كالعادة ولأن من تضرر الهلال وليس منافسه وفي سيناريو مكرر ومعتاد مرت أخطاء الدولي خليل جلال ومساعده الثاني يحيى الشهراني مرور الكرام، كما حدث سابقاً مع المطلق والعمري ومدني والقائمة تطول.
فبرغم فداحة ما أقره الدولي جلال ومساعده الشهراني واحتمالية أن تسهم في إحداث تغيير جذري بنتيجة مواجهته بالطائي إلا أن تمكن نجوم الأزرق من التفوق على النقص العناصري والعددي وما يمتلكونه من ثقافة كروية وفكر احترافي دفعهم لتناسي الأخطاء التحكيمية والتركيز على ما هو أهم.
خبير الجزيرة القانوني أحمد الوادعي ومعه كل من تابع المواجهة رصدوا ضربة جزاء هلالية مستحقة نتيجة اعتراض المرزوقي لكرة التائب وهي في طريقها للمرمى، ووقفوا حائرين لتبرير راية الشهري الخاطئة وإلغائه لهدف الشلهوب الصريح وأذهلهم تساهل خليل جلال مع مخاشنات فيصل الجحدلي ونبراشه العنيف تجاه قدم ياسر الياس وهي في مجملها قرارات محبطة لأي فريق.
الجميل والرائع وغير المستغرب ردة الفعل الهلالية المثالية والنموذجية بعد نهاية المباراة وحصراهتمام الهلاليين لاعبين وإداريين وفنيين أثناء تصريحاتهم الإعلامية على الجانب الفني فقط وعدم التطرق لما واجههم من أخطاء فادحة لو تعرض لها غيره لملأ الدنيا صراخا وعويلا، ولأشغل الساحة الرياضية بقضية من الصعب أن يتخلى عنها ولتبناها ورعاها وغذاها إلى أن يجد غيرها ليحيطها بنفس القدر من الاهتمام، ويثريها بمشاهد بكائية وبيانات ربما وجد فيها أسهل وسيلة لإشغال جماهيره عن المطالبة بالبطولات.
أمام هذا التناقض يجدر التساؤل هل الهلاليون على خطأ إن هم أصروا على مثاليتهم ورقيهم وهدوئهم حتى وإن ساهم ذلك في توالي وتواصل واستمرارية الإجحاف التحكيمي المحلي للفريق؟ وهل صناع القرار الهلالي على صواب إن هم اعتمدوا حتى مع اقتراب مرحلة حصد الثمار على طرح الثقة بقدرة لاعبيهم على تجاوز أخطاء الحكام مهما كان حجمها؟ من مبدأ القناعة يتوقع مثل هذه المعوقات والعقبات والاعتياد عليها والتعايش والتعامل معها بتعقل لمواسم عديدة لم ينفد صبر الهلاليين فيها إيماناً منهم بما قد ينتج عن إخلالهم بعادتهم وكسرهم منهجية الصمت من آثار سلبية.
ما تخشاه الجماهير الهلالية أن يدفع الهلاليون ثمن صمتهم وتعقلهم في مراحل الحسم القادمة فما تبقى من مواجهات لا تقبل تكرار مثل هذه الأخطاء، وقد يخسر معها الفريق أحقيته بالتربع على القمة وضمان التواجد في نهائي كبرى المسابقات المحلية لاسيما ومطلع الموسم الحالي شهد خروجا مريراً غير مستحق من التأهل لنصف نهائي كأس الأمير فيصل بتعادل أمام الاتفاق فرضته قرارات مجحفة من الدولي العمري عرقلت مسار الفريق وأبعدته عن صدارة مجموعته، وشرعت طريق التأهل للقادسية، وأفقدت الفريق لقبه الذي حافظ عليه لموسمين متتاليين.
وما يقلق عشاقه أكثر تمسكهم بمبدأ الصمت ومراعاة حالة التشنج تجاه الحكم المحلي فيما على الطرف الآخر يمارس منافسوه أو حتى البعيدين عن سباق الصدارة والقابعين بمحيط الهروب من الهبوط سياسة تظليل الرأي العام ونسب فشلهم وإخفاقهم ورمي تبعاته على كاهل الحكام المحليين ونسج مشاهد بكائية لاستعطاف المشاعر وضمان استمرار التعاطف التحكيمي والتأثير على استعدادهم النفسي وتهويل الأخطاء وإعطائها أكثر مما تستحق ووصفها بالكوارثية فيما الواقع وحده كفيل بتعرية مزاعمهم والكشف عن هوية المستفيدين فعلياً من هفوات الحكام المحليين والمتضررين بعيداً عن أسلوب التشكي الممل والمكشوف هدفه وغرضه والمرجو منه.