ارتبط اسم مدربنا الوطني القدير ناصر الجوهر مع أولى الإنجازات الذهبية التي حققها (لاعباً) مع فريقه (النصر) في التسعينات الهجرية تلك الحقبة التي قدمت لنا جيلاً ذهبياً بقيادته كنجم فذ برز وتألق في خط الدفاع حيث مثل (الجوهر) الفريق الأصفر (20) عاماً كانت حبلى بالإنجازات الذهبية والألقاب الشخصية وودع ميدان الكرة بسجل سلوكي خالٍ من البطاقات الملونة.
وبعد اعتزاله اتجه للتدريب برغبة صادقة حيث نجح في تثبيت أقدامه بقوة في هذه الساحة كواحد من المدربين البارزين بالقارة الصفراء ولا يزال يرتع في هذا المضمار مساعداً لمدرب المنتخب الأول (حالياً).
(الجزيرة) تكشف جانباً من حياته الرياضية التي تقرؤونها عبر الأسطر الآتية.
البداية حي العطايف
علاقته بكرة القدم بدأت في الحواري والمدارس وبالتحديد في حي العطايف الذي كان مرتعاً لصباه ومنطلقاً لنجوميته ومع فريق سمي بالشاطئ في النصف الثاني من عقد التسعينيات الهجرية من القرن الماضي ثم لعب لفريق (نمور الهلال) مثل مجيء حركة تصنيف وتسجيل الأندية رسمياً حيث كان الشيخ عبدالرحمن بن سعيد - أطال الله عمره - يدعم هذا الفريق بالكور والملابس.. ثم تحول لفريق بالقشلة كان يتزعمه النصراوي الشيخ أحمد يريري وقد كان يضم هذا الفريق مجموعة كبيرة من اللاعبين الذين انضموا لفريق النصر رسمياً ومنهم أبناء العسيلان وابن صويان - رحمه الله - وعبدالله أمان وشقيقه سعد - رحمه الله - وأبناء النفيسة.
المختار نقله للنصر
انضم ناصر الجوهر لفريق النصر رسمياً في أوائل عقد الثمانينيات الهجرية وذلك عن طريق أبناء المختار (عبدالله ومحمد) على اعتبار أن الشقيقين عبدالله ومحمد كانا يعتبران من رواد الحركة التأسيسية لنادي النصر ومن المعاصرين للأحداث التاريخية للمسيرة الصفراء ولا سيما (عبدالله) الذي ترأس النصر بعد شقيقه رسمياً ولعب دوراً مؤثراً في تاريخ هذا النادي العريق أما شقيقه محمد الذي كان يشغل منصب سكرتير النادي كان يعد من الرموز الذين دعموا النصر بلاعبين كبار ومنهم أبناء الجوهر سعد - رحمه الله - وناصر.
هؤلاء دعموا موهبته
مثل الجوهر فريق النصر في الدرجة الثانية (درجة الشباب حالياً) في خط الدفاع كما لعب بخط الوسط قبل استقراره في مركز خط الظهير حيث أشرف على تدريب عدد من المدربين الذين كانوا يعتبرون أصحاب فضل في صقل موهبته ودعم نجوميته بخط الدفاع ومنهم عبدالرحمن الجوكر وعبدالمجيد الترنة .
منتخب الوسطى
تجلت موهبة الخلوق ناصر الجوهر في خط الدفاع رغم صغر سنه في هذا النادي العريق ووجد فرصة تمثيله على مستوى الفريق الأول بصورة مبكرة من عمره الرياضي حيث مثله وهو ابن 17 ربيعاً غير أن هذا النجاح عزز حظوظه في اختياره لتمثيل منتخب الوسط في دورة كأس المصيف لمنتخبات المناطق بالطائف ومن أشهر الأسماء التي لعبت مع منتخب الوسطى منهم مبارك الناصر ونادر العيد وسلطان بن مناحي والدنيني وطارق التميمي وسعد الجوهر وناصر بن سيف والعميل وزيد بن مطرف وغيرهم من الأسماء اللامعة الذين استفاد منهم ومن خبرتهم الرياضية الطويلة.
عاصر 3 أجيال
اشتهر في عصره بقدرته الدفاعية البارعة وسماته القيادية العالية إلى جانب طوله الجيد وبنيته القوية فضلاً عن إخلاصه الكبير وحبه للشعار الذي يرتديه فقد كان يشغل بمفرده خط دفاع بأكمله نظراً لإمكاناته العالية ولياقته المتميزة فقد مثل النصر أكثر من عقدين من الزمن عاصر خلالها 3 أجيال بدءاً من جيل التأسيس محمد بن نفيسة وابن صويان وميزرامان وعبدالله أمان والدنيني وعثمان بخيت ثم جيل الذهب خالد التركي ومحمد سعد العبدلي والأمير ممدوح بن سعود ثم جيل درويش سعيد وعبدالله عبد ربه وسالم مروان وعيد الصغير وخلال العقدين اللذين قضاهما الجوهر في الملاعب لم ينلْ أي بطاقة ملونة مدركاً في هذا الجانب أن السلوك الرياضي القويم هو النبراس الذي يضيء نجومية اللاعب شأنه في ذلك شأن شقيقه الأول سعد الجوهر الذي غادر الملاعب كذلك بلا بطاقة ملونة بعد 18 عاماً مثل فيها الأصفر والأخضر!
مثل الأخضر في 4
دورات خليجية
اختير المثالي ناصر الجوهر لتمثيل منتخب المملكة في دورة الخليج الأولى بالبحرين عام 1390هـ بالإضافة للدورةالثانية بالرياض والثالثة بالكويت والرابعة بقطر كما اختير للعب مع منتخب المملكة العسكري في الأردن في التسعينيات وقد رشح قائداً للأخضر في الدورتين الثالثة والرابعة تقديراً لنجوميته الفنية والسلوكية.
حيث شكل الجوهر مع عبدالله يحيى وعلي عسيري وأبو داود قوة صلبة في خط الدفاع السعودي ولا سيما في خليجي (2) بالرياض التي خسرها الأخضر بفارق الأهداف وكان من نجوم تلك الدورة خط الدفاع السعودي بقيادة العملاق عبدالرزاق أبوداود.
20 عاماً كفاية
استمر في الملاعب حتى النصف الأول من عقد الثمينيات الميلادية حيث ترك الكرة بعد سنوات طويلة امتدت لأكثر من عقدين من الزمن كانت حافلة بالألقاب الشخصية والإنجازات الذهبية التي حققها مع النصر ولعل أبرزها لقب بطل كأس الملك مرتين وكأس ولي العهد مرتين فضلاً عن حصول النصر على لقب وصيف البطل 3 مرات أعوام 87 - 91 - 93 (كأس الملك). وتقديراً لمسيرته الرياضية العامرة بالنجاحات المتعددة وأخلاقه الرياضية العالية أقامت إدارة النصر برئاسة الأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود حفل اعتزال للنجم الخلوق ناصر الجوهر عام 1407هـ وقد شارك فيه عدد من نجوم الكرة السعودية ضد فريق كاظمه الكويتي.
مقومات النجاح
يتفق كثير من المهاجمين سواء في حقبة الثمانينيات أو التسعينيات الهجرية ومنهم مبارك الناصر وصالح العميل والصاروخ وخالد سرور على أن المدافع الصلب العملاق ناصر الجوهر يعتبر واحداً من أصعب المدافعين الذين مروا بالكرة السعودية نظراً لهدوئه وتركيزه وقدرته البارعة على فرض الرقابة اللصيقة وقطعه الكرات من أقدام المهاجمين بكل سلاسة وبراعة لذا كان الجوهر في عصره يعد أفضل ظهير متمكن في زمانه ولو كان باب الاحتراف الخارجي مفتوحاً آنذاك لكان هذا النجم الكبير أول اللاعبين المغادرين للخارج لخوض تجربة احترافية ومع المدافعين البارعين عبدالرزاق أبو داود وعبدالله يحيى الذين كانوا يشكلون في زمانهم (أساطير الكرة).
تجربة ناجحة
عقب اعتزاله الكرة خاض تجربة جديدة في عالم التدريب حيث رشحه رمز النصر الراحل عبدالرحمن بن سعود لتدريب شباب وناشئي النصر وساهم الجوهر بقدراته البارعة في هذا المضمار في إبراز العديد من النجوم وتبعاً لذلك النجاح المتميز رشح لتدريب الفريق الأول بنادي النصر عام 1411هـ وحصل النصر تحت إشرافه على مركز الوصافة في بطولة كأس دورة خادم الحرمين الشريفين لموسم 1411هـ وكذلك وصيف بطل كأس ولي العهد في الموسم ذاته كما حصل النصر تحت إشرافه على لقب وصيف بطل آسيا في بطولة الأندية الآسيوية 1992م.
وإزاء هذه النجاحات المتعددة للجوهر استدعي ليكون مساعد مدرب منتخب المملكة الأول في بطولات.. القارات على كأس الملك فهد الرابعة في المسكيك عام 1420هـ.. بطولة الآفرو آسيوية في الموسم ذاته.. كما عمل مساعداً لمدرب المنتخب في بطولة كأس الأمم الآسيوية الـ12 في لبنان عام 1421هـ ثم كلف مدرباً للمنتخب في البطولة ذاتها وحصل الأخضر على مركز الوصافة تحت إشرافه..
قاد المنتخب في التصفيات الأولية لكأس العام بالدمام عام 2001م ثم واصل نجاحاته مع الأخضر ليقوده للحصول على المركز الأول في التصفيات النهائية وتأهل لكأس العالم بقيادته.. كما قاد الأخضر في تصفيات كأس العالم الأولية عام 2006م للحصول على المركز الأول. هذا بالإضافة لقيادته الأخضر في كأس الخليج عام 2002م وحصوله على لقب بطل الخليج.
تم تكليفه مستشاراً للفئات السنية (الأولمبي - الشباب - الناشئين) وذلك نظراً لقدرته الفنية وبراعته في اكتشاف وبناء المواهب وصقلها
إنجازات ذهبية
توج الجوهر مشواره التدريبي الذي قضاه مع الأخضر بحصوله على العديد من الجوائز العالمية والآسيوية منها.
- الجائزة العالمية الأولمبية لعام 2005م.
- أحسن مدرب في آسيا عام 2001م.
- أحسن مدرب لموسم أكتوبر عام 2001م.
- أحسن مدرب في آسيا لشهر نوفمبر لعام 2000م.
يقول مدربنا الوطني القدير ناصر الجوهر إنه يعتز كثيراً بالمدرب اليوغسلافي الراحل (بروشتيش) الذي سبق أن أشرف على تدريب النصر في أوائل التسعينيات الهجرية.. حيث استفدت من توجيهاته ومن قدرته البارعة على اكتشاف وإعداد وصقل المواهب؛ ويشير إلى أن بروشتيش كان مدرباً شمولياً يهتم بالجوانب (الصحية والفنية والتعليمية والتربوية) ومن هنا استفدت منه ومن كفاءته سواء في مشواري كلاعب أو مدرب.. وبالمناسبة (بروشتش) كان قد رشحني عندما كنت قائداً للنصر.. بأنني سأكون مدرباً ذا مواصفات بارعة بعد اعتزالي الكرة وانخراطي في هذا المجال. انتهى كلام الجوهر
وأخيراً يبقى ابن الوطن البار ناصر الجوهر واحداً من الأسماء اللامعة التي خدمت رياضة المملكة أكثر من 45 عاماً لاعباً ثم مدرباً ولا يزال يرتع في هذا المضمار الذي عشقه كثيراً كمدرب فذ ذي مواصفات متميزة (فنياً وسلوكياً).