمتخلفين والمتحجرين..!!
في تقديري أن كلما تقدَّم ليس نابعاً من قناعات شخصية وفكرية خالصة بقدر ما هو نتاج مرحلة عاصفة بالضغوط والمتغيِّرات وتماش مع إيقاعها المتسارع، الأمر الذي يجعل الاختلاف بين التيارات والسجال بين الرؤى والأفكار والأطروحات هامشياً وعاجزاً عن التأثير والتغيير، هي مواجهات لتسجيل المواقف وانتصار للذات أكثر من كونها محاولة جادة ورغبة حقيقية للتحاور والوصول إلى نتائج مقنعة ومجدية.
إزاء ما يجري من تحولات وحروب وملاسنات عبثية فإن الحل يكمن في ممارسة حق التعبير بخطاب أو حوار لا يتعمد إقصاء الآخر ولا يأتي على حساب كرامته وحقوقه ومشاعره الإنسانية وثوابته الدينية.
وعند مدارس حائل الخبر اليقين!!
تحت عنوان (عمالة وافدة تبيع ساندوتشات منتهية الصلاحية لطلبة المدارس في حائل) نشرت جريدة الرياض يوم الخميس الماضي تقريراً مصوراً عن إلقاء أمانة منطقة حائل القبض على عدد من العمال في محلات مختلفة وهم يقومون بتجهيز كميات هائلة من الوجبات المخزنة والمنتهية الصلاحية لبيعها على طلبة المدارس في حائل.. هذا التقرير جاء بعد أيام قليلة من المقال الذي كتبته الأسبوع قبل الماضي وحذَّرت فيه من كارثة بيع الأطعمة الفاسدة والأكلات المحظورة في مدارس البنين والبنات بعنوان: (مدارسنا وخطر المقاصف) وكيف تحوَّلت المدارس من صروح للتوعية والتربية والعلم والمعرفة إلى إزعاج يثير في نفوسنا القلق والخوف على صحة فلذات أكبادنا.
بالتأكيد الوضع لا يقتصر على منطقة حائل وحدها، ولا يكفي قيام جهة واحدة بدورها وهي أمانة منطقة حائل مشكورة، إذ لا بد أن يكون لإدارات التعليم موقف حازم مما يجري، وقبل ذلك من المؤسف ومن المخجل أن هذه الأمراض والأوبئة تقتحم المدارس بطلب وبموافقة ومباركة إدارة المدرسة، وبالتالي فإن الجزء الأكبر من المسؤولية يتحمّله مدير أو مديرة المدرسة، في ظل عدم اهتمام وزارة التربية والتعليم بالجانب الغذائي، وتأثيره سلباً أو إيجاباً على التحصيل العلمي للطالب كما أشار إليه الدكتور عثمان العامر في زاويته الأسبوعية (الحبر الأخضر) تعليقاً على ما طرحته عن المقاصف، وشرحاً لما شاهده واطلع عليه في هذا الشأن أثناء زيارته الأخيرة لدولة فنلندا.
مَن لا يحرص على صحة وسلامة أبنائنا وبناتنا، ومن يبيع عليهم الأكلات الفاسدة والأغذية المحظورة لاحتوائها على مواد حافظة وملونة ومحلاة مثل أكياس البطاطس والشوكولاتة والمشروبات الغازية، سيكون الفشل الذريع حليفه في حمل أمانة التربية وأداء رسالة التعليم، وستبقى مقولة (العقل السليم في الجسم السليم) ضرباً من سراب وأحلام وهم وخيال..!
المعارضون في الأندية
لاحظنا جميعاً التغيّر والتطور في مستوى فريق الاتحاد خلال الأسابيع الماضية، حتى أصبح اليوم الفريق الأقوى والأكثر انسجاماً واستقراراً والأفضل نتائج. مقارنة بما كان عليه الموسم الفائت وبداية الموسم الحالي.. فما سر هذا التحول اللافت والسريع..؟! هل في المدرب ديمتري أم في عودة المذهل محمد نور أم في إبعاد الإداري حمد الصنيع ومجيء حسين الصادق؟! أم هنالك أسرار وأسباب أخرى ليست ظاهرة أو ليست واضحة ومباشرة..؟!!
صحيح أن للمدرب ديمتري وللنجم نور وللإداري الخلوق الصادق أدواراً إيجابية مشتركة في تغيّر أداء العميد، لكن الأهم والأصح أن هنالك أسباباً أكبر وأكثر إسهاماً في صياغة العميد الجديد، وتتلخص بوجود جبهة معارضة استطاعت استفزاز إدارة البلوي وتحفيزها على العمل بجد وانضباط، على الرغم من قلة عدد أفرادها ومحدودية شعبيتها، وأقصد بذلك تصريحات ومداخلات ومطالبات عدد من أعضاء شرفه بقيادة عبد العزيز جمجوم، والتي جاءت في أعقاب تراجع نتائج الاتحاد وخروجه المبكر من عدد من البطولات، ثم زادت حدتها بعد فضيحة (لويس فيجو).
