مر نادي الوحