قبل سنوات عديدة تتجاوز العقد ونصف العقد من السنوات، تنادى رجال الأعمال للمشاركة ودعم سباقات الفروسية استجابة لدعوة سامية وجهت إليهم، وقبل ان تتحقق الآمال في ذلك التنادي، وخلال سنتين من عمر الزمان رحل أهل الاستثمار والملايين التي كانت معهم، حيث وجدوا أن القاعدة الاستثمارية في الخيل غير رابحة، وذهبوا باحثين عن مواقع أكثر جاذبية وذات مردود (يليق) بملايينهم!.
|
وفي ذلك الوقت بقي هيف القحطاني وحيداً بين رغبة زملائه في ترك المجال وبين دواعي البقاء، وإثبات الوجود، وقبول التحدي بالاستثمار في الخيل حتى لو طال الزمن بعائداته. فالاستثمار في الخيل كأي استثمار، يمكن أن يكون مجدياً في حال الصبر عليه، كما يمكن أن يجر الخسارة المادية وهو أمر يمكن توقعه في أي استثمار.
|
لكن الأهم الذي كان يدور في رأس (هيف) هو احترام تلك الدعوة السامية وتقديرها فالدعوة جاءت تحمل عشما كبيراً في دور يمكن أن يؤديه رجال الأعمال بعد أن وجدوا من دعم الدولة وتشجيعها الكثير الكثير، والدعوة جاءت لفتح مجال جديد ومثير وغير مطروق يمكن أن يفتح أفقاً مهماً من آفاق الاستثمار، كما أن الدعوة جاءت تشريفاً لرجال الأعمال في دعم مجال وطني أصيل هو مجال الفروسية بكل عراقته ودلالته.
|
وصبر هيف بن عبود صبر الجندي على الشدائد، ولبى بشجاعة غير مسبوقة في مجال الاستثمار الدعوة صابراً على أعباء التمويل والتكاليف المادية طوال سنوات، وجعل كل اهتمامه منصباً على تثبيت قاعدته مستمداً المزيد الحماسة من حب الهواية وعمق الفكر الاستثماري.
|
ومثلما أن لكل زراعة حصاداً.. كان دخول أول طلايع الإنتاج لهيف القحطاني في المزاد السنوي محل جذب للشارين، حيث قدم إنتاجاً فريداً في نوعيته وجودته، وليتوج ذلك فيما بعد بتقديمه أسماء (فاخرة) من إنتاجه أيضاً أصبحت جياد بطولات مثل (ابن شقران) الذي حقق بطولتين لمصلحة الاسطبل الأزرق ومن فئة القروب 2 ثم توالت عناصر الإنتاج الفاخرة مثل مصبحة واديب، ونواهل.. إلخ.
|
صحيح أن ما دفعه هيف في عالم الاستثمار مقارنة بنتائجه لم يكن ذا مردود استثماري مادي بذلك القدر إلا أن أبو محمد كسب حب الوسط الفروسي بما قدمه من مبادرات ودعم هنا وهناك.. ظل هيف يقدم الدعم للعديد من ميادين الفروسية في الوطن رغم جفاء الإعلام الفروسي وعدم متابعته لتلك المبادرات.
|
وهذا غير مبادراته الإنسانية وهي مبادرات لا تخطئها العين لمن يُمعن النظر ويتحرى عن مواقف الرجال ومعادنهم.
|
صحيح أن (الميدان) مثلها مثل بقية أجهزة الإعلام الفروسي لم تعط رجال الخيل من رجال الأعمال حقهم من باب القول للمحسن أحسنت، وصحيح أن حوارنا المطول مع هيف قد تأخر وهو اللقاء الأول، إلا أننا سعينا للمبادرة بتقديم شيء ولو قليل عن هذا الرجل وذلك من خلال الإبحار في عقله وتسليط الضوء على ما يفكر فيه تجاه الفروسية ووسائل دعمها والارتقاء بها.
|
أبو محمد الذي يعتبر أحد أبرز ملاك الإبل الجميلات في الجزيرة العربية، حيث غزا بإنتاجه مسابقة مزاين نوفا الرابعة ومن أول مشاركة فيها (برباعية) فحله الشهير (تمام) الأفضل على مستوى الخليج، قال عقب هذه النجاحات إن توفيق الله هو الذي أوصلنا إلى ما حققناه، ثم تأتي بعد ذلك (النوعية)، والعناية الفائقة بالإنتاج في كافة النواحي .
|
الرجل (السمح البشوش) الذي يلهج لسانه دوما بعبارات الشكر لله وترديد لفظ الجلالة.. كان ليلة اللقاء معه واثقاً ومباشراً كعادته، فتحدث عن عصاميته التي بدأت منذ الصغر، وعن خطواته التي توالت حتى وصل إلى ما وصل إليه كرجل أعمال مرموق ومن الطراز الأول .
|
، قلت لأبي محمد ما سر نجاحاتك في كل أعمالك الإدارية وأعمالك المتعلقة بالخيل والبل؟ فأجاب ببساطة: هو الاتكال على الله والصدق ثم الصدق في جميع التعاملات.
|
وسألته: لماذا أنت مقل في الظهور الإعلامي فأجاب بعبارة بليغة (أعمل وغيرك يعلم).
|
لقد كانت تلك العباراة الموجوزة بمثابة محاضرة راقية، تكشف بعض مكنونات هذه الشخصية الفريدة، وتظهر المعدن الأصيل لذلك الرجل في التعامل مع شؤون الحياة ومستجداتها.
|
شكراً لرجل الأعمال الإنسان الذي يعتبر (البار) الوحيد من بين رجال الأعمال في الوسط الفروسي بدعمه لميادين الفروسية وشكراً له وهو يلبي الدعوة التاريخية السامية بكل حماس وصدق، ظل وفيّاً لها عبر السنوات دون أن تهزه مخاطر الاستثمار في المجال الفروسي.
|
شكراً لأبي محمد (هيف) الذي يحتل منصب عضوية جمعية الملاك وهي الجمعية التي تزيح العوائق وتوفر المتطلبات لأهل الخيل من خلال الاتصال بالمسؤولين، ولقد لمست عن قرب حماسة الرجل وغيرته على رياضة وطنه من خلال عمله بهذه اللجنة.. زبدة الكلام أقول ليت كل من يعمل مع هيف في جمعية الملاك يتمتع بنفس الشعور الوطني المخلص لذلك الرجل، ومادام هيف في هذه اللجنة وبهذا الحماس والتفاني فإن التطلعات التي يسعى لها الوسط الفروسي ستؤتي ثمارها قريباً جداً وسترون النتائج.
|
|
ما ضاقت الدنيا على قلب الشجاع |
ولا مال من صفق الهبايب محملي |
|