استكملت سوق الأسهم السعودية بداية الأسبوع مشوار الهبوط السابق، وذلك بعد أن تخطى المؤشر العام TASI في بداية الأسبوع أدنى نقطة سجلها الأسبوع الماضي عند مستوى 7731 نقطة نزولاً، بعد أن فشل في مواصلة الصعود فوق مقاومة مستوى 7900 نقطة التي سجل فوقها أعلى نقطة بلغها خلال الأسبوع، وتحديداً عند مستوى 7916 نقطة؛ ومن ثم واصل تحركه هبوطاً؛ لاختبار نقطة دعمه الأسبوعية الأولى التي أشرنا إليها في تحليل الأسبوع الماضي، والتي كنا قد توقعناها عند مستوى 7527 نقطة أو بالأصح لاختبار حاجز الـ7500 نقطة الذي نجح في صدّ هبوط المؤشر العام حيث سجل عنده أدنى نقطة بلغها خلال الأسبوع عند مستوى 7498.80 نقطة؛ ومن ثم اندفع المؤشر العام بعدها إلى الصعود متخطياً مقاومة مستوى 7800 نقطة، ولكنه لم يفلح في الصمود فوقها لمدة يومين؛ ذلك أنه ما أن وصل إلى مستوى 7837 نقطة حتى سارع إلى عكس مساره مرة أخرى للهبوط والعودة لاختبار حاجز الـ7500 نقطة من جديد؛ حيث نجح هذا الحاجز مرة أخرى في صدّ هبوط المؤشر العام ودفعه إلى أعلى حتى تصدت له عروض البائعين عند مستوى 7680 نقطة أكثر من مرة نهاية الأسبوع وجعلته يغلق عند مستوى 7666 نقطة منخفضاً ما مقداره 223.12- نقطة بنسبة تغير بلغت 2.83- % عن إغلاق الأسبوع الماضي، وبعد تنفيذ 1.709.400 صفقة نفذ خلالها 1.522.941.966 سهما بلغت قيمتها الإجمالية 65.171.397.104.25 ريالاً.
وبعد استعراض أداء السوق خلال الأسبوع الماضي نجد أن مجال تذبذبه بداية الأسبوع كان واسعاً، ولكنه أخذ يضيق شيئاً فشيئاً. وذلك بعد ملاحظتنا لثبات مستوى دعم 7500 نقطة ونزول مستوى نقاط المقاومة التدريجي طيلة أيام الأسبوع الماضي ابتداءً من نقطة 7916 وانتهاء بنقطة 7677 مما يدل على نزول عروض المتداولين طيلة الأيام الماضية لرغبات وطلبات المشترين التي تمركزت عند مستوى 7500 نقطة، وتقدمت نهاية الأسبوع تقريباً عند مستوى 7600 نقطة؛ مما يدل على ازدياد حالة الخوف لدى المستثمرين وتزعزع ثقتهم في السوق.
وكما أشرنا في تحليل الأسبوع الماضي حول مسألة الشائعات وأثرها في أسواق المال، حيث ذكرنا أنها تؤثر فيها سلباً وإيجاباً، ولكن على المدى القصير فقط. ولعل أكثر ما تداوله المستثمرون خلال الأسبوع الماضي هو إشاعة إطلاق إيران صاروخاً على سفينة بريطانية وكذلك احتجاز إيران للجنود البريطانيين ولا ننسى إشاعة انخفاض أرباح الشركات خلال الربع الأول. ولكن من المتوقع بعد أن أعلنت إيران إطلاق سراح البحارة البريطانيين وبعد بداية صدور أخبار نتائج الشركات للربع الأول من هذا العام 2007م أن نشهد تغيراً في مسار أغلب الشركات.
فيما يتعلق بكثرة السؤال عن الارتداد الحقيقي أو الفعلي للسوق، تبرز مسألة هامة، وهي: أن الارتداد الحقيقي للسوق مشروط بأن يكون بقيادة الأسهم القيادية، حيث إن الارتداد بغيرها لا يعطي السوق الزخم Momentum الكافي للبقاء فوق مستويات عليا (الصمود فوق خطوط المقاومة). وهذا ما يلاحظ في الفترات السابقة عندما يحدث ارتداد بقيادة أسهم غير الشركات القيادية فإنه سرعان ما يتراخى هذا الارتداد ويزول.
نظرة على المؤشرات الفنية للسوق:
أشرطة البولينقر
أشرنا في تحليل الأسبوع الماضي إلى أن أشرطة البولينقر قد أخذت بالانفراج السلبي وأن المؤشر العام قام باختراق الشريط السفلي للبولينقر (خط الدعم) والإغلاق تحته؛ مما يشير إلى مواصلة الهبوط في الأيام القادمة، وهذا ما شاهدناه. كما ذكرنا أهمية مراقبة اختبار المؤشر العام لنقاط دعمه التي شاهدنا احترامه لأول نقاطها الأسبوعية التي قامت بإعادته داخل الأشرطة من جديد وخففت من حدة الانفراج السلبي ومن حدة هبوط المؤشر العام، وبالنسبة لإغلاق هذه الأشرطة لهذا الأسبوع ? موضح في الرسم البياني رقم 1 - نجد أن المؤشر العام لا يزال يتذبذب في منطقة البولينقر السلبية وتحت المتوسط المتحرك لفترة 21 يوماً موزوناً، وهي إشارات سلبية ولكن يجب علينا مراقبة اختبار المؤشر العام لنقاط مقاومته ودعمه، سواء اليومية أو الأسبوعية؛ حيث إن نتيجة هذا الاختبار سوف تحدد مساره في الفترة القادمة، كما أغلق الشريط العلوي عند مستوى 9105 نقاط والسفلي عند مستوى 7140 نقطة.
مؤشر الأستوكاستيك
كما هو موضح في الرسم البياني رقم 2 نجد أن مؤشر الأستوكاستيك السريع قام بالتقاطع إيجابياً مع البطيء، وذلك بداية هذا الشهر صعوداً، كما نلاحظ أيضاً تقاطعه الإيجابي مع خط الـ20 نقطة صعوداً بمؤشرية السريع والبطيء نهاية الأسبوع الماضي، معطياً إشارة إلى احتمال صعود السوق في الأيام القادمة، ولكن - كما هو معلوم لدى المحللين الفنيين - فإنه من الخطأ الاعتماد على مؤشر واحد في التوقع، كما أغلق الأستوكاستيك السريع عند مستوى 23.33 نقطة والبطيء عند مستوى 20.75 نقطة نهاية الأسبوع الماضي.
مؤشر الوليمز
أغلق هذا المؤشر نهاية الأسبوع إغلاقاً إيجابياً باتجاه صاعد عند مستوى -87.71 نقطة بفارق 1.71 نقطة عن إغلاق الأسبوع الماضي بعد أن تخطي نقطة -90 صعوداً ولكن يفضل الانتظار حتى تخطيه خط 80- نقطة صعوداً لتأكيد الإشارة الإيجابية.
مؤشر القوة النسبية
نلاحظ عند الاطلاع على الرسم البياني رقم 2 أن هذا المؤشر قد أعطى إشارة إيجابية بداية هذا الأسبوع عندما قام بتخطي خط 30 RSI صعوداً كأنه يوحي بأن المؤشر العام في قاعه السعري ولكن يجب التركيز على أهمية تأكيد العلامات الإيجابية للمؤشرات الفنية بتخطي المؤشر العام لنقاط المقاومة والصمود فوقها لمدة يومين على الأقل، كما أغلق هذا المؤشر نهاية الأسبوع الماضي باتجاه صاعد عند مستوى 34.45 RSI.
مؤشر تدفق السيولة
أغلق هذا المؤشر المهم الذي يعطينا تصوراً كاملاً خوا إذا ما كانت السيولة داخلة أو خارجة من السوق, إغلاقاً سلبياً نهاية الأسبوع الماضي باتجاه هابط عند مستوى33.63 MFI مما يوضح لنا استمرار حالة الخوف لدى المستثمرين وتزعزع الثقة لديهم.
محطات في طريق المؤشر العام:
كثيراً ما نسمع من المحللين الفنيين لأسواق المال كلمة دعم وكلمة مقاومة!! فما معنى هاتين الكلمتين؟
- نقاط الدعم: عبارة عن حاجز سفلي يعوق أو يمنع انخفاض الأسواق أو الأسعار. ونقاط المقاومة: عبارة عن حاجز علوي يعوق أو يمنع ارتفاعها. ويمكن القول إن المرادف لكلمة دعم هو كلمة طلب، والمرادف لكلمة مقاومة هو كلمة عرض؛ فما الدعم إلا سعر أدنى من السعر الحالي بالسوق يكثر عنده الطلب. وما المقاومة إلا: سعر أعلى من السعر الحالي بالسوق يزداد عنده العرض. وعادةً ما توقف نقاط الدعم نزول الأسواق أو الأسعار، ولو مؤقتاً، وتجعلها تتحرك إلى أعلى.
ومن خلال معرفتنا لها نستطيع تنفيذ قاعدة وقف الخسارة stop loss وهي ما يجب علينا فعله لتفادي خسائر كبيرة قد تحدث عند تخطي الأسواق أو الأسعار نقاط الدعم.
وسوف نوضح في الجدول التالي كلاً من نقاط الدعم والمقاومة الأسبوعية المتوقعة للأسبوع القادم - إن شاء الله - بناءً على إغلاق الأسبوع الماضي والخاصة بالمؤشر العام، كما سوف نرمز في هذا الجدول إلى الدعم الأول بالرمز (د1) وللدعم الثاني بالرمز (د2) وللمقاومة الأولى بالرمز (م1) وللمقاومة الثانية بالرمز (م2).
bmoshikah@hotmail.com