نظرة بسيطة على الأوضاع في المنطقة العربية يجد أن بعض دولها تعيش أزمات داخلية حادة تصل إلى رفع السلاح وإزهاق الأرواح. وكأن المنطقة لا يكفيها ما يصيبها من الخارج لتبتلى بصراعاتها الداخلية.
فالعراق وبعد احتلاله على أيدي قوات خارجية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، ينزلق إلى حرب أهلية بين العراقيين أنفسهم بسبب النعرات المذهبية القاتلة.
وفي اليمن قتال بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين، ولا يبدو أن الوضع يتجه نحو الاستقرار.
أما الصومال فإنه ومنذ بداية التسعينيات وهو يعيش فوضى داخلية شردت الآلاف وقتلت عددا آخر مثلهم.
والسودان لا يكاد يهدأ من أزماته الداخلية، وفور أن يتنفس الصعداء في جهة حتى يندلع تمرد في جهة أخرى، والوضع في دارفور حالياً شاهد على ذلك.
وفلسطين عاشت أياماً صعبة بسبب الاقتتال الداخلي بين أتباع حركتي فتح وحماس.
ويخشى أن ينتهك اتفاق مكة المكرمة الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، ويعود الإخوة الفلسطينيون إلى أجواء الحرب الأهلية.
أما لبنان فيعيش أزمة داخلية حادة بين ما يسمى بالموالاة والمعارضة، وعلى الرغم من المحاولات الجادة من الأطراف العربية وعلى رأسها المملكة لحل الأزمة اللبنانية إلا أن الأفق السياسي لا يزال غامضاً والوضع حرجاً.
هذا عدا ظاهرة الإرهاب التي لا تكاد دولة عربية سلمت من شرها.
إن الأزمات والحروب الداخلية لا تقل خطورة عن الحروب الدولية، بل إن بعض الحروب الأهلية أخذت من الزمن وأهلكت من الحرث والنسل ما لم تفعله بعض المعارك المندلعة بين الدول.
وبعض الحروب الأهلية قد تتحول إلى دولية بفعل تداخل المتغيرات الداخلية مع الخارجية وعندها تصبح الأمور أشد تعقيداً.
إن المنطقة العربية على أبواب قمة تجمع القادة العرب في بلاد الحرمين، وهي فرصة سانحة لمعالجة كافة الملفات الساخنة، واتخاذ قرارات حاسمة لحلها وإيجاد آلية واضحة لتنفيذها وفق مخطط زمني محدد.
وخاصة أن القمة العربية المقبلة تنعقد في المملكة، وقد عرف عن الملك عبد الله بن عبد العزيز حرصه الدائم على انتشال المنطقة العربية من براثن الصراعات والآفاق، وهو ما وهبه حب الشعوب العربية ومساندتها لسياساته التي تسهم في استقرار المنطقة العربية وتضعها على طريق التنمية وخاصة التنمية البشرية.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244