Al Jazirah NewsPaper Friday  30/03/2007 G Issue 12601
رأي الجزيرة
الجمعة 11 ربيع الأول 1428   العدد  12601
العرب بين الضعف والقوة

ما خرجت به القمة العربية بالرياض من قرارات، يؤكد على ضرورة تقوية جانب العرب، وتخليصهم من الضعف الذي عانوا منه لعقود. هذا الضعف نتج عن أسباب كثيرة أهمها الاختلافات فيما بينهم، وتورُّط المنطقة في الحروب التي أنهكتها، فضلاً عن التخلُّف الحضاري في ميادين العلم والمعرفة.

فالعرب يؤكدون على أهمية التعامل مع الأحداث الدولية من منطلق يعكس الحرص على وحدة الصوت العربي. فمشكلة العرب الأساسية تكمن في اختلافهم حول بعض القضايا التي تتطلَّب موقفاً موحَّداً وخاصة في المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة بمرافقها المختلفة، إذْ العربي أضعف جانبهم خصوصاً فيما يتعلَّق بالقضية الفلسطينية. فعلى الرغم من عدالة هذه القضية، وتأكيد العرب المتواصل على ضرورة حلِّها ونيْل الحقوق المشروعة، إلاّ أنّ الضعف الذي أصابهم طوال السنوات الماضية بسبب الاختلافات البينية، ساهم في تقوية الجانب الإسرائيلي واستمراره في عناده ومواصلته لاعتداءاته.

.. كذلك أكد العرب على ضرورة حلِّ قضايا المنطقة من خلال الطرق الدبلوماسية، والبُعد عن الحلول العسكرية التي جعلت المنطقة العربية من أكثر مناطق العالم تفجُّراً. وأبلغ شاهد على ذلك المبادرة العربية للسلام التي أُقرَّت في قمة بيروت العربية عام 2002م. فإعادة تفعيلها يؤكد على أنّ العرب يريدون التعايش السلمي متى ما نالوا حقوقهم المشروعة. ومما يؤكد على رغبة العرب في تخليص المنطقة من الحروب، تأكيد القادة العرب على أنّ الملف النووي الإيراني يتطلَّب حلاًّ سياسياً، لأنّ الحل العسكري سيدخل المنطقة في نفق جديد، وهي ما تزال لم تتعاف من تداعيات احتلال العراق الذي ذهب ضحيته مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء. كما أنّ أزمة دارفور بحاجة إلى معالجة تستند إلى التفاوض مع الحكومة السودانية وعدم تجاوزها، أو تهديدها بآلة الحرب.

ومن النواحي المهمة الأخرى الاهتمام بالتعليم وضرورة تطويره، والتنسيق بين الدول العربية، ووضع خطة إستراتيجية مشتركة للنهوض به، وتسخير الطاقات المادية والبشرية للرُّقي به، وذلك من أجل اللحاق بركب الحضارة العالمية، والخروج من موقع التخلف.

ومن خلال الوحدة والسلام والتعليم المتقدم، يمكن للعرب أن ينهضوا من جديد، أمّا الاستمرار في الاختلاف والصراعات البينية، والوقوع ضحية للمعارك التي تفرضها قوى عالمية من أجل مصالحها الخاصة، فلم يعُد مقبولاً للشعوب العربية التوّاقة لرؤية أُمّتها على رأس الأمم.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد