أوضح صاحب السمو الأمير الدكتور خالد بن عبد الله بن مقرن آل سعود رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلوم العمران أن منتدى العمران السعودي الأول الذي سيُعقد في 14-16 ربيع الأول الجاري في مدينة الرياض تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يهدف إلى الوصول بالمشاركين والمهتمين بتخطيط المدن إلى مستوى متقدم في فهم تفاصيل احتياج إقامة مشروعات المدن الجديدة في المملكة وتصوُّر الفرص والتحديات المستقبلية، وذلك للمساهمة في رسم الاستراتيجيات والخطط وتكامل الرؤى للخروج بتجارب متميزة عالمياً، وإيجاد بيئة مناسبة يلتقي فيها المستثمرون والخبراء والأكاديميون والباحثون المهتمون بالمدن الجديدة، وذلك لنقل المعارف والتجارب والخبرات بينهم وطرح ومناقشة الرؤى والفرص والتحديات في جوّ علمي متميز، وإيجاد قناة مثالية بين القطاعات الحكومية من جهة والمستثمرين والمؤسسات والشركات الخاصة العاملة في مشروعات المدن الجديدة من جهة أخرى، وذلك لمدارسة ونقاش المتطلبات والعقبات التي قد تنشأ وبحث سبل حلها والتخطيط الأمثل لها، ومناقشة الأنظمة واللوائح والسياسات اللازمة لخلق بيئة عمل مدنية متميزة ووضع الاستراتيجيات لدعم المدن الجديدة ونقل أحدث التقنيات لها وتطويرها لتتلاءم مع البيئة والمجتمع السعودي، ودعوة الخبرات المحلية والعالمية لعرض التجارب وقصص النجاح في تطوير المدن الجديدة والمشاركة في نقاش محاور المنتدى والمساهمة في رسم التوصيات وتقديم الحلول المناسبة.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقدته الجمعية السعودية لعلوم العمران مساء أمس الأول بالرياض. وأضاف سموه: إن الاقتصاد السعودي شهد مؤخراً تحولاً كبيراً في مختلف نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية، وكانت أهم مؤشرات هذا التحول السريع زيادة الفرص الاستثمارية الحقيقية على مستوى الإنسان والمكان؛ فقد أصبحت طفرة تخطيط المدن الاقتصادية الجديدة في المملكة مثالاً حياً لهذا الاستثمار الذي يندرج تحت مفهوم التنمية الشاملة والمستدامة لكل مناطق المملكة، وذلك بالاستغلال الأمثل للموارد الاقتصادية المتاحة الذي من شأنه تحقيق مناخ استثماري مميَّز يستقطب رؤوس الأموال المحلية والإقليمية والعالمية لتنمية هذه المناطق وإيجاد فرص عمل متنوعة تستوعب كل التخصصات العلمية والعملية من أجل بناء الإنسان والمجتمع السعودي. وانطلاقاً من الدور التنموي والعلمي للجمعية السعودية لعلوم العمران ودورها في التفاعل مع قضايا المجتمع واحتياجاته انبثقت فكرة تخطيط المدن الجديدة في المملكة بمنتدى العمران السعودي الأول بالرياض ليسهم الخبراء والمتخصصون في هذا المجال من خلال محاوره العلمية في تحقيق الهدف، وهو استعراض الرؤية المستقبلية والخطط والبرامج لتطوير المدن الجديدة بالمملكة في إطار التنمية الشاملة والمستدامة التي تسعى إلى تحقيق أعلى مستويات الرفاهية للفرد والمجتمع.
هذا، وقد بيَّن سموه أن المنتدى سيحظى بمشاركة نخبة من أصحاب الفكر العمراني من المسؤولين والأكاديميين والمتخصصين من داخل المملكة ومتحدثين بارزين من خارجها. وأبدى سموه أمنياته بنجاح المنتدى وخروجه بالتوصيات التي ستسهم في دعم المدن الجديدة وخروجها إلى حيِّز الوجود، وسنعمل على الاستفادة والإفادة منها. كما أكد سموه أن المنتدى سيتناول في مجمله خمسة محاور رئيسة لتغطية جميع الموضوعات المتعلقة بالمدن الجديدة، وسيكون خلال الجلسات العلمية أوقات مخصصة للنقاش لإثراء كل جلسة وسماع وجهات النظر على اختلافها والخروج بالتوصيات البناءة التي ستخدم هذا التوجه بمشيئة الله. وبيَّن سموه أن محاور المنتدى ستكون على النحو الآتي:
المحور الأول: الاستراتيجيات والخطط والبرامج للمدن الجديدة.. رؤى وتحديات.
المحور الثاني: المدن الجديدة في المملكة.. تجارب رائدة وواعدة.
المحور الثالث: المدن الجديدة من منظور التنمية المستدامة.. نماذج عالمية.
المحور الرابع: دور المؤسسات الحكومية والخاصة في تطوير المدن الجديدة.. شراكة وتضامن.
المحور الخامس: اقتصاديات المدن الجديدة.. فرص واستثمار.
وكشف سموه عن أبرز المشاركين في المنتدى، وهم: الهيئة العامة للاستثمار، والهيئة العليا للسياحة، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، ووزارة الشؤون البلدية والقروية، وكذلك وزارة الاقتصاد والتخطيط، ووزارة التعليم العالي، والمدن الاقتصادية الجديدة، بالإضافة إلى المطورين والمستثمرين العقاريين.
وأكد سموه أن المنتدى سيثري الجوانب العديدة التي تهم المدن الاقتصادية، وبالأخص الجانب العمراني، وهذه المدن ستنشأ من لا شيء وستخطط وسيتم تحديد أماكنها وتخطيطها وتنميتها عمرانياً، وستوجد فيها شبكات للنقل وخدمات البيئة الأساسية ومرافق عديدة من سكنية وتعليمية وخدمية، إضافة إلى البنية الاقتصادية التي تقوم عليها تلك المدن، وهذه البنى لا بدَّ لها من جوانب عمرانية أساسية تصبّ في بنائها بصورة رئيسة، وهذا المنتدى سيخدم ويغطي الجوانب التي تخدم هذه العملية وتسهم في بناء وإنشاء هذه المدن.
وحول التعاون بين جمعية علوم العمران وهيئة المهندسين السعودية أوضح سموه أن جمعية علوم العمران جمعية علمية، والهيئة تعمل على أساس مهني، وهناك تعاون وتكاتف بين الجمعية والهيئة.