كم هي جميلة إطلالة مدافع الشباب الدولي في الثمانينيات الهجرية (نادر العيد) بالقناة الرياضية السعودية عبر برنامج (سيرة) وعودته مجدداً للظهور على الهواء كنجم فذ ذاع صيته وعلا شأنه في تلك الحقبة الفارطة.. نجح في تمثيل منتخب الوسطى في دورة كأس المصيف لمنتخبات المناطق، ومنتخب المملكة ضمن أول جيل مثَّل الأخضر في بطولة رسمية (دورة كأس الخليج الأولى بالبحرين عام 1390هـ).
* كان الحديث التاريخي مع هذا المدافع العملاق شيقاً ورائعاً رغم تحفظه على كثير من المعلومات التاريخية عن مسيرته الرياضية الحافلة بالذكريات الجميلة التي تستحق التداول والتناول وقد يكون لعامل (الهواء) المباشر دور في حفظ هذه المعلومات في ثلاجة الحياء والخجل كسلوك جُبل عليه هذا المدافع العملاق.. بَيْد أن هذا اللقاء التاريخي والوثائقي حفل مع الأسف بكثير من الأخطاء والمغالطات من (مذيع البرنامج) الذي لم يكن مهيأ ذهنياً ولياقياً في مضمار التاريخ الرياضي ولا ثقافياً من الناحية المعلوماتية في هذا الشأن.. فمن تلك الأخطاء الواضحة والفاضحة عندما استهل المذيع مقدمته عن الضيف حيث ذكر وبالعبارة: ضيفنا المدافع الشبابي الكبير نادر العيد الذي لم ينل خلال 15 عاماً قضاها في الملاعب أي بطاقة ملونة.. وتصحيحاً لهذه المغالطة التاريخية.. أن نادر تعرض لحالة الطرد في لقاء الشباب والنصر في الدوري لموسم عام 1386هـ وكان حكم المباراة آنذاك الشهير (محمد الجمل) وفاز الشباب 2-1 سجلهما مهاجمه البارع صالح العميل (واسألوا العميل عن هذه المعلومة)!!! ثمة أمر آخر تطرق له المذيع عندما عرج بحديثه عن نهائي كأس الملك عام 1389هـ الذي جمع فريقي الشباب والأهلي وانتهى لصالح الأخير بهدف سجله مهاجمه (الكبش) حيث بادر المذيع ضيفه بسؤال قال فيه: دعني أسألك عن أفضل وأبرز نهائي في تاريخ المسابقة نهائي 1389هـ.. وتصحيحاً لهذه المعلومة أن أشهر نهائي في تلك الحقبة كان نهائي عام 1387هـ الذي جمع فريقي الاتحاد والنصر في ملعب الصائغ وانتهى لصالح الاتحاد 5-3 حيث يُعد هذا اللقاء التاريخي الأشهر والأبرز في تلك الحقبة على اعتبار أنها حفلت بأكبر نتيجة فضلاً عن الأحداث التاريخية التي تمخضت عن هذا اللقاء الشهير الذي كان بطله (جلالة الملك فيصل - رحمه الله -).. ولعل أبرز هذه الأحداث حينما طلب (الفيصل) تغيير شعار النصر الذي كان يحمل علامة النصر (Victory) وتحول لشعاره الحالي.. وأيضاً مداعبته - رحمه الله - لمدافع النصر (سعود أبو حيدر) الذي كان لافتاً للأنظار بلون شعره الأبيض.. وأخيراً طلب الملك الراحل من الغراب تغيير اسمه من سعيد غراب إلى سعيد عقاب باعتبار أن اسم الغراب لم يكن مقبولاً عند العرب!
* ومن الأخطاء التاريخية التي سجلها (المذيع).. في ميدان الرسوب عندما تحدث مع الضيف عن قصة الدمج بين النصر والشباب في الثمانينيات لولا موقف رئيس الشباب الراحل عبد الله التويجري.. حيث وجه المذيع سؤالاً لنادر العيد أكد فيه أن التويجري الذي رأس الشباب من بعد منتصف الثمانينيات اجتمع مع الأمير عبدالرحمن بن سعود وعرض عليه فكرة الدمج لكنهما اختلفا حول الشعار والاسم وتصحيحاً لهذه المعلومة أن التويجري (رحمه الله) لم يجتمع مع الرمز الراحل إنما طرحت الفكرة من الشيخ عبد الحميد مشخص وصالح ظفران (وهما من رموز الحركة التأسيسية بالمسيرة الشبابية) ونقلها للأمير عبدالرحمن بن سعود (رحمه الله).. وقد أبدى الرمز الراحل موافقته بشرط بقاء اسم النصر، وعندما نقلا الرغبة النصراوية للرئيس الشبابي الراحل رفض ذلك على اعتبار أن الشباب هو أول نادٍ تأسس بالمنطقة الوسطى وهو الأحق من النصر بالاسم لو تم الدمج!!! وهذا ما أكده لكاتب هذه السطور الشيخ عبد الله التويجري في اللقاء التاريخي الذي أجريته معه (رحمه الله) بالجزيرة في العدد رقم (10214) الصادر في 17-5- 1421هـ.
* وهنا أقف.. مدافعاً عن التاريخ الرياضي بصفتي أحد الباحثين في حقله الخصيب.. بعيداً عن أي اعتبارات شخصية أو ترسبات سابقة فالتاريخ أمانة (يا سيرة).. ونقل المعلومة المغلوطة قبل التدقيق والتمحيص جناية!!!
المحرر
kaldose@mowe.gov.sa