Al Jazirah NewsPaper Sunday  25/03/2007 G Issue 12596
الريـاضيـة
الأحد 06 ربيع الأول 1428   العدد  12596

في الوقت الأصلي
اللي ما له زعيم يشتري له زعيم
محمد الشهري

المصريون يقولون (اللي ما له كبير، يشتري له كبير) وأنا أقول (اللي ما له زعيم.. يشتري له زعيم).

** والحمد لله أننا لسنا بحاجة إلى الشراء أو البحث.. فالزعيم هنا أشهر من علم في رأسه نار.. بل أشهر من أن يُعرّف شعراً أو نثراً.

** وهو يتربع على عرش الزعامة منذ أول موسم حمل خلاله راية التحدي، ووضع منصات التتويج نصب عينيه.. وسيظل كذلك (بإذن الله) إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

** نعم: هذا هلال آسيا وزعيمها الذي لا تغيب عن أرض إمبراطوريته شمس الأمجاد والبطولات.. فهو والذهب صنوان لا يفترقان.

** إن حضر - وما أكثر ما حضر - كان الكل في الكل، وإن غاب - وقليلاً ما غاب - غابت المتعة وغاب الإبهار والجماليات التي لا يمتلكها إلا من هم بقامة وقيمة هلال الزعامة.

** فصل آخر من فصول ملاحم الزعامة جسدها يوم الأربعاء الماضي على أرض زايد الخير.. رافعاً راية الوطن خفاقة، بعد أن أضاف (جمانة) جديدة في كرة الطائرة إلى عقد (المفاخر) لرياضة الوطن، والذي تخصص في انتزاعها الواحدة تلو الأخرى، وتقديمها للوطن بكل الحب.. مبروك للوطن الزعيم.

كان الله في عونك يا عصام الدين

** يبدو أن المخلصين والأمناء والشرفاء.. لم يعودوا يشكّلون المطلب أو الخيار الأنسب في هذا الزمن الأغبر الذي اختلط فيه حابل المصالح الخاصة بنابل الكراهية.. فتحوّلت المسائل إلى حروب استهدافية لا علاقة لها بالنزاهة وشرف المقاصد وفروسية التخاصم.. إلا بمقدار علاقة بعض كُتّاب الرياضة الحداثيين بالقيم والمبادئ وشرف الكلمة (؟!).

** ذلك أن الذي تعرض ويتعرض له الأستاذ الوقور عادل عصام الدين (مدير القناة الثالثة الرياضية) منذ تكليفه بهذه المهمة وحتى اللحظة، من حملات صحافية تعريضية وترهيبية مركزة صادرة في غالبيتها من أروقة المعسكرين الأصفرين.. هي والله مما يندى له الجبين (؟!!).

** فعلى الرغم من أن الرجل يعمل بكلما أوتي من قدرات ومن خبرات إعلامية عريضة، وبكلما عُرف عنه من نزاهة ورقي، وعلى الرغم من نجاحه في إحداث نقلة نوعية ملموسة على الكثير من العمل المنوط بالقناة، وعلى الرغم من أن النصر والاتحاد يحظيان - تحديداً - بأكبر قدر من الوقت والتغطية البرامجية.. إلى درجة أنهم في القناة وعندما لم يعد لديهم ما يقولونه عن النصر من كثرة ما استهلكوا الوقت والأفكار في الحديث عنه.. قاموا باستحداث برنامج خاص يتحدث عن عبقرية الشهراني الذي لا يزال سنة أولى كرة.. فضلاً عن هدف هارون التاريخي (؟!!).

** ومع ذلك ظل عادل عصام الدين في مرمى أحجار وسهام الأقلام الصفراء بشكل شبه يومي دون وازع من ضمير أو حياء (؟!).

** المثير للاستغراب والسخرية معاً، أن هؤلاء الناس لا يطالبون بتنويع البرامج أو تطويرها، أو تحسين الأداء العام، أو استحداث برامج يرون في استحداثها فائدة عامة، على سبيل المثال (؟!).

** وإنما هم يطالبون ويلحون فقط على ضرورة إلغاء أي تواجد يمت للهلال بصلة من القناة.. بحجة أن القناة حكومية (؟!!).

** قاتل الله الدونية، وكان الله في عونك يا أبا (لمى).

باب النجار مخلّع؟!

** قد يجد المرء شيئاً من المبررات والوجاهة للكثير من الأقلام المختلفة باختلاف ألوان الأندية لممارسة النقد وطرح وجهات نظرها تجاه ما يدور في أروقة ودهاليز الأندية الأخرى من سلبيات وإيجابيات، وحتى تجاه بعض المرافق واللجان والمؤسسات المعنية بالشأن الرياضي.. على اعتبار أنها تتحدث من منطلق وواقع معايشة طبيعية (سويّة) تخولها حق النقد والطرح والخوض في شؤون وأمور الآخرين.

** في مقابل أن ثمة فئة من الأقلام التي لا يحق لها ممارسة هذا النوع من العمل كونها تنطبق عليها مقولة (باب النجار مخلّع)، وبالتالي فليس ثمة ما يخولها حق الخوض في محاسن أو مساوئ الغير بأي شكل من الأشكال، بما فيها شؤون الأندية الهابطة أو الآيلة للهبوط إلى مصاف أندية الدرجة الأولى.. ليس لأنها لا تجيد الكتابة، ولكن لأنها لا تجيد التفريق بين المعقول واللا معقول، ولا التفريق بين الصراحة والوقاحة (؟!).

** تلك الأقلام التي أثبتت فشلها الذريع في التعامل مع الواقع الراهن لناديها، وبدلاً من أن تكون عوناً له تحولت إلى عون عليه (؟!!).

** وعوضاً عن القيام بواجبها المفترض نحو ناديها الذي يحتضر، ومساعدة الإدارة على أداء مهامها الصعبة، من خلال الطرح الموضوعي والنقد البناء والابتعاد عن التدخلات وتحريض البعض ضد البعض الآخر، والتخلي ولو مؤقتاً عن (العنطزة) الفارغة التي لا تستند إلى أي قيمة يشار لها بالبنان.. نجد بأنها تمارس العكس تماماً (؟!!).

** مشكلة تلك الأقلام بدأت عندما توزعت على شكل (شلل) شلة مع هذه الشخصية وشلة مع شخصية أخرى.. فضلاً عن التهافت على الارتماء (المهين) في أحضان أثرياء الأندية الأخرى على حساب واجباتهم المبدئية والمهنية (؟!!).

** الشيء الوحيد الذي ظل يجمعهم في بوتقة واحدة هو: الانشغال بكل شاردة وواردة تخص الهلال.. حتى لو استدعى الأمر تلفيق واختلاق مبررات تناوله بالسلب زوراً وبهتاناً (؟!!).

** إنها ثقافة أزلية متوارثة.. إذ لا يمكن لأي من تلك الأقلام الخوض في أي شأن دون أن (يعرّج) على الهلال (الكابوس)، لأنه بكل بساطة إن لم يفعل الكاتب ذلك، فإنه في قرارة نفسه كمن يحاول تلوين الهواء (؟!!).

** حتى أصحاب المناصب والشأن في ذلك النادي.. لا يختلفون عن أقلامه في شيء.. ذلك أنه عندما يتم إجراء أي لقاء صحافي مع هذه الشخصية أو تلك من منسوبيه، ويتم سؤاله عن أحوال ناديه، فإنه سرعان ما يتجه بالحديث مباشرة عن الهلال دون أن يجيب على السؤال، وعندما يُسأل عن عودة فريقه لملامسة البطولات التي طال انتظارها، يلجأ للإجابة من خلال الهلال.. حتى لو سألوه عن قضية الشرق الأوسط أو طبقة الأوزون فلن يكون جوابه إلا عن طريق الهلال وإدارة الهلال وما جرى ويجري في الهلال (؟!!).

** بمعنى أن الوصول لمستوى الطموح في إقناع الذات أياً كانت قيمته.. لا يتم إلا من خلال الكذب والتجني والاحتكاك بالهلال (؟!!).

** ولكي يكون لما يطرحونه ويتداولونه في لقاءاتهم وحواراتهم الصحافية.. قيمة ومصداقية تخولهم حق الكلام عن الآخرين سلباً أو إيجاباً.. عليهم أولاً التخلص من عقدة الانشغال بالهلال، لأن الانشغال به لو كان سيفلح الآن لأفلح قبل عقود من الزمان، وثانياً: عليهم الانعتاق من ربقة التبعية وصرف اهتماماتهم لما يعود بالنفع على ناديهم.. وقبل هذا كله عليهم وضع الفشخرة والتغني بالألقاب الفارغة على (الرف) إلى أن يثبتوا جدارتهم محلياً (؟!).

ترنيمة زرقاء

اللون الأزرق كان من ضمن الألوان

يأخذ صفاته من بحور وغيمة

بس الزعيم أعطاه من هيبته شان

خلاه (رمز) للحياة الكريمة

لا فض فوك يا أبا يزيد

** لخص الزميل القدير الأستاذ عبد الكريم الجاسر من خلال طرحه ليوم الثلاثاء الماضي جُل الجوانب والإشكاليات الهلالية الراهنة.. شاملة الجوانب الإدارية والفنية والعناصرية وحتى التعاملية.

** فمن خلال رؤية فنية ونقدية عميقة تنم عن دراية متمكنة ونظرة ثاقبة.. استطاع أن يلم بكل صغيرة وكبيرة، وأن يضع الكثير من النقاط على الحروف.

** بل لقد استطاع أن يضع كل طرف من أطراف العمل الهلالي أمام مسؤولياته وأمام أخطائه، وما ترتب عليها من نتائج.. مع إيضاح سُبل إصلاحها وبالتالي إمكانية تلافيها وتجاوز تبعاتها مستقبلاً.

** من المسلّمات المتعارف عليها، أن الوحيد الذي لا يخطئ هو الذي لا يعمل.. وأنه ليس من العيب أن يخطئ المرء، إنما العيب هو أن يتمادى.. أو أن يظل يكابر ويعاند، ولا يستفيد من أخطائه ومن رؤى وملاحظات أصحاب الرأي والحكمة من ذوي الخبرات والتجربة والرأي السديد.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«6692» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد