شهدت تداولات السوق السعودية يوم أمس الأربعاء حالة من التذبذب الشديد وغير المنطقي تراوحت فيه العديد من الأسهم ارتفاعا ونزولا بنسب تذبذب كبيرة وصلت إلى أكثر من 13% في بعضها مثل سهم شركة البابطين للطاقة الذي افتتح باللون الأخضر وارتفع حوالي ال5% قبل أن يعود أدراجه ليقفل بالنسبة الدنيا، سار على نهجه العديد من الأسهم التي رسمت نفس السيناريو بارتفاعها ثم إقفالها على النسبة الدنيا كشمس والدريس والغذائية والباحة وغيرها.
شدة التذبذب زادت من حالة عدم الثقة بالسوق من قبل المستثمرين فيه، خصوصا أن الثقة التي حاولت العودة لنفوسهم تدريجيا تلاشى معظمها بعد النزول القوي الذي حدث يوم الاثنين وأكمله يوم الثلاثاء.
معظم الأسهم افتتحت بأسعار أعلى من إقفالها السابق وعدد منها وصل إلى النسبة العليا للمؤشر بحوالي الـ70 نقطة، وهدأت التداولات نوعا ما قبل أن يهوي مؤشر السوق مصطحبا أسهم الشركات المدرجة فيه لكسر نقطة الـ8000 .
ما حدث بالأمس وصفه كثير من المتداولين بأنه استغلال سيئ للأخبار الصحافية التي تناقلتها المنتديات حول تصريح لمسؤول في هيئة السوق المالية تحدث فيه عن أمور السوق بإيجابية ونفي فيه إدراج بعض الأسهم الجديدة في الوقت الحاضر.
(الجزيرة) كانت بالقرب من المتداولين واستطلعت اراءهم حول أحداث تداولات الأمس التي وصفها المتداول (سلمان بن صالح النويصر) بأنها مفقدة للثقة وأضاف: ما حصل أمر واضح السوق كان ينوي الاتجاه بمسار نزولي منذ يوم الاثنين الفائت، ولكن كبار المضاربين استغلوا الأخبار الإيجابية من الهيئة ورفعوا السوق بقصد التصريف، أتمنى من هيئة السوق المالية أن تكتفي بدور الإشراف وتترك السوق يمشي بحسب قاعدة الطلب والعرض.. وأضاف: كل الأسواق العالمية تعتمد هذه القاعدة في توجهاتها ما عدا السوق السعودية.
وبدا المستثمر صالح الخالدي أكثر انفعالا في خطابه وقال: أنا أحمل هيئة السوق المالية مسؤولية انتشار الإشاعة في السوق، ينخفض السوق ونفاجأ بخبر سلبي والعكس كذلك، إن دل على شيء يدل على أن الشفافية معدومة في سوقنا، وختم حديثه بقوله: لا أدري متى يأتي اليوم الذي تصبح المعلومة متوافرة لجميع من هم في السوق.. إنه الحل لمسألة انتشار الشائعات.
بينما كان المتداول سالم البهدل أكثر هدوءا في طرحه وقال: أنا أطالب بأمر واحد فقط، ألا وهو تفعيل الموقع الإلكتروني الذي تملكه الهيئة، لا أدري ما فائدة هذا الموقع إن كنا نستقي الأخبار ونتلقفها من هنا وهناك، وأضاف سالم: أتمنى أن يحمل الموقع جديد الأخبار لا كلاما سبقت المنتديات كتابته. تداولات الأمس أسفرت عن حالة من عدم الرضى عمت غالب المتداولين، وكلهم يتمنى أن يأتي اليوم التي تحل فيه مشكلات السوق جذريا، وأن البعض يخشى أن هذا اليوم لن يأتي إلى الواقع ومكانه لا يتجاوز الأمنيات والأحلام.. فهل يصدق ما يخشاه، أم أن المستقبل يحمل الكثير من التحسينات والأخبار السارة.. ولكن لن ينفي هذا الجهل إلا ما ستبديه الأيام.