احتضان الملك عبدالله للأطفال السياميين الذين أجريت لهم عملية فصل في المملكة مشهد معبر وإنساني كبير. ولقد عبر أسر الأطفال عن بالغ شكرهم لخادم الحرمين الشريفين لرعايته الدائمة بالأطفال ومتابعته المستمرة لأحوالهم. والمملكة تفخر بأنها رائدة في هذا المجال الطبي الدقيق، الذي يدل على ما وصلت إليه البلاد من تقدم اثار إعجاب المراكز الطبية في العالم.
إن إنقاذ حياة طفل، ورسم البسمة على محياه، وإدخال السرور على ذويه أمر دعت إليه الشريعة الإسلامية. وطالما أن المملكة قادرة على ذلك، فليس هناك أدنى تردد في القيام بكل ما تدعو إليه الأخلاق الإسلامية الحميدة.
وخلال ستة عشر عاماً قامت المملكة بإجراء اثنتي عشرة عملية فصل لأطفال سياميين، وما تزال تفتح أبوابها لكل محتاج إلى مثل هذه العمليات الدقيقة التي يستغرق بعضها قرابة العشرين ساعة.
هذا التميز الطبي لم يأتِ من فراغ أو تحقق بين ليلة وضحاها، وإنما جاء نتيجة لعمل دؤوب وفق تنمية بشرية وضعت الإنسان في بؤرة تركيزها، وصحته من أهم ما يمكن الاهتمام به. ولذلك فإن المملكة رعت هذا الجانب رعاية أكيدة. وبنظرة بسيطة على الأرقام في هذا المجال نجد أن عدد المستشفيات في أرجاء البلاد تجاوز مائتي مستشفى بها أكثر من ثلاثة آلاف سرير يساندها نحو ألفي مركز للرعاية الصحية الأولية كما قدر عدد المستشفيات الخاصة في المملكة بنحو مائة مستشفى بها نحو عشرة آلاف سرير يساندها نحو سبعمائة مستوصف خاص وألف عيادة خاصة.
والحقيقة أنه لا سقف للطموحات، وبقدر الاهتمام بالكم يكون الاهتمام بالنوع إن لم يتجاوزه. وهذه النقطة بالذات تؤكدها عمليات الفصل للأطفال السياميين وغيرها من الإنجازات الطبية الرائدة.
كما أن المملكة تؤمن تماماً بأن الوقاية خير من العلاج، ولذلك فإن المملكة خالية من الأمراض الوبائية، على الرغم من أن المملكة تستقطب ملايين الحجاج والمعتمرين سنوياً ومن كافة بلدان العالم، وذلك يرجع إلى توفيق الله تعالى ثم إلى الإجراءات الوقائية الصارمة التي تتخذها كافة القطاعات الحكومية بالتعاون من القطاع الصحي.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244