المتابع الجيد لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين هذا الموسم أصبح لديه أكثر من علامة استفهام حول التحكيم وقضاياه، فهذا الموسم شهد قرارات تحكيمية كثيرة بعيدة كل البعد عن الإنصاف، وربما أصابع الاتهام هنا توجه إلى لجنة الحكام التي لم تعط هذا الأمر جل اهتمامها فلن تنجح أي منافسة رياضية شريفة لكرة القدم في ظل هذا التدهور التحكيمي.
* حكامنا للأسف الشديد وبسبب قراراتهم الخاطئة كانوا وراء خسارة بعض الأندية في مباريات كثيرة، ولدي أمثلة كثيرة لا أود التطرق لها، أندية تدفع ملايين الريالات من أجل المنافسة، وفجأة ترى أن تلك الملايين تذهب دون فائدة بسبب صافرة.
* الأمر أصبح خطيرا جداً، والخطط التطويرية التي سمعنا عنها لم نر إيجابياتها حتى هذه اللحظة إذن مازلنا مكانك سر!!!
* كثيرون وأنا أولهم لا نعلم الأسس والمعايير لاختيار الحكام، ولا أدري على ماذا تستند لجنة التحكيم عندما تقرر هل هذا الحكم سيكون جيدا أو غير جيد؟ ضوابط الاكتشاف وتقييم الحكام غير واضحة، ما هي الشروط التي يجب أن تتوفر في من يريد أن يصبح حكماً؟ كل تلك الأسئلة تجد الرياضي العادي والمشجع لا يعلم عنها شيئا، وبالتالي لا أحد يلوم الجماهير عندما يكثرون من استنتاجاتهم غير المنطقية أحياناً.
* الخطأ وارد وأخطاء التحكيم جزء من اللعبة، والحكم مطالب باتخاذ القرار في ثوان بسيطة، وكل هذا يعتمد على هل كان الحكم يقف في مكان تكون زاوية الرؤية واضحة فيه أم لا. كل هذا مفهوم!! لكن من يقنع المتضرر بأن هذه الأخطاء غير مقصودة، وربما لن يقتنع إذا تكرر الخطأ أكثر من مرة في مباراة واحدة.. هنا يحتاج الأمر إلى مثال وسأستبدل بحادثة قريبة الحدث، الحكم عبدالرحمن الجروان في مباراة النصر والشباب الأخيرة يغفل أو يتجاهل ضربتي جزاء واضحتين دون أن يحرك ساكنا وأعطى صاحب الحق حقه.
* في هذه الحادثة من يقنع جماهير النصر أن الجروان كان يقف في مكان غير جيد، وبالتالي لم يستطع أن يرى ذلك التعمد في استخدام اليد في كلتا الحالتين لن أتحدث كما تحدث رئيس النصر الأمير فيصل بن عبدالرحمن عندما اتهم عبدالرحمن الجروان بتعمده هزيمة النصر.. لكني أيضاً أحتاج إلى توضيح لماذا أغفل أو تجاهل عبدالرحمن الجروان تلك الجزائيتين للنصر؟
لماذا محمد فودة المحلل التحكيمي لقنوات الرياضة المتخصصة في شبكة وراديو العرب الart لم يعط عبدالرحمن الجروان في تقييمه عن المباراة أكثر من ست درجات من عشر؟ وهي ربما تكون أضعف درجة يحصل عليها حكم هذا الموسم!!!!
* مازلت في مقالي بعيدا كل البعد عن التشكيك في الذمم، ولن أتهم أحدا في ذمته بسبب كرة قدم.. لكن عقولنا تبحث عن إجابة لتساؤلات كثيرة، ولا ننتظر الإجابة عليها من عبدالرحمن الجروان فقط بل من اتحاد الكرة ولجنة التحكيم الحالية والسابقة الأمر لم يعد يُحتمل ومنافساتنا الرياضية في خطر، ومستوى الحكم السعودي من سيئ إلى أسوأ، ومستقبله لا يبشر بخير.
* لدينا خليل جلال فقط.. والبقية يحتاجون إلى إعادة تأهيل ودورات مكثفة لدى خبراء في التحكيم من خارج الوطن بهذا فقط سنرى حكامنا يمثلون الوطن عالمياً.
* كثيرون يظهرون علينا عبر وسائل الإعلام بسؤال أقل ما أصفه بأنه سؤال ضعيف بلا معنى، وليس له فائدة عندما يرددون بماذا يختلف الحكم الأجنبي عن الحكم السعودي؟ إجابة سؤال كهذا تجعلني أعود لمباراة النصر والشباب في الدوري ومباراة الهلال والأهلي في كأس ولي العهد نفس الحادثة تقريباً تتكرر حسن معاذ وعبدالمحسن الدوسري يلمسان الكرة بأيديهما مرتين الحكم المحلي عبدالرحمن الجروان يكمل المباراة، بينما الاسباني الذي أدار مباراة الأهلي والهلالي رفض أن تستمر المباراة بعد أن لمست الكرة يد خالد عزيز، واحتسب ركلة جزاء. أليس في هاتين الحادثتين دليل واضح على وجود الفرق بين الحكم المحلي والأجنبي من هنا يتضح الفرق بين الجيد المتطور والجيد غير المتطور.
* الكثير من حكامنا فقدوا الثقة بأنفسهم يدخلون المباريات وقلوبهم وعقولهم مع ما سيكتب عنهم بعد المباراة يدخلون المباريات، وهم مرتبكون وخائفون من أحداث المباراة، وماذا سيقول رؤساء الأندية عنهم بعد المباراة؟ أصبح لدى الحكم السعودي رهبة من الإعلام.. يخشى منه فإن كتب عنه بشكل جيد سيضمن الاستمرار بسجل جيد ونظيف، وإن هوجم بسبب بعض الإعلاميين المتعصبين سيجد نفسه أمام العقوبة لإيمانه الشديد بمدى تأثير الإعلام على قرارات لجنة التحكيم في كثير من الأحيان أجد لحكامنا العذر لأن مجتمعنا الرياضي لا يرحم.
* لست ضد الحكام السعوديين بل إنني من أشد المطالبين بمنحهم الفرص وإعطائهم المزيد من الثقة. لكن قبل إعطائهم الفرصة يجب إعدادهم من جميع النواحي الإعداد الذي يمنحهم التميز والتفوق لن نصل إلى انعدام الأخطاء فهذا أمر مستحيل في عالم كرة القدم لكن سنصل بحكامنا إلى أن يصبحوا أقل أخطاء.
سلطان الزايدي
zaidi161@hotmail.com