مثل هذه المجموعة باتت ضرورة في جميع الأندية، شريطة أن تكون صادقة في توجهاتها وأهدافها، تبحث وتناضل من أجل مصلحة النادي أكثر من أي شيء آخر، تناقش الإدارة على أخطائها في الوقت المناسب وقبل وقوع الكارثة، تتحدث بلغة متزنة وعقلانية بعيدة عن التجريح وسوء النوايا.
في المقابل مطلوب من إدارات الأندية أن تتعامل مع هؤلاء باحترام وبثقة باعتبارهم أطرافاً مكملة وداعمة للنادي وجزءاً رئيسياً وحيوياً من مكوناته، وأنهم جميعاً يختلفون على الآليات والأفكار والتدابير لكنهم في النهاية يتفقون على مصلحة النادي والالتقاء سوياً على دروب محبته والانتماء إليه.
صح لسانك يا جاسم
لم يقل جاسم الياقوت عن محمد نور وحسين عبد الغني كلاماً يستدعي مهاجمته والتنديد به، وليس هنالك أية علاقة بين رأيه الشخصي وبين ما يمر به فريقه القادسية.. وحتى لو ارتكب أخطاء إدارية تخص ناديه فلا يعني هذا ألاّ تكون له آراء ووجهات نظر صحيحة أو على الأقل جديرة بالاحترام، وخصوصاً أنه يعمل في جهاز إعلامي وعضو في اتحاد الكرة ولديه من الخبرات والتجارب الرياضية ما يجعله مؤهلاً وقادراً على النقد والتقييم وإبداء الرأي.كنا سنلومه ونعترض عليه، بل ربما نستهزئ به لو تحدث عن أخطاء إدارية تتعلّق بأندية أخرى، في الوقت الذي يحاول فيه فريقه جاهداً الهروب من الهبوط، علماً بأن القادسية هو الفريق الأكثر تضرراً من غياب ثلاثة من ألمع وأبرز نجومه الأولمبيين الدوليين، الياقوت طرح رأياً منطقياً وواقعياً حينما قال: إن نور وعبد الغني من أسباب إثارة الفوضى والشغب في الملاعب السعودية.. وهذه حقيقة لا أحد يتجاهلها ولا يمكن طمسها أو تحريفها، بغض النظر عن موقع وصفة واسم قائلها سواء كان رئيس القادسية أو غيره.كالعادة.. ها هي التعليقات والشتائم توجه ضد جاسم الياقوت كشخص وكرئيس لنادي القادسية، بينما لا حديث ولا تعليق على مضمون ما ذكره ويهدف إليه وهو المهم والأصل في الموضوع والجدير بالمناقشة والأخذ والرد وهل كان كلامه صائباً؟! أو بمعنى آخر هل محمد نور وحسين عبد الغني من مثيري الشغب في الملاعب السعودية أم لا..؟!!
غرغرة
* قدَّم الأمير محمد بن فيصل بعد لقاء الأهلي درساً في الأخلاق والروح العالية والأدب الرفيع في التنافس الشريف.
* يستاهل الوطني الممتاز وتستاهل تبوك الإنجاز.
* لجنة الكشف على المنشطات.. أزمة في غيابها وإزعاج في حضورها.
* عدم تسلّم الطائي المبلغ المتبقي من قيمة انتقال الحارس فهد الشمري للهلال موضوع يجب ألاّ يستمر هكذا معلقاً دون حل..!
* الأهلي الجاد والنشط والمنظّم أحق وأجدر من الهلال المتداعي والمترهل في الوصول للنهائي..!
* مالك معاذ نجم من ذهب، والمهاجم الأبرز والأخطر في الوقت الراهن.
* سامي.. نواف.. حان وقت الاعتزال..!
* على الهلاليين أن يعترفوا بأن محمد الدعيع ظل في الكثير من المباريات وحيداً يكافح ويدافع ويتحمّل مهازل خط الدفاع.
* لا يصلح باكيتا ما أفسده سيريزو..!
* في اختبار بختاكور الصعب ومنعطف أوزباكستان الخطير هل ينجح الهلال في استعادة ثقته وتجديد آماله الآسيوية..؟؟!
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5297» ثم أرسلها إلى الكود 82244
abajlan@hotmail.com