هاتفني الأستاذ سلطان الدوس عضو مجلس الإدارة (الحاضر الغائب) بين شوطي مباراة الرياض مع الفيحاء، قال: أرجوك أن تحضر لترى مهزلة الأداء والمستوى، ولولا كرم الله لكانت نتيجة قاسية جداً بحق المدرسة.
ثم قال: الحمد لله أن الفريق لن يصعد هذا العام بهذا المستوى الذي يقدمه أمام صاحب المركز العاشر.
حضرت وليتني لم أحضر لأن قسوة الهزيمة كانت على نفسي كبيرة رغم أنني لم يفاجأني المستوى المتهالك للفريق لعدة أسباب أهمها:
أولاً: الإدارة الحالية برئاسة الأمير فيصل بن عبدالله بن سعود استلمت النادي والفريق يحتل المركز الثالث عشر.
ثانياً: بعد استلام الإدارة الجديدة تقدم الفريق إلى المركز الثالث وكان يستعد للمنافسة ولكن تعرض إلى هزة نفسية قوية بعد سحب (6) نقاط.
وكانت خبرة مدير الكرة قليلة (الإداري جاء من نادي النصر) مع بداية الموسم ولا يعرف شيئاً عن تاريخ وأسلوب ونمط لاعبي الرياض ودخل في أجواء مضطربة مع بعض اللاعبين وبعض الأعضاء مما أوجد فجوة.
ثالثاً: قلت للأستاذ سلطان هل تتذكر ما قالته الإدارات السابقة عندما وعدت ببناء الفريق بعد هبوطه إلى الدرجة الأولى؟ والسؤال: هل تم إعادة بناء الفريق خلال الموسمين الماضيين؟ الجواب: لا!!
رابعاً: جميع المدربين الذين مروا خلال الموسمين الماضيين وحتى الآن اتبعوا سياسة (الترقيع) وهي سياسة فاشلة سرعان ما تنكشف بعد مباراة أو مباراتين، ولم يوفق الرياض بمدرب قوي يبعد العناصر (المستهلكة) ويجب على الإدارة الجديدة أن تتبنى الإبعاد لهم إن هي أرادت بناء فريق يصعد للممتاز ليبقى سنوات.
خامساً: منذ أن كان الفريق في المراكز الأخيرة في الدوري الممتاز وأنا أحذر عبر مقالات نشرت ب(الجزيرة) قائلاً: إن الفريق هابط للدرجة الأولى لا محالة في حالة عدم تجديده وعدم إبعاد بعض العناصر. كان آخر هذه التحذيرات ما نشر في (الجزيرة) في 11-2-1426ه ولكن لم تؤخذ هذه التحذيرات من قِبل الإدارات السابقة لأنها لا تؤمن بسياسة التجديد.
سادساً: المشرف العام على الفريق الأمير فيصل بن عبدالعزيز بن ناصر الذي استلم الإشراف قبل ثلاثة أشهر تقريباً، استلم الفريق بعد انتصاف الموسم وقدّم عملاً رائعاً. لن يكتمل هذا العمل إلا بعد أن يعيد بناء الفريق وهذا العمل يتطلب قرارات حاسمة، وأحسب أنه بدأ فعلاً بالبناء والتخطيط ولكن يلزم إبعاد العناصر التي تحارب بروز الوجوه الجديدة التي يمكن الاعتماد عليها مستقبلاً.
ولدينا تجارب نادي الأهلي ونادي الشباب وهذه الفرق سر نجاحها تجديد الفريق (سنوياً)، فهل لدى الرياض حالياً أفضل من (طلال المشعل والمحمدي وتيسير النتيف والمهلل والعويران وفؤاد أنور) ومع ذلك تم الاستغناء عنهم، ولعل هذا المثال يتذكره الأستاذ ماجد الحكير عندما خاطبته قبل موسمين وبحضور خالد القروني وصلاح السقا وصالح الراقي.
ولدينا مثال جديد هو نادي الرائد الذي اتم إعادة بناء الفريق وحقق بطولة أندية الدرجة الأولى قبل أشهر ويستعد الآن للعودة مبكراً -ولكن بفريق جديد وليس بفريق (مرقع)- إلى أندية الدرجة الأولى.