شهدت صناعة التغليف والتعبئة في السعودية نجاحات كبيرة خلال السنوات الخمس الماضية نتيجة لتوطين التقنية المتعلقة بهذه الصناعة إضافة إلى إقامة شراكات مع شركات عالمية متخصصة في هذا المجال، حتى أصبحت هذه الصناعة تنافس ما تنتجه كبريات الشركات العالمية، واستطاع إنتاج المصانع المحلية أن يغطي احتياجات السوق المحلي، وتصدير الفائض إلى عشرات الدول في العالم وخاصة دول الخليج والدول العربية. وقد حملت هذه الصناعة اسم (صنع في المملكة العربية السعودية) إلى هذه الدول.
وقد أصبح قطاع صناعة التغليف والتعبئة من بين الصناعات المشاركة بشكل فعّال في عملية التنمية الشاملة، من خلال زيادة مساهمته في تنويع مصادر الدخل الوطني، وتوسيع القاعدة الإنتاجية، وإيجاد المزيد من فرص العمل للمواطنين، كونه أصبح قادراً على اجتذاب الاستثمارات ونقل التقنية المتطورة، بفضل قوة واستقرار الاقتصاد السعودي وتوفر مناخ إيجابي جاذب للاستثمار.
وكانت وزارة الصناعة والتجارة قد قدرت في إحصاءاتها إجمالي عدد المصانع العاملة في مجال التغليف بأنواعه بنحو (224) مصنع باستثمارات (7.64) مليار ريال حتى نهاية الربع الثالث من عام 1425هـ، وقد ارتبطت هذه الصناعة بصناعات المواد الغذائية خاصة الألبان والعصائر ومشتقاتها، ويشهد قطاع الصناعات الغذائية نمواً كبيراً في المملكة ودول الخليج، فقد بلغ عدد المصانع الوطنية المنتجة في قطاع صناعة المواد الغذائية والمشروبات (586) مصنعاً يستثمر فيها ما يزيد عن (20.67) مليار ريال حتى نهاية الربع الثالث من عام 1425هـ.
وكل هذا العدد من المصانع وحجم استثماراتها الضخمة تحتاج إلى مصانع مساندة تقدم لها حلول التغليف والتعبئة والطباعة فكان لمجموعة العبيكان للاستثمار دور كبير في تطوير صناعة التغليف التي بدأتها عام 1993 من خلال مصنع تغليف السوائل في الرياض وبعد مرور عام واحد على إنشائه سيطرت مجموعة العبيكان على 35% من سوق المملكة لتركيزها على عاملي الجودة والتميز والتكامل، وفي عام 1997م اندمج نشاط شركة إلوباك العالمية مع مصنع تغليف السوائل في العبيكان مما أضاف بعداً جديداً لنجاح هذا النشاط ونتج عنه شركة العبيكان إلوباك المحدودة التي تقدم حلولاً متكاملة لصناعة السوائل في العالم العربي والشرق الأوسط.
ومن المتوقع أن يزداد الطلب على مواد التعبئة والتغليف نتيجة للنمو المتسارع لقطاع الصناعات الغذائية نتيجة لزيادة معدلات الاستهلاك الفردي من جهة والنمو المتزايد في عدد السكان من جهة أخرى حيث إن المملكة وفقاً للدراسات أصبحت تحتل المرتبة الأولى عالمياً في معدل النمو السكاني حيث يولد في المملكة طفل كل 19 ثانية.
إضافة إلى الزيادة المتوقعة في الإنتاج المحلي فإن المراقبين يتوقعون ضخ استثمارات ضخمة جديدة في قطاع الصناعات الغذائية بهدف زيادة معدلات التصدير حيث أصبحت المنتجات الغذائية السعودية عامة والألبان والعصيرات بوجه خاص توجد في جميع أسواق منطقة الشرق الأوسط بل وبدأت تدخل بعض الأسواق الآسيوية والأوروبية، وهذا سينعكس إيجاباً على صناعة التعبئة والتغليف والتي بدورها أصبحت من القطاعات المصدرة الرئيسة بسبب جودتها وقدراتها الإنتاجية.