وافق صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع على تسليم أول موقعين استثماريين في (الجبيل 2) وموقع ثالث في (ينبع 2) ويبلغ الحجم الإجمالي لاستثمارات المشروعات الثلاثة (45.35) مليار ريال، وجاءت هذه الموافقة إنفاذاً للتوجيه السامي الكريم المتضمن الإسراع في إنجاز التجهيزات الأساسية وتسليم المشروعات الاستثمارية في كل من (الجبيل 2) و(ينبع 2) بعد أن تمت تهيئة المواقع من قِبل الهيئة الملكية لاستقبال المشروعات الاستثمارية.
وجاءت هذه المشروعات على النحو التالي:
أولاً: تخصيص موقع صناعي في (الجبيل 2) لإقامة مصفاة لتكرير النفط كمشروع مشترك بين شركتي أرامكو السعودية وتوتال الفرنسية بمساحة تقدر بنحو خمسة ملايين متر مربع، ويبلغ حجم استثمار المشروع 24 مليار ريال، ويوفر حوالي ألف فرصة عمل مباشرة، وترجع أهمية هذه المصفاة التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 400 ألف برميل يومياً في توفيرها بجانب منتجات التكريم لمواد بتروكيماوية أساسية وهي البارازيلين ومادة البنزين العطرية والبروبلين، كما ستوفر غاز البترول المسال والنفتا والتي يمكن استخدامها كلقيم لإنتاج الإثيلين في مشروعات بتروكيماوية مستقبلية، ويأتي هذا المشروع ضمن سلسلة للعديد من مشروعات المصافي التي تنفذها شركة أرامكو السعودية داخل المملكة وخارجها بالشراكة مع عددٍ من الشركات العالمية الرائدة في هذا المجال، وفق أسس علمية مدروسة تلبية للطلب العالمي المتزايد على المواد البترولية المكررة، ومن هنا فإن هذا المشروع يمثل خطوة مهمة في التكامل بين صناعتي التكرير والبتروكيماويات في المملكة.
ثانياً: تخصيص موقع آخر في (الجبيل 2) بمساحة قدرها 2.2 مليون متر مربع لشركة سبكيم للأوليفينات وهو من أهم المشروعات البتروكيماوية حيث يبلغ حجم استثماره (20) مليار ريال، ويوفر 1880 فرصة عمل مباشرة، ومن المقرر أن ينتج هذا المشروع 20 مادة بتروكيماوية من بينها مواد تنتج لأول مرة في المملكة مثل بولي فينيل الكحول وبولي فينيل بوتيرال وميثيل ميت أكريلات إضافة إلى ألياف الكربون وستبلغ الطاقة الإنتاجية للمشروع 3.4 ملايين ريال طن سنوياً. ومن أهم ميزات هذا المشروع استخدامه لبعض التقنيات الحديثة وجذبه لشركات بتروكيماوية عالمية للاستثمار في المملكة، فضلاً عن كونه يمثل إضافة مهمة لتوجه القطاع الخاص المحلي نحو الاستثمار في مجال الصناعات البتروكيماوية، كما سيسهم في رفع درجة التكامل بين صناعة البتروكيماويات والصناعات التحويلية.
أما المشروع الثالث فسيُقام في مدينة ينبع الصناعية وتحديداً في (ينبع 2) حيث وافق سمو الأمير سعود على تخصيص موقع صناعي لمشروع أسس للبتروكيماويات بمساحة قدرها مائتا ألف متر مربع وباستثمار يبلغ ملياراً وثلاثمائة وخمسين مليون ريال، وسينتج المشروع مواد البولي بوتلين ترفتالات والبيروتاند أيول وتتراهيد روفوران وحامض الماليك اللامائي، ويعد هذا المشروع من أهم المشروعات في مجال صناعات البتروكيماويات البسيطة كما أن اعتماده على لقيم البيوتان المتوفر محلياً يمثل خطوة مهمة في زيادة الاستفادة من مشتقات الغاز التي توفرها أرامكو السعودية لصناعة البتروكيماويات.
يشار إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - قد دشن مؤخراً التجهيزات الأساسية للمرحلة الأولى من (الجبيل 2) ووجه -حفظه الله- بسرعة تسليم المواقع للمستثمرين وبالفعل سارعت الهيئة الملكية إلى تنفيذ التوجيه الكريم، حيث لم يمضِ على ذلك سوى تسعة أشهر، ليتم تسليم أول المواقع الاستثمارية في (الجبيل 2) التي تشهد إقبالاً متزايداً من المستثمرين المحليين والعالميين، حيث بلغت الطلبات الاستثمارية التي تلقتها الهيئة الملكية حتى تاريخه حوالي مائتين وستين مليار ريال.