Al Jazirah NewsPaper Wednesday  28/03/2007 G Issue 12599
محليــات
الاربعاء 09 ربيع الأول 1428   العدد  12599
في ورقة عمل قدمتها سموها في منتدى السيدة خديجة.. الأميرة موضي بنت خالد:
الجمعيات الخيرية ساهمت بفعالية في دفع عجلة التنمية بالمملكة من خلال تلمسها لاحتياجات المجتمع

* عرض - وسيلة محمود الحلبي:

عرضت صاحبة السمو الملكي الأميرة موضي بنت خالد بن عبدالعزيز الأمينة العامة لمؤسسة الملك خالد الخيرية والأمينة العامة لجمعية النهضة النسائية الخيرية ضمن فعاليات منتدى السيدة خديجة بنت خويلد الذي أقيم بعنوان: (واقعية مشاركة المرأة في التنمية الوطنية) مؤخراً ورقة عمل بعنوان إسهامات الجمعيات الخيرية في المملكة العربية السعودية في التنمية.

حيث قامت بتعريف (التنمية) بأنها تشير إلى النمو المدروس على أسس علمية والذي تقاس أبعاده بمقاييس علمية مدروسة سواء أكانت تنمية شاملة ومتكاملة أو تنمية في أحد الميادين الرئيسة مثل الميدان الاقتصادي أو السياسي، أو الاجتماعي أو الميادين الفرعية كالتنمية الصناعية أو الزراعية وغيرها.. وتطرقت إلى مفهوم التنمية الاقتصادية، مبينة أنها عملية اقتصادية اجتماعية تهدف إلى زيادة الناتج من السلع والخدمات عن طريق تضافر عوامل الإنتاج من موارد ورأس مال لكل فرد في المجتمع. ثم تطرقت للتنمية الاجتماعية حيث أوضحت أن التنمية الاجتماعية هي الجهود التي تبذل لإحداث سلسلة من التغيرات الوظيفية والهيكلية اللازمة لنمو المجتمع وذلك بزيادة قدرة أفراده على استغلال الطاقة المتاحة إلى أقصى حد ممكن لتحقيق أكبر قدر من الحرية والرفاهية لهؤلاء الأفراد بأسرع من معدل النمو الطبيعي، وأكدت أن التنمية الاجتماعية تهدف إلى زيادة الناتج القومي، ورفع مستوى المعيشة.

وأشارت إلى إسهامات الجمعيات الخيرية في التنمية في المملكة، مؤكدة أنها وزميلاتها العاملات في الجمعيات الخيرية نمين اجتماعياً باحتكاكهن بجميع فئات المجتمع مما بلور وصقل الخبرات وأمدهن بوسائل للتعامل مع المتغيرات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، كذلك قالت لقد (نمينا اقتصادياً) حيث تعلمنا من خلال العمل بالمعارض والمشاريع المدرة للدخل أصبحنا ندير مشاريع اقتصادية بأسلوب تجاري ونضع الميزانيات ونراجع الحسابات كذلك (نمينا إدارياً) فتعلمنا مهارة الإدارة بأسلوب فعال بتحفيز المجتهد ومحاسبة المقصر وبناء روح الفريق وتعزيز الشعور بالانتماء للعمل الخيري وللوطن. ثم تناولت تطور مسارات الرعاية الاجتماعية وواقع المملكة العربية السعودية حيث تناولت الحديث عن مرحلة الرعاية القبلية المشتملة على القبيلة ثم الحارة ثم الجار ثم مرحلة الاحسان، ومرحلة المنظمات التطوعية، ومرحلة دولة الرعاية الاجتماعية ثم مرحلة مجتمع الرعاية الاجتماعية.. موضحة أنها تبدأ بالأسرة والقبيلة والحارة والجار إلى أن تبلورت إلى العمل المؤسسي المنظم بتعقد المجتمع المدني.

وقد شعرت سموها بالفخر وهي تقول إن أول ثلاث جمعيات مسجلة نظاما في المملكة كانت نسائية وهي الجمعية الخيرية النسائية الأولى بجدة وجمعية النهضة النسائية الخيرية بالرياض وجمعية اليقظة النسائية بالطائف.

وأكدت أن للمرأة دور الريادة في هذا المجال، مؤكدة أن الجمعيات الخيرية ساهمت في دفع عجلة التنمية حيث إنها تتلمس المتغيرات والاحتياجات والظواهر الاجتماعية للمجتمع لقربها من جميع فئات المجتمع. وأكدت أن الجمعيات الخيرية قامت بحملات كبيرة منها جمعية الوفاء ممثلة في أمل زاهد، بحملة لترشيد الاستهلاك ثم جمعية النهضة ممثلة في الأميرة صيتة بنت سعود بحملة (لا للمخدرات)، كذلك قامت الجمعيات بالعديد من المحاضرات التوعوية مثل محاضرات الطلاق، الإرهاب، وغيرها. وأوضحت أن الجمعيات كانت تنتقد على مطبوعاتها واليوم أصبح لدى الجميع قناعة بأهمية توثيق عملها لقياس مدى مساهمتها في التنمية وتسجيل تطور مسيرتها للأجيال القادمة. فأصبح لدينا متبرعون يؤمنون بدورها الإيجابي والفعال في المساهمة في التنمية.

وبعد ذلك تناولت مراحل نمو العمل الخيري في المملكة. وتناولت مرحلة ما قبل نشأة وزارة الشؤون الاجتماعية حيث رجعت نشأة العمل الخيري ذي الرؤية غير الفردية في عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. ثم مرحلة نشأة الوزارة، والتطور التنظيمي واللائحي حيث تم إصدار لائحة الجمعيات والمؤسسات الخيرية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله بالقرار رقم (107) في 25-6-1410هـ.

بعد ذلك صدرت القواعد التنفيذية للائحة الجمعيات والمؤسسات الخاصة بالقرار الوزاري رقم (760) في 30-1-1412هـ وفي 1-6- 1413هـ صدر النظام الاسترشادي الذي تتأسس به الجمعيات الخيرية عند إعداد أنظمتها الأساسية بالقرار الوزاري رقم (3806).

ثم تناولت العمل الخيري الأهلي.. الذي يتصف بالمرونة والسرعة والأداء والإتقان وقلة التكلفة.

وأكدت أن الجمعيات الخيرية تعاونت مع أجهزة بالدولة لإصدار أنظمة ولوائح لمواكبة التغيرات الاجتماعية منها (نظام الحد من العنف الأسري) أشرفت على إعداده مؤسسة الملك خالد الخيرية وتبنته وزارة الشؤون الاجتماعية ورفع للمقام السامي وهو قيد الدراسة في شعبة الخبراء في مجلس الوزراء. وصدر نظام وتشكيل المجلس الأعلى لشؤون المعاقين الذي كانت جمعية الأطفال المعاقين وراء صدوره.

ولفتت جمعية النهضة النسائية الخيرية النظر إلى أوضاع حي (الفيصلية) في الرياض بالدراسة التي قدمتها لمقام إمارة منطقة الرياض التي على أثرها كون صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض لجنة من الوزارات والهيئات الخاصة في الدولة لتنفيذ توصيات الدراسة. وقد تم تنفيذ العديد منها مثل: افتتاح مركز شرطة في الحي - سفلتة وإنارة الشوارع - شبكة صرف صحي جاري العمل على تنفيذها - إقامة وتعديل مراكز اجتماعية وتعليمية وتطويرها.

ثم ركزت على بعض الصعوبات التي تلاقيها الجمعيات من قبل الوزارات منها: عدم المرونة في التعامل، وتعقيد التصاريح والأذونات بإقامة الأنشطة المختلفة - التحجيم غير العادل - إيقاف إقامة المواسم الثقافية المشتركة بين الجمعيات النسائية بسبب تنظيم الموسم الثقافي الثالث للجمعيات الخيرية النسائية الذي نظمته جمعية فتاة الأحساء بعنوان: (دور الجمعيات الخيرية في صياغة مستقبل مجتمعنا) وتأنيبها.

ولفت نظر جمعية النهضة النسائية عدة مرات لاستعانتها بخبيرات غربيات لإعطاء دورات تدريبية لمنسوبات الجمعية في مجالات العمل المختلفة من أسلوب الإدارة الفعال إلى تنظيم حملات جمع التبرعات والمشاريع المدرة للدخل. حيث استعانت الجمعية بالدكتورة (ثريا عبيد) بصفتها الشخصية لتقديم دورات تدريبية لمنسوبات الجمعية مع العلم أنها تعمل في الأمم المتحدة وبإمكان جهة عملها تحمل مصروفات التدريب إلا أنها كونها سعودية الجنسية تفهمت موقف الجمعية ولإيمانها برسالتها وواجبها الوطني تطوعت عدة مرات لمساعدة الجمعية، كذلك أمثلة التحجيم متعددة وكثيرة.. ثم تناولت سمو الأميرة موضي بنت خالد دور الجمعيات التنموي مع الأسر التي ترعاها.. مبينة أنه بالإضافة لقيام الجمعيات بتأمين احتياجات الأسر الأساسية من سكن وكساء وطعام وعلاج فإنه يتم تقديم الاستشارات القانونية عن طريق مكاتب محاماة متبرعين لمساندة أسرها المحتاجة. موضحة أن الجمعيات الخيرية تمكنت بجهودها التطوعية من أداء دور واضح في مجال الرعاية والتنمية الاجتماعية واستطاعت شق طريقها وتحقيق أهدافها بشكل ملفت للنظر جعل منها مثالاً يحتذى به.

تجدر الإشارة أن عدد الجمعيات الخيرية (392) جمعية منها (26) جمعية نسائية.. وأن عدد الأعضاء العاملين (42.668) عضواً منهم (2.992) من النساء، وأن عدد الموظفين العاملين بالجمعيات الخيرية (5.564) موظفاً وموظفة، وإجمالي إيرادات الجمعيات (2.081.269.982) ريالاً، وإجمالي المصروفات (105390790598) ريالاً.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد