Al Jazirah NewsPaper Thursday  22/03/2007 G Issue 12593
الريـاضيـة
الخميس 003 ربيع الأول 1428   العدد  12593
الرياضة السعودية البحرينية.. قصة الإخاء التليدة!
محمد بن سالم السالم

عندما يكون الحديث عن المملكتين الشقيقتين السعودية والبحرين تتداعى صور المحبة والأخوة والتلاحم الضاربة بجذورها في أعماق أحقاب التاريخ السحيقة، وقبل الشروع في وصف طبيعة العلاقة الرياضية المميزة بين البلدين الشقيقين دعوني هنا أستذكر ذلك اليوم التاريخي المجيد، يوم اجتمع الراحلان الكبيران الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وسمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة - رحمهما الله - في ذلك المحفل الكبير لتجسيد الحب القديم بين السعوديين والبحرينيين على أرض الواقع بافتتاح (جسر الملك فهد) لتزدان ليالي الوصال بين الرياض والمنامة، وتستمر همزة الوصل بينهما على مدى الأجيال. إن العلاقة بين البلدين الشقيقين تستمد تميزها من حجم الإخاء غير العادي الذي يجمع قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - بأخيه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى - حفظه الله - فالحمد لله الذي جمع القلوب على الخير والمحبة. أما الملف الرياضي بين البلدين فيعجز القلم عن تسطير المفردات التي تليق بمستوى مكانته، ولكي نعرف حجم العلاقة الرياضية بين البلدين يكفي أن بطولة دورة كأس الخليج العربي كانت سعودية الفكرة بحرينية التنفيذ عندما استضاف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مدير عام رعاية الشباب - آنذاك - وفد البحرين برئاسة سمو الشيخ محمد بن خليفة وطرح الفكرة في كلمته التي ألقاها في حفل الاستقبال، وبعد ذلك تم الاتفاق بين الطرفين على تبنيها واستضافت البحرين النسخة الأولى في مطلع السبعينيات الميلادية التسعينيات الهجرية من القرن الماضي، فهذا الموقف يعطي دلالة واضحة بأن القيادات الرياضية في البلدين في تشاور وتنسيق مستمر لصالح الرياضة الخليجية والعربية، فمن منا ينسى علاقة الراحل الغالي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - بأخيه سمو الشيخ عيسى بن راشد وكيف كانت مواقفهما ثابتة وموحدة في الفعاليات الرياضية العربية والقارية منطلقة من مصالح البلدين الشقيقين ودول الخليج العربي التي استمرت إلى يومنا هذا بفضل النهج السليم والواضح بين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد وسمو الشيخ فواز بن محمد بن خليفة، وكانت الثمرة يانعة بتطور الرياضة في البلدين وخصوصاً في كرة القدم إثر النقلات النوعية في مستوى الأداء، فالسعودية كانت حاضرة في نهائي كأس أمم آسيا في خمس نسخ متتالية توجت في ثلاث منها بكأس البطولة بالإضافة إلى التأهل للمونديال أربع مرات متتالية.. أما البحرين فقد سابقت الزمن واختصرت عقارب التطور خلال السنوات الأخيرة فكانت قاب قوسين أو أدنى من التأهل لنهائي كأس أمم آسيا في النسخة الأخيرة لولا سوء الحظ الذي لازم كرة علاء حبيل، وهي تضيع من على خط المرمى الياباني! كما كان البحرينيون على وشك وضع أقدامهم في مونديال ألمانيا الأخير، والتأهل عبر عنق الزجاجة لولا عناد منتخب تيرينداد في مباراتي الذهاب والإياب، والكلام نفسه يقال في مباراة البحرين مع عمان في نصف النهائي خليجي 18 ورغم ذلك إلا أن منتخب البحرين أثبت للجميع بأن لديه طاقماً من اللاعبين المميزين الذين سيكون لهم شأن في قادم الاستحقاقات بدليل احترافهم في أندية دول الخليج، وثمة موقف رائع عمره خمس سنوات ونصف لم يزل صداه يتردد في داخلي عندما اقتضت نتائج مجموعة منتخبنا الوطني في التصفيات النهائية المؤهلة لمونديال كوريا واليابان أن يلتقي مع تايلند بالرياض في نفس الوقت الذي تستضيف المنامة إيران، وكان على منتخبنا لكي يتأهل مباشرة دون حسابات معقدة أن يفوز على تايلند ويفوز منتخب البحرين على إيران، والكل يعلم من هو المنتخب الإيراني بتاريخه ومحترفيه في أوروبا وعامل التكوين الجسماني، ومع ذلك تمكن الأشقاء البحرينيون من اكتساح الإيرانيين بثلاثية تاريخية لا أجمل ولا أروع، وكان واضحاً جداً عبر شاشات القنوات الناقلة عندما تأتي الصورة على المنصة الرئيسة بالاستاد وقوف سمو ولي عهد مملكة البحرين الشيخ سلمان بن حمد، وقيامه بتحية اللاعبين مع كل هدف بحريني، ثم انتهت المباراة، وتأهل الأخضر للمونديال بفضل الله، ثم وقفة أبناء البحرين الذين كانت قلوبهم تنبض في المنامة محبة وإخاء فيتردد صدى نبضاتهم في الرياض عرفاناً ووفاءً، ثم كان المشهد الأروع الذي هز المشاعر عندما حمل لاعبو البحرين علم السعودية ابتهاجاً بتأهل سفير الخليج الدائم لدى المونديالات، إن مثل هذه الصور الجميلة هي محصلة طبيعية ونتيجة منطقية لقيادتين وشعبين يحملان روحاً واحدة في جسدين، إلا أن موقفاً مؤسفاً حدث إثر احتفالات الإخوة الأشقاء في مملكة البحرين بذكرى تأسيس الاتحاد البحريني لكرة القدم عندما طلب الأشقاء مشاركة بعض اللاعبين السعوديين ضمن صفوف المنتخب البحريني وهو يلاقي أحد الفرق العالمية العريقة ضمن برنامج الاحتفال، لن أتحدث عن الواقعة وأبطالها لأنها انتهت وباتت معروفة للجميع غير أنني لم أكن أتصور أن تصل الأمور لدرجة أن يقوم مسؤول سعودي بإرسال (خطاب سري) لمسؤول بحريني له مكانته الاعتبارية والاجتماعية، ويحتوي ذلك الخطاب على أشبه ما يكون بالتحذير بأن العقوبة ستلحق باللاعبين السعوديين إن هما شاركا في المباراة!! علامات استفهام كثيرة اكتنفت ذلك التصرف الذي أقل ما يقال عنه بأنه (غير لائق).. رغم أن الموضوع برمته لا يعدو كونه مباراة ودية! أيكون جزاء الإخوة الأشقاء عندما قاموا بمراعاة العلاقة التاريخية بين المملكتين، وخصوا اللاعب السعودي بالدعوة دون غيره من اللاعبين أيكون جزاؤهم (خطاباً سرياً)؟! كلي أمل ألا يؤثّر ذلك التصرف الأرعن على مسيرة تميز العلاقة الرياضة السعودية البحرينية التي كتب تاريخ أمجادها بمداد من ذهب رجال عظام خلدهم التاريخ بشهامتهم وأخلاقهم العربية الأصيلة.

بالمختصر المفيد

* المكافآت التي أعلن عنها سمو الأمير فيصل بن سعود بن محمد عند تحقيق الهلال لكأسي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد ليست بمستغربة على قامة هلالية شامخة سامقة بحجم (فيصل بن سعود).

* بعد مباراة الهلال والفيصلي أثبت أعضاء شرف الهلال بأنهم رجال مواقف، ولا يجيدون سوى لغة الأفعال، فسمو الأمير عبدالعزيز بن سعود بن محمد يكافئ لاعبي الهلال بمائة ألف ريال وصاحبا السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز والأمير عبدالرحمن بن مساعد بن عبدالعزيز يتكفلان بقيمة عقد الكابتن محمد الشلهوب.

* بالمناسبة سمو الأمير عبدالعزيز بن سعود بن محمد سبق له مكافأة لاعبي الهلال بنفس المبلغ في مباريات سابقة، ولم يظهر سموه في صورة عبر صحيفة أو لقاء عبر التلفزيون!! الكبير كبير.

* سمو رئيس نادي الهلال الأمير محمد بن فيصل لا يلام في تصريحه عقب مباراة الهلال والكويت لأن المباراة تتعلق ببطولة (سلبت) من الهلال العام الماضي في وضح النهار!!

* عندما يصل تشجيع فريق معين لدرجة أن لاعب الخصم يخشى من فرط حبه لذلك الفريق أن يفرح مع لاعبيه عندما يسجل هدفاً! فإن هذا الفريق غير عادي إطلاقاً!!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد