نسبة خطيرة تلك التي أثبتتها أحدث الدراسات الطبية عن انتشار مرض السكري بين السعوديين. فثلاثون في المائة من السعوديين مصابون بهذا الداء وهي نسبة عالية جداً كما ذكرت الدراسة. وقد وصف أحد المسؤولين الطبيين هذه النسبة بأنها اجتياح يدهم المجتمع السعودي.
وخلال الثلاثين عاماً الماضية ارتفعت نسبة الإصابة بهذا المرض المزمن من 2 في المائة إلى 5 في المائة ثم 12 في المائة إلى أن وصل إلى ما وصل إليه اليوم. وقد ذكرت دراسة أن المملكة ودول الخليج العربي من أعلى الدول إصابة بهذا الداء في العالم.
هذه النسبة يعود تفسيرها بالدرجة الأولى إلى نمط الحياة الاستهلاكي الذي اعتاد عليه كثيرون. فلقد ازدادت معدلات استهلاك الغذاء غير الصحي وقل في المقابل النشاط الرياضي وذلك بالاعتماد على وسائل النقل المريحة والمتمثلة بالسيارات، واعتماد المصاعد داخل المباني وغيرها من الوسائل التقنية المريحة. وبالتالي لا بد من تعزيز الثقافة الصحية لدى الأفراد حول خطورة الإفراط في الحياة الاستهلاكية، وتنمية الوعي بأهمية ممارسة الرياضة، والاستغناء قدر المستطاع عن المركبات. وهذا يتطلب تكاتفاً بين المؤسسات الرسمية والأهلية.
ذلك أن لرجال الأعمال دوراً مهماً في دعم الحملات التوعوية بشأن خطورة الاستهلاك الغذائي غير الصحي. إن المشاكل التي تنم عن مرض السكري لا تقتصر فقط على الجانب الصحي وإنما تتعداه إلى جوانب أخرى من الحياة. فهذا المرض يكلف المملكة سنوياً ما يقارب خمسة مليارات ريال بصورة مصاريف مباشرة، هذا عدا عن الأموال التي تصرف على الأمراض المرتبطة به.
وهذا يعني أنه يستنزف جانباً من الميزانية. الأمر الآخر أن الأمراض التي تدهم الأفراد تقلل من قدرتهم على الإنتاج، وذلك يؤثر في مختلف القطاعات. وبالتالي، فإن كل القطاعات معنية بهذا الأمر.
وخاصة أن الحديث هنا اقتصر على نوع واحد من أمراض العصر. وبالحديث عن أمراض العصر الأخرى كارتفاع ضغط الدم والقولون والاكتئاب يصل المراقب إلى قناعة بأهمية إنشاء ثقافة صحية متكاملة، وبضرورة دق ناقوس الخطر للحد منها، والحفاظ على شعب صحي قادر على الإنتاج والعطاء.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244