أكد المحلل المالي والاقتصادي نبيل المبارك ل(الجزيرة) أن هيئة السوق المالية تعتمد على أسلوب التجربة والخطأ في أدائها ومن ثم التعلم منها بالإضافة إلى نقصها للعديد من الكفاءات البشرية، ولم يغفل دورها الايجابي والتكتيكي مؤخراً بإيقاف سهمي شركتي أنعام وبيشة، كما حمل وسائل الإعلام الحمل الأثقل في التأثير على المستثمرين والذي أكد أن عددهم قد بلغ 3.6 ملايين مستثمر وليس كما يتردد بأن عددهم 4 ملايين مستثمر، وأشار المبارك لسلبية دور الشركات في الارتقاء بالسوق مبيناً أن العديد منها لا يلتزم بالإفصاح ولا تكاد تعلم أنت كمستثمر ما هي إستراتيجيتها وتوجهاتها!
ولم يخف المبارك تخوفه من طريقة ارتفاع السوق مبدياً خشيته من تكرار سيناريو الاحمرار إذا لم تتخذ أي قرارات استراتيجية من شأنها ضمان استقرار السوق وأدائه كتحويل السوق من سوق أفراد إلى سوق مؤسسات مالية، كذلك الإفصاح عن المستثمرين الإستراتيجيين الذين دخلوا للسوق مؤخراً وبمحافظ ضخمة وأضاف: نجد السوق يعود بطريقته كما كان في السابق حيث الشركات الخاسرة تعود وتتضاعف أسعارها بينما الشركات الرابحة لا تحرك ساكناً!!.
وحول الحلقة الأبرز والأهم في سوق الأسهم (المستثمر) قال المبارك: 90% من المستثمرين هم من يديرون أموالهم بأنفسهم وهذا ما لا نجده في كثير من الأسواق العالمية التي لا يتجاوز عدد مستثمريها المباشرين ما بين 20 إلى 40 %، مما قد يشكل خطراً ليس عليهم فقط بل على جميع المتعاملين بمختلف الفئات كالصناديق الاستثمارية التي يلومها دوماً المستثمر ويطالبها بالعديد من المطالب ومن ذلك مثلاً سحب سيولته منها متى ما أراد كون النظام يجيز للمستثمر سحب سيولته من المحافظ في أي وقت يشاء، الأمر الذي يربك بلا شك أداء الصندوق مهما بلغ حجمه!!
وحول هذا الجانب التقت (الجزيرة) بعبدالله المسند أحد المتداولين حيث قال تعقيباً على تجربة الصناديق الاستثمارية: كيف أضع سيولتي في صندوق لم يستطع إقناعي بجودة أدائه، ناهيك - والحديث للمسند - أن الصناديق دوماً ما يكون توجهها للأسهم القيادية التي لا تحرك ساكناً خصوصاً مع هذه الارتفاعات إلا في أحيان نادرة، مقارنة بالأسهم الخاسرة والقليلة التي تضاعفت أسعارها مرة أن لم تكن أكثر!
وأضاف المسند: أتوقع بأن يستمر على نفس هذه الوتيرة التصاعدية إلى أن يأتي خبر قد يؤثر في مسيرة السوق كما أثرت الأخبار السابقة وخصوصاً أن الوضع في سوق الأسهم أصبح نفسياً أكثر منه واقعيا.