أطلقت أرامكو السعودية حملة ضخمة للتوعية بأهمية البيئة وإعادة تصنيع النفايات، وتهدف الحملة إلى تشجيع كل فرد من أفراد المجتمع على غرس قيم المحافظة على الموارد الطبيعية وبيان أهمية تدوير النفايات في محيط أفراد الأسرة، كما تهدف إلى ترسيخ الممارسات الإيجابية للإسهام في الحد من التلوث البيئي، ووضع الخطط والأساليب التي تساعد على ذلك. وفي هذا الإطار أكد الأستاذ عبد الله بن صالح بن جمعة أن أرامكو السعودية أخذت على عاتقها الاهتمام بحماية البيئة والمحافظة عليها منذ وقت مبكر من تاريخها، وقد فتحت في هذا المنحى آفاقاً جديدة، وأرست فيه معايير خلاقة من خلال البرامج الشاملة التي تتناول الوقاية من كافة وجوهها من خلال الإرشاد المبكر والمتكامل لكلّ موظف وبيئته الاجتماعية المحيطة به بدءاً من نواتها الأولى وهي أسرة الموظف وانتهاء بالمحيط الأكبر وهو كافة أفراد المجتمع الخارجي المحيط بالموظف في حيه ومدينته، وقال: نحن نتحدث اليوم عن ثقافة جديدة بدأت تنتشر وتؤتي ثمارها على عدة أصعدة، وبدأنا نشاهد اهتماماً اقتصادياً في الاستثمار في هذا المجال؛ مما سينعكس بدوره إيجاباً على عجلة الاقتصاد الوطني وإيجاد المزيد من الفرص الوظيفية للشباب السعوديين. الحملة بدأت فعالياتها اليوم بمعرض متخصص ضم أربع عشرة جهة مشاركة من داخل الشركة وخارجها تشمل إدارة حماية البيئة وإدارة خدمات أحياء السكن وإدارة المنافع ومعالجة المياه والعلاقات العامة وغير ذلك من الجمعيات المهتمة بالبيئة.
ومن خارج الشركة شاركت أمانة المنطقة الشرقية بجناح لها ووزارة المياه والكهرباء وجامعة الملك فيصل بالدمام، بالإضافة إلى العديد من الشركات الوطنية المتخصصة في إعادة تصنيع وتدوير النفايات بأنواعها. ويعد برنامج الحملة لهذا العام الذي يُقام للسنة الثانية على التوالي نقلة في نطاقه النوعي والجغرافي حسب ما أوضح مسؤولو البرنامج؛ إذ أصبح يشمل التوعية بطرق التخلص من النفايات البلاستيكية والورقية والزجاجية والألومنيوم داخل الشركة وفي أحيائها السكنية ومرافقها خارج منطقة الظهران، وكذلك خارج أسوار الشركة من خلال التنسيق المستمر مع بلدية الظهران للمشاركة في بث الوعي البيئي وطرق التخلص من النفايات بأنواعها بين جمهور سكان المحافظة كخطوة أولى من المؤمل أن تتلوها خطوات أخرى لاحقة في بقية المناطق القريبة من أعمال الشركة.
على صعيد آخر، أكد متخصِّصون في شؤون حماية البيئة في أرامكو السعودية أن الشركة حققت إنجازاً كبيراً في مجال الحد من النفايات، وذلك من خلال البرامج التي بدأت تطبيقها منذ عام 1993م. وقد أدت تلك البرامج إلى تحقيق انخفاض في نسبة إنتاج النفايات في نحو 60 مرفقاً من مرافقها إلى ما نسبته 40% خلال الخمس سنوات الأولى من تطبيقه، وهو إنجاز سابق لصدور الأنظمة التشريعية للحد من النفايات.
استراتيجية لخفض النفايات
وبيَّن خبراء البيئة في الشركة أن طرق الحد من النفايات في أرامكو السعودية تنقسم إلى ثلاث فئات، حيث تعتمد الأولى منها على الحد من النفايات في مصدر إنتاجها، ومن أمثلتها تقليل كمية النفايات المنتجة، أو التحكم في العناصر الخطرة التي تساهم في رفع سمية النفايات كالرصاص والزئبق من المعادن وثلاثي كلورو البنزين من الكيميائيات العضوية، ومما يساعد على إنجاز هذه الطريقة استخدام مواد أولية ذات سمية منخفضة، بالإضافة إلى تحسين شروط العمل، وتدريب العاملين على تقليل النفايات، وكذلك جدولة النفايات المنتجة. والفئة الثانية من طرق الحد من النفايات هي طريقة تدوير النفايات للحد منها، ويندرج تحت هذه الفئة استخدام النفايات كمواد أولية لإنتاج مواد أخرى أو استخلاص بعض مكونات هذه النفايات وإعادة استخدامها؛ كاستخلاص الزيت من مياه صرف المصانع، وإعادة تصفية أو استخلاص الرصاص من البطاريات المستهلكة، وكثيراً ما يكون لهذه الطريقة منافع اقتصادية كبيرة تدفع منتجي النفايات إلى استخلاصها. أما الفئة الثالثة فتقوم على معالجة النفايات حتى يتم تخفيض حجمها ودرجة سُمِّيتها، وبالتالي تفادي التكاليف المرتفعة للتخلُّص منها، ومن أمثلة هذه الطريقة معالجة مياه الصرف لإعادة استخدامها بعد التخلص من المواد السامة فيها.
أساليب فعالة للتخلص من النفايات
ينصح خبراء البيئة في الشركة عند تنفيذ برامج الحد من النفايات أن تقوم كل منشأة أو شركة بتطوير برنامج خاص بها يأخذ بعين الاعتبار طبيعة عمل الشركة ومرافقها وكذلك سياستها البيئية، مسبوقاً بتوعية بيئية شاملة للعاملين في مرافق الشركة. ومردّ ذلك يعود إلى أن نجاح برنامج الحد من النفايات يعتمد بشكل أساس على التزام وحماس موظفي مرافق الشركة، وكذلك مشاركتهم البناءة في تنفيذه.
كما أشار الخبراء إلى أنه من المستحسن عند تنفيذ برنامج للحدّ من النفايات تجزئته إلى عدة دراسات؛ كالقيام بدراسة عن النفايات المنتجة في المرفق، وتحديد النفايات التي يمكن أن تكون أكثر قابلية واستجابةً لجهود الحدّ منها، وليس من المرغوب ولا المجدي اقتصادياً إجراء تحليل لكل النفايات في المرفق، ولكن يجب التركيز على تلك التي تنتج بكميات كبيرة أو ذات سُمية عالية.
فوائد جمة لبرامج إعادة التدوير
أكد خبراء البيئة في أرامكو السعودية أن لبرامج الحد من النفايات مزايا اقتصادية وصحية وبيئية كبيرة؛ مثل توفير الأموال التي غالبا ما تشكل وفورات ملموسة من خلال الاستخدام الأمثل للمواد الطبيعية الثمينة، وخفض تكاليف معالجة النفايات والتخلص منها. كما أن برامج الحد من النفايات تساعد في خفض تكاليف عمليات التشغيل في المرافق، وتكاليف المعالجة، والتخلص النهائي من النفايات، فضلاً عن أن برامج الحد من النفايات تخفض المسؤوليات البيئية المترتبة على إنتاج هذه النفايات كعنصر هدم يؤثر سلباً في البيئة. فكلما قلت كمية النفايات الناتجة انخفضت احتمالات آثارها السلبية على البيئة، بالإضافة إلى احتمالات خفض الآثار الصحية السلبية التي قد يتعرض لها العاملون في مرافق العمل؛ مما يؤكد اتساع دائرة المنتفعين من برامج الحد من النفايات من الناحية الصناعية والصحية والبيئية. وكذلك تساهم تلك البرامج في خدمة وتنفيذ برامج وتشريعات السلطات البيئية التي تحقق ما تنشده من تطبيق لأنظمتها البيئية التي تهدف إلى الحد من تأثير هذه النفايات على البيئة.