Al Jazirah NewsPaper Tuesday  27/03/2007 G Issue 12598
الاقتصادية
الثلاثاء 08 ربيع الأول 1428   العدد  12598
521 تحرق بصيص الأمل في عودة الثقة وتسابق للهروب خوفا من عودة الماضي
يوم دام يفسد مسيرة الصعود ويعيد المتداولين إلى دوامة الخسائر

* الرياض -عبدالله البديوي - عبدالرحمن السهلي:

لم يمكِّن سوق الأسهم السعودية المتداولين فيه من التقاط أنفاسهم بعد استرداد عافيته خلال الشهرين الماضيين وعودة جزء من الثقة التي فقدت جراء موجات الانهيارات المتتالية حتى باغتهم بتصحيح قوي يوم أمس الاثنين في يوم دام شديد الأحمرار أعاد ألى الأذهان سيناريو أيام الانهيار خصوصا بعد تكرر موجة الهروب الجماعي والتدافع عند البيع وهو الأمر الذي سبب أقفال أكثر من50 شركة على النسبة الدنيا وهو مشهد لم ير في السوق منذ أكثر من80 يوما.

521 نقطة سببت ربكة كبيرة وهلعا شديدا في أوساط المتداولين الذين فضل بعضهم التخلص من أسهمه خوفا من استمرار النزول منهم من استطاع ذلك ومنهم من لم يستطع نظرا لأقفال عدد من الشركات دون طلبات، بينما فضل آخرون الحفاظ عليها أملا في أن يكون ما حصل مجرد غيمة سوداء سرعان ما تنقشع.

الكثير من المتداولين توقع حصول موجة من جني الأرباح بعد الارتفاعات المتوالية، ولكن أحدا لم يتوقع حصول جني الأرباح بهذه الحدة خصوصا أنه قد طال أسهما لم ترتفع كثيرا كالاتصالات السعودية التي اقتربت من أدني سعر لها وكذلك عدد من الشركات في قطاعات البنوك والخدمات والأسمنت التي تنطبق عليها الحال نفسها.

كان سهم البحري هو السباق لمعانفة النسبة الدنيا، غرقت الأسهم بعده وتسابقت في النزول الذي اشتدت حدته بعد موجة البيع الكبيرة في سهم شركة الكهرباء ما جعله يهوي للنسبة الدنيا ويقفل بعروض تجاوزت في مجموعها المليوني سهم مع عدم وجود الطلبات تعددت مسببات النزول القوي في نظر المتداولين، وظهرت الشائعات التي سرعان ما تظهر في ظل غياب المعلومة، من المتداولين من يرى سبب النزول يكمن في توقع طرح عدد من الأسهم الكبيرة في رؤوس أموالها للاكتتاب العام، ويرى البعض في نزول أسواق الخليج مسببا لهذا النزول، وأرجع البعض نزول السوق لأمور سياسية في منطقة الشرق الأوسط، بينما أرجع عدد من المتداولين أحداث الأمس إلى إعلانات شركتي أنعام والبحري التي وصفوهما بغير المرضية، ورأى البعض أن ما حصل لا يعدو كونه ضغطا على الأسهم القوية مع اقتراب نتائج الربع الأول الذي يتوقع أن تكون مميزة خصوصا أن النزول كان بحجم تداول أقل من المتوسط السوق أقفل عند نقطة 8098 بعد أن كسر نقطة8310 وهي التي كانت تشكل دعما قويا ومقتربا كثيرا من أقرب نقاط الدعم عند8080 وهي التي كسرها أثناء التداول وأقفل فوقها، وفي حالة كسرها يتوقع المحللون الفنيون أن يتوجه المؤشر في الغد لمادون الـ8000 نقطة المتداولون يترقبون الغد على أحر من الجمر.لأن أحداث أمس تعتبر مفترق طرق بالنسبة للكثير من حيث كونها هزة بسيطة في المسار الصاعد ووقفة لالتقاط الأنفاس أم أنها موجة شبيهة بتلك التي كانت بعد وصول المؤشر لـ9700 وارتد منها لـ13500 وواصل بعدها في النزول وتكون بذلك نقطة8850 قمة لنبدأ منها موجة هابطة قد تصل بنا إلى أرقام جديدة فماذا يخبئ الغد.جميع الاستثمارات مرتبطة بمستويات متفاوتة من المخاطر، هذه حقيقة يدركها الجميع وعلى كل إنسان تحديد مستوى المخاطر الاستثمارية التي يقبلها ويستطيع تحمل تبعاتها، وسوق الأوراق المالية من الأنشطة ذات المخاطر العالية وفي داخل السوق تتفاوت مستويات المخاطرة بين أسهم الشركات المدرجة حسب طبيعة نشاطها وكفاءات إدارتها.في السوق ذات الكفاءة تكون هناك إرهاصات واضحة قبل حدوث الانهيارات على مستوى السوق أو على مستوى بعض الشركات. إن من أعراض انهيار الشركات حدوث اعادة هيكلة للنشاط والبحث عن تمويل من خارج القطاع المصرفي وتغير اداء الشركة والبحث عن عمليات اندماج وبما أننا في سوق مالية غير ذات كفاءة فإن هذه الاعراض لا تظهر الا بعد الانهيار وتعليق تداول السهم.

وأمس أغلقت سوق الأسهم على تراجع بنسبة 6% وارتفع الصراخ وكثر العويل ولعل ما لفت نظري هو إعلانا شركة النقل البحري وشركة انعام (المواشي سابقاً) وسيكون لنا وقفات معهما:

أولاً المتأمل في إعلان شركة النقل البحري يلاحظ أن هناك قلة أيضاً من الشركة وهيئة السوق المالية لحملة السهم. إن تخفيض علاوة إصدار البحري من 11 ريال إلى 6 ريالات بدون الافصاح عن سبب مقنع يقودنا إلى أحد أمرين: أولهما أن علاوة الإصدار كان مبالغا فيها، والآخر أن إدارة الشركة غير ذات كفاءة وتفرط في حقوق مساهميها، ولكن الإشكال الكبير هو أن العلاوة القديمة والجديدة تمر عبر جهة رقابية هي هيئة السوق المالية.

ثانياً: في إعلان شركة انعام القابضة (المواشي سابقاً) نلاحظ تغير تكتيك الشركة من زيادة رأس المال الذي سبق أن رفضته هيئة السوق المالية إلى تخفيض لرأس المال بقدر الخسائر المتراكمة ثم زيادته بشكل غير مباشر عن طريق قرض، ولعل من حقنا أن نسأل: إذا كانت هيئة السوق المالية رفضت زيادة رأس مال انعام بشكل مباشر فهل ستوافق على زيادته بشكل غير مباشر.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد