قال الدكتور عبد الله العبد القادر رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات الدوائية إن هناك بعض المعوقات التي تحد من انتشار الدواء المصنَّع محلياً.. مبيناً أن ذلك يتمثل في الشركات المصدرة للمملكة التي تحاول منافسة الصناعة المحلية بسياسة الإغراق.. وهذه الشركات تنظر إلى السوق السعودي باهتمام وتعمل خلال خططها التسويقية على ألا تتطور الصناعة المحلية وخصوصاً أن عامل الأسبقية في صالحها حيث تستطيع أن تنزل الأسعار لحد يمتنع معه الربح لصالح الشركات الوطنية المصنعة للدواء وأضاف: لا سيما أن لدى هذه الشركات الأجنبية أسواقاً أخرى في دول العالم تستطيع من خلالها التعويض في حال انخفاض أرباحها في السوق السعودية.
وكشف العبد القادر عن غياب الجانب البحثي لدول العالم الثالث مبيناً أنها لا يمكن أن تنتج دواء جديداً لأن هذا يحتاج إلى وقت طويل يفوق 15 عاماً ويكلف مبالغ طائلة قد تزيد على مليار دولار، لكن هناك المرحلة الثانية وهي التطوير بمعنى أن تأخذ منتجاً أو مادة قائمة وتطور منها منتجات دوائية مختلفة، ولدينا الآن مركز للتطوير الدوائي في القصيم ومركز لأبحاث التقنية الحيوية في مدينة الرياض بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وقد استطاع أن يطور أدوية في التقنية الحيوية عبر أخذ شريحة معينة وإعادة استنساخها ومن ثم استخراج الأدوية منها وهذا سيكون باكورة إنتاج دواء من مصدر حيوي (تقنية حيوية) وسيكون أول معمل في الوطن العربي يعمل على تصميم أدوية سعودية من إنتاج سعودي.
وعن حجم سوق الدواء السعودي قال العبد القادر: إنه طبقاً لIMS يبلغ أكثر من 5.180 مليون ريال سنوياً وبنمو حوالي 8.6% عن العام الماضي حيث تغطي الشركات العشر المصنعة الأوائل 50% من حجم السوق، وتمثل الدوائية المركز الثاني من بين تلك الشركات في سوق القطاع الخاص، كما أن منتجاتها من الأدوية تسوق في أكثر من 14 دولة عربية وأجنبية، وتتطلع إلى فتح أسواق جديدة ومنتجات جديدة مطورة من الأدوية والمستلزمات الطبية لتنافس بها تلك الدول.
وأوضح أن سوق الدواء في المملكة سوق كبير ويتميز بالديناميكية والتنوع، ويستهلك كما أشرت ما يزيد عن خمسة مليارات، وقد ثبت توفر الثقة من قبل المستهلك في الدواء المنتج محلياً مقارنة بالمستورد، لأن الأول تُراعى فيه المواصفات والمقاييس العالية الجودة، أما المنافسة مع الشركات الأجنبية فهي منافسة شديدة للغاية، فهناك أكثر من 350 شركة عالمية تسوّق منتجاتها في السوق السعودي وهي شركات كبرى.
وأشار إلى أن هناك أسواقاً مفتوحة كما هو الحال في أسواق الخليج والمملكة بشكل خاص، مبيناً أن المنافسة الشديدة من قبل الشركات الأجنبية العملاقة قائمة ولا مناص من التكيف والتعايش معها وذلك بإقامة تحالفات إستراتيجية واندماجات وكذلك عبر التعاون مع عدد من الشركات العالمية الرائدة في مجال صناعة الدواء وهذا سيؤدي إلى تطور الشركات العربية عبر زيادة منتجاتها من الأدوية وتطور الأبحاث وفتح أسواق جديدة وبالتالي تزيد حصة الشركات العربية في سوق الدواء.