لم تتوقف طموحات شركة اتحاد اتصالات (موبايلي) عند حد العمل في قطاع الاتصالات المتحركة ولكن امتد نشاطها للاستثمار في مجال الاتصالات الثابتة حيث تقدمت الأسبوع الماضي بعرض لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات للحصول على رخصة خدمات الاتصالات الثابتة في المملكة لتدخل في منافسة مع 9 تحالفات عالمية أخرى ونظراً لأهمية الحدث التقت (الجزيرة) المهندس خالد الكاف الرئيس التنفيذي لشركة اتحاد اتصالات (موبايلي) في حوار سريع لتناقش أسباب دخولهم هذه المنافسة ومدى استعداداتهم للمرحلة المقبلة التي ستشهد تحولاً كبيراً في قطاع الاتصالات بالمملكة وأبرز التحديات التي تواجهه بالإضافة إلى واقع ومستقبل قطاع الاتصالات في السعودية وفيما يلي نص الحوار:
* تقدمتم الأسبوع الماضي بعروض لهيئة الاتصالات للحصول على رخصة خدمات الاتصالات الثابتة في المملكة.. فإلى ماذا تهدفون من ذلك؟
- لقد أصبح هناك تحول جذري في تقديم خدمات الاتصالات على مستوى العالم بعد التلاحم الكبير الذي يشهده البث التليفزيوني والهاتف المتحرك، مع حدوث انكماش في خدمات الهاتف الثابت وتحرك في خدمات الهاتف المحمول.
وما دفعنا للدخول في منافسة للحصول على ترخيص لخدمات الاتصالات الثابتة هو تعزيز إستراتيجيتنا في السوق السعودي الذي يشهد نموا ملحوظا في قطاع الاتصالات.
فهناك خدمات سيقدمها الهاتف الثابت في المرحلة المقبلة تحتاج إلى سعات عالية وخاصة في المعاملات التجارية والصحية، كما سيكون هناك تداخل وتكامل كبيرين بين خدمات الهاتف الثابت والمتحرك، بحيث يستطيع المستخدم التعامل مع خدمات الاتصالات في المنزل والمكتب والسيارة... وغيرها.
* وهل ترى أن التداخل والتكامل بين الثابت والمتحرك - كما ذكرتم - يحتاج إلى نوع من إيجاد شراكات وتكتلات بين شركات الاتصالات في المرحلة المقبلة؟
- نعم بالفعل يحتاج إلى إيجاد تكتل بين الشركات لإيجاد نوع من التكامل في الخدمات، ونحن إذا وجدنا فرصة جيدة لإقامة تحالفات مع شركات الاتصالات في المملكة سواء القائمة أو التي ستحصل على ترخيص سندخل فيها وأود أن أؤكد أن المرحلة المقبلة ستكون فيها الأفضلية للتحالفات بين الشركات بمختلف الخدمات التي تقدمها سواء خدمات صوتية أو تليفزيونية أو كيابل بحرية.. وغيرها.
* من واقع حديثكم نفهم أن موبايلي قامت بدراسة للدخول في مثل هذه التحالفات؟
- نعم قمنا بإعداد دراسات استراتيجية استشرافية لما سيحدث مستقبلاً في هذا القطاع الحيوي والمهم ونتوقع من خلال دراساتنا بأن تتحول الخدمات الصوتية من رئيسية إلى ثانوية في المستقبل القريب.
* إذن كيف ترى صورة شركات الاتصالات التي ستعمل في المستقبل؟
- أعتقد أن هناك ثلاثة قطاعات رئيسية في هذا المجال الحيوي وهي: الشبكة والتسويق والمبيعات وعبره ستتحدد ملامح المستقبل في شركات الاتصالات وهنا تكمن أهمية التحالفات لأن انعزال هذه القطاعات سيكون سلبياً في مواجهة التحديات المقبلة.
* متى تتوقع أن تحدث تغييرات جوهرية في الاتصالات؟
- برأيي أن عام 2015 سيشهد ثورة جديدة في قطاع الاتصالات وستحدث متغيرات كبيرة في هذا القطاع.
* التجارة عبر الموبايل.. من الخدمات التي بدأت تنتشر في الدول المتقدمة ألا ترى أننا مازلنا متأخرين في تطبيقها؟
- نحن نشجع التجارة عبر الموبايل ونتوقع وضوح رؤيتها في المملكة خلال العامين المقبلين ومن الخدمات الرئيسة التي ستقدمها التحويلات المالية عبر الدول والمدن حيث ستساهم في انتقال الأموال بصورة فورية. والتجارة عبر الموبايل ستحتاج إلى إقامة تحالفات مع بنوك محلية وعالمية من أجل القيام بعمليات التحويل والتجارة.
* ذكرتم أن الاتصالات الصوتية ستكون ثانوية وليست رئيسة كما هو الحال الآن في قطاع الاتصالات.. إذن فما البديل؟
- إن شركات الاتصالات تعتمد على الصوت خدمة رئيسية في دخلها وهي ستستمر ولكن ستكون ثانوية وستظهر خدمات أخرى اكثر تطورا وأعتقد أن من أهمها شبكة إيفرنت التي ستقدم كافة الخدمات للعملاء بسهولة وبرسوم قليلة وبمداخيل عالية جدا.
* بعد هذا التحول الكبير في الخدمات.. إلى ماذا تخططون؟
- نحن نعمل الآن على شيئين مهمين الأول: تقديم افضل جودة والثاني السعر المناسب، ولكن إذا غطى (النت) هاتين النقطتين لا بد من إيجاد ابتكارات وخدمات أخرى للهاتف.
* إذن ما مدى استعدادكم للمرحلة المقبلة التي ستشهد تنوعا في قطاع الاتصالات؟
- نحن في موبايلي قمنا بضخ مليار ريال في شبكة الألياف البصرية للربط بين مختلف المدن في المملكة، ونهدف من ذلك إلى توفير أعلى سرعات لخدماتنا.
* أعلنتم في أكثر من مرحلة أنكم ستزيدون رأسمال الشركة.. ماذا تم في هذا الشأن؟
- بالفعل تقدمنا لهيئة السوق المالية لزيادة رأس المال وحتى الآن لم يأت أي رد منها، وأعتقد أن أي تطورات في هذا الجانب تسأل عنها هيئة السوق المالية وليس الشركة.
* كيف ترى واقع قطاع الاتصالات في المملكة.. وما أبرز العوامل التي ساهمت في دخول هذه التحالفات العالمية المتنوعة والكثيرة لتقديم خدماتها في السوق السعودية؟
- نحن نعيش اليوم فترة انتقالية في قطاع الاتصالات من خلال فتح السوق أمام القطاع الخاص لتقديم خدماته في الاتصالات المتحركة والثابتة من خلال إيجاد نظم تشجع قطاع الاتصالات العالمي للدخول في السوق السعودية وساهم ذلك في رغبة 9 تحالفات للحصول على الرخصة الثالثة للمتحرك ووصولها إلى سبع تحالفات بعد استبعاد تحالفين لأسباب فنية وتجارية وكذلك وجود 10 تحالفات أخرى تتنافس على خدمات الاتصالات الثابتة يدل على قوة ومتانة سوق الاتصالات السعودي، وكذلك وجود رؤية واضحة لدى المشغلين في المملكة قادرة على استقطاب وتوطين التكنولوجيا الحديثة في القطاع الاتصالات.
* أقرت المملكة أنظمة لتشجيع وجلب الاستثمارات وإقامة التحالفات العالمية للتنافس على هذا القطاع فكيف ترون مستقبل هذا السوق بعد دخول المشغلين الجدد في الخدمات الثابتة والمتحركة؟
- لم يأت تلهف الشركات العالمية للقدوم إلى المملكة من فراغ بل جاء نتيجة الدعم والتسهيلات الكبيرة المقدمة من قبل هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات والدوائر الحكومية الأخرى لتعزيز دخول شبكاتها للسوق السعودية. وبرأيي أن قطاع الاتصالات سيجذب في المرحلة المقبلة شبكات عملاقة ستكون مربوطة بالعالم الخارجي وهي تكنولوجيا ليس لها مثيل في المنطقة، كما ستطبق خدمات الجيل الثالث المطور القريب من الجيل الرابع، بالإضافة إلى شبكات الألياف البصرية.
* بعد تلقي عروض الشركات للحصول على رخصة المشغل الثالث للمتحرك الذي من المتوقع أن يبدأ عمله نهاية 2007 هل سيؤثر هذا على خططكم للحصول على أكبر شريحة من المشتركين؟
- عندما بدأنا بدراساتنا لتشغيل الهاتف المتحرك في المملكة، كانت لدينا خلفية مسبقة عن الوضع حيث قدمت لنا هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات إيضاحات كاملة حول تنفيذ المشروع والمدة الزمنية اللازمة والتقنية المستخدمة وكذلك أوضحت لنا أنه سيكون هناك ترخيص لمشغل ثالث في المملكة يبدأ بتشغيل خدماته في 2007م. وعلى ضوء كل هذه المعطيات قمنا بالتقدم للحصول على رخصة تشغيل الهاتف المتحرك ب9.12 مليار ريال. صحيح أن وجود مشغل ثالث للهاتف الجوال في المملكة سيشعل المنافسة بلا شك، ولكن وعلى خلفية ضخامة استثماراتنا التي تقوم على أرضية صلبة وقوية، فإنني أقول وبثقة مسؤولة، لن يؤثر وجود المشغل الثالث على طموحات وخطط الشركة للوصول إلى الأهداف التي وضعناها نصب أعيننا منذ بداية دخولنا للسوق السعودي.
* من وجهة نظركم.. ما هي التحديات الحقيقية التي تواجه قطاع الاتصالات في المملكة؟
- لا يوجد عمل بدون تحديات فهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات تقدم كافة التسهيلات للشركات العاملة في المملكة، ولكن يتطلب من الهيئات الحكومية الأخرى مساعدة الهيئة في تنفيذ إستراتيجيتها التي تسعى إلى تحويل السعودية إلى نموذج عالي الكفاءة في قطاع الاتصالات. وندعو الجهات ذات العلاقة مثل أجهزة النقل والاستثمار والبلديات إلى إيجاد الوسائل المساهمة في تسهيل تنفيذ هذه الاستراتيجية. فتوحد هذه الجهات في تقديم التسهيلات سيساهم بلا شك في إيجاد أفضل بنية تحتية في السعودية على مستوى العالم.
* هل تفكرون في تنظيم مؤتمر بالتعاون مع هيئة الاتصالات يدعو لتوحيد إجراءات الجهات المختصة؟
- هيئة الاتصالات نظمت العديد من المؤتمرات الداعية لذلك، ومع ذلك نحتاج إلى المزيد منها لأن المملكة مقبلة على انفتاح اقتصادي كبير يجب استثماره.