من حسن حظ الرياضيين ان الإعلام الرياضي يتمتع بحرية مميزة تتجاوز كل المجالات الأخرى، وهذه الحرية إذا اقترنت بالوعي والمسؤولية والحس الوطني فإنها ستكون الدعامة الرئيسية لتطور الرياضة وجعلها واجهة حضارية لنا، أما إذا كانت هذه الحرية دون ضوابط فستكون ممرا سريعا ومنزلقا خطيرا لانهيار سمعتنا الرياضية، حيث سيستغل البعض منابر الإعلام الرياضي ويحولها إلى راجمة صواريخ تحت سلطة المال أو العلاقات الشخصية. فالشهرة لها جاذبية كبيرة وفتح المجال للشهرة دون ضوابط سيجعلها مرتعا لمن يسيئون لمهنة الإعلام وسيحتل الغوغائيون مواقع العقلاء دون خجل!!
وقد قرأت ما نشرته (الجزيرة) بعنوان (الدعوى الكيدية أسرع وسائل الشهرة) بقلم نزار العلولا في 5-3- 1428هـ والذي يرى فيه الكاتب ان رمي التهم جزافا توصل الغوغائيين للشهرة على حساب سمعة الرياضة السعودية ومكانتها وان المجال مازال مفتوحا لهؤلاء، وحيث ان هذه الحقيقة المرة أصابت كبد الحقيقة وتحتاج لوصفة علاجية عاجلة فإنني اتفق مع الكاتب في هذه الظاهرة واتفق معه في مسؤولية العقلاء من مسؤولي الإعلام الرياضي في ضرورة تفويت الفرصة على من يطلب الشهرة بأي ثمن ولو كان هذا الثمن سمعة رياضة الوطن، ولكن القضية أكبر من ذلك ويحتاج الحل لتضافر الجهود من أطراف عدة وممثلين عن وزارة الإعلام والرئاسة العامة لرعاية الشباب ورؤساء الاندية مع بيان الجانب الشرعي لحرمة الأعراض والقذف، في الدين الإسلامي الحنيف.
وكقارئ متابع أرى في جريدة (الجزيرة) ومدير تحرير الشؤون الرياضية الأستاذ محمد العبدي الكفاءة والأهلية لتنظيم ملتقى إعلامي جاد للجهات ذات العلاقة وخبراء الإعلام الرياضي لتحليل هذه المشكلة ووضع الحلول لها والخروج بتوصيات صارمة لحماية إنجازاتنا الرياضية وسمعة الوسط الرياضي، فمن يقرأنا من الخارج سيخرج بتصور سلبي جدا عن منافساتنا الرياضية، وبرأيي الشخصي ان (الجزيرة) هي الأقدر والأجدر للقيام بهذه المهمة الوطنية لتصحيح الصورة السلبية ووقف العبث في منجزاتنا الرياضية، فشعبية (الجزيرة) كفيلة بحشد وتوجيه الرأي العام للاتجاه الصحيح.
مصعب عبدالله الصراف