دشن الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم وزير الزراعة مزرعة السليمانية لتربية الأبقار ومزرعة العزيزية لتربية العجول، وبدء العمل في تنفيذ مزرعة التميز لتربية الأبقار الجديدة، كما وضع حجر الأساس لتوسعة مجمع التصنيع الغذائي للشركة الوطنية للتنمية الزراعية (نادك) في حفل أقامته الشركة في مشروعها في حرض يوم أمس الأول السبت بحضور عدد من المسؤولين. وقد كان في مقدمة مستقبلي الوزير الشيخ سليمان بن عبدالعزيز الراجحي رئيس مجلس الإدارة وأعضاء مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة المهندس عبدالعزيز بن محمد البابطين. وتأتي هذه الخطوة ضمن برامج التوسعة والتطوير التي حققتها الشركة من نجاحات بإدارة وطنية ل(نادك) بقيادة المهندس عبدالعزيز البابطين، وكوادر سعودية مؤهلة، تسعى لتوظيف المكتسبات والخبرات والتطورات الحديثة في مجال إنتاج وتصنيع الألبان الطازجة في المملكة.
وأكدت (نادك) سعيها من خلال تدشين المزارع ووضع حجر الأساس لتوسعة مجمع التصنيع الغذائي لأن تكون من الرواد في مجالات تصنيع الألبان والعصائر على مستوى المملكة، إذ شهدت مصانع الألبان أخيراً نقلة نوعية، حيث سجل العام الماضي تحديداً أكبر طفرة للشركة في تصنيع الألبان والعصائر منذ إنشاء المصنع الثاني عام 1995م، بعد أن تم تنفيذ عمليات توسيع وتنويع وميكنة في كافة مجالات التصنيع والتقنية والخدمات المساندة، وزيادة الطاقة الاستيعابية لخزانات الحليب الخام والمستودعات المجمعة والمبردة. حيث أدى ذلك إلى تحقيق زيادة في معدلات إنتاج الألبان والعصائر. ففي الألبان بلغت الزيادة أكثر من 8.658 مليون لتر، بنسبة 7.1 في المائة عن العام السابق، فيما بلغت الزيادة في العصائر أكثر من 11.9 مليون لتر، بنسبة تفوق 49 في المائة عن العام السابق، إضافة إلى ما شهده عام 2006م من طرح منتجات وعبوات جديدة.
مزرعة أبقار السليمانية
شهدت مزارع الأبقار خلال الأعوام الأخيرة نمواً كبيراً، بتطورها النوعي رأسياً، وتوسعها الكمي أفقياً، من خلال تحسين بيئتها وتحسين خدماتها الإنتاجية، وبفضل الله عز وجل ثم بجهود العاملين تنامي إنتاجها عاماً بعد عام، حيث تم تشييدها كنظام يتناسب مع الظروف المناخية في المملكة، إذ تتكون المزرعة من شطرين متساويين، تتوسطهما محالب الأبقار. وتتكون المزرعة من 16 حظيرة، بطاقة استيعابية ل5760 بقرة، منها خمسة آلاف بقرة حلابة، بالإضافة إلى حظائر الولادات الحديثة، وأبقار العلاج ومرافق الخدمات الأخرى، كما تم تشييد الحظائر، بسعة 360 بقرة، حيث يتميز هذا النظام بسهولة انسيابية عمليات التغذية، كما تم تركيب أجهزة تبريد تعمل بكفاءة تشغيلية عالية، وذلك للمحافظة على درجة الحرارة داخل الحظائر عند 25 درجة مئوية، كما أنه في مجال الاستفادة من التقنية الإلكترونية الحديثة تم تزويد الحظائر بقرون استشعار إلكترونية متصلة بالحاسب الآلي المركزي (الألبرو) بمحالب الأبقار، حيث يطبق هذا النظام لأول مرة في مزارع الأبقار، ويتميز بمتابعة النشاط اليومي لحركة الأبقار داخل الحظيرة، من خلال الربط الإلكتروني بوحدات الأرقام التعريفية المثبتة على الأبقار، ومن خلال تسجيلها وقراءتها يتم التعرف على الأبقار المريضة أو الأبقار التي في فترة (الشبق)، ومن ثم يتم عزلها إما للعلاج أو للتلقيح، حسب حالتها، مما يوفر الكثير من الجهد للتعامل مع الحالات في الوقت المناسب. أما بالنسبة لمحالب الأبقار فتضم 4 محالب، بسعة 60 نقطة حلابة (محلب) وتنقسم المحالب إلى قسمين، بشمل كل منهما محلبين، وتصب جميعها في قاعدة موحدة لجمع الحليب وتسيير الخدمات المركزية، كما تم تشييد قبو تحت منطقة الحلابة، يشمل خدمات نقاط الحلابة لكل محلب دون أن تتوقف عمليات الحلابة، ويتم تسجيل الحليب من خلال الوحدات الإلكترونية لكل بقرة بواسطة جهاز الحاسب الآلي (الألبرو) الذي يتم فيه حفظ السجل اليومي لكل بقرة منذ ولادتها، كما يوجد محلب بسعة 24 نقطة حلابة يتم استخدامه للأبقار حديثة الولادة. أما معدات التصنيع والتعبئة فقد اشتملت على معدات فحص المنتج آلياً بواسطة كاميرات قبل التعبئة وبعدها، للتأكد من سلامة المنتج، كما صممت معدات التصنيع لتعمل بشكل آلي، دون تدخل العنصر البشري، وذلك لتقليل نسبة الخطأ، والحفاظ على جودة المنتج وثباته. من جهته أوضح المهندس عبدالعزيز بن محمد البابطين الرئيس التنفيذي ل(نادك) أن المملكة خطت في المجال الزراعي خلال بضعة عقود وبالرغم من شح الموارد الزراعية خطوات مشهودة فحققت نهضة وتنمية زراعية وأسست قطاعاً زراعياً متكاملاً لتسبق وتتفوق على غيرها من الدول التي تتمتع بمزايا أكثر وأفضل مما لدى المملكة.
وأضاف: لقد وظفت (نادك) الدعم الذي قدمته الدولة للقطاع الزراعي في استثماراتها، فبعد البدايات المتواضعة والمحدودة فيما كانت تنتجه (نادك) تطور العمل الإنتاجي فيها لتتسع قائمة منتجاتها للعديد من أصناف السلع الزراعية والغذائية وارتفعت معدلات وطاقات الإنتاج لديها لمستويات عالية حتى بلغت من القمح 140 ألف طن والأعلاف 220 ألف طن والذرة 70 ألف طن والبطاطس 75 ألف طن ومن البصل 30 ألف طن أي أنها تمكنت من مضاعفة الإنتاج مقارنة بما كان عليه الحال قبل ثلاث سنوات. وفي مجال الألبان والعصائر استطاعت الشركة التوسع في هذا النشاط ليصل حجم الطاقة المتاحة بعد استكمال تنفيذ التوسعة الجديدة لأكثر من مليون لتر يومياً من أصناف المنتجات المختلفة التي تزيد عن 160 صنفاً.
وأشار البابطين إلى أن (نادك) تعتز بكونها تعمل في مجال الإنتاج الزراعي والتصنيع الغذائي لتسهم في تأمين الغذاء للمجتمع لذا وهي تعي تماماً ما تقتضيه منها هذه المسؤولية وتقع في رأس القائمة من ذلك مطلب الجودة الذي لا خيار ولا بديل له طالما أن الأمر مرتبط بغذاء أفراد المجتمع التي هي جزء منه.
ونوَّه إلى أن مسيرة التطور والتوسع التي رسمها مجلس إدارة الشركة برئاسة الشيخ سليمان بن عبدالعزيز الراجحي قد تبنت إستراتيجية التركيز على تنمية قطاع الألبان والتصنيع الغذائي بدرجة أساسية وبشكل يتناسب مع نمو حاجة المستهلك بالكم والنوع، وبناء عليه وضعت خطة تنفيذ مزارع الأبقار التي تمثل مزرعة السليمانية أحد ركائزها الرئيسة والمتميزة، فقد جاءت هذه المزرعة بمفاهيم حديثة من حيث التصميم والتنفيذ التي ستنعكس إيجاباً بإذن الله تعالى على مخرجات التشغيل والإنتاج، فقد روعي في التصميم اختصار الوقت والجهد اللازم للبقرة في عمليات التغذية والحلب. واختتم بأن مزرعة السليمانية تعد محطة فاصلة بين ما أنجزته (نادك) في السنوات الماضية وما سيأتي مستقبلاً بإذن الله تعالى، ليشكل ذلك عوناً ودعماً للشركة في تطلعها وسعيها نحو تبوء مكانة تليق بها في مجال التصنيع الغذائي ليس على مستوى المنطقة بل على مستوى عالمي. وقدم البابطين جزيل الشكر للوزير برعايته افتتاح المشروع.
كما قدم في نهاية الحفل الشيخ سليمان بن عبدالعزيز الراجحي رئيس مجلس إدارة الشركة شكره وتقديره لمعالي وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم لرعايته الاحتفال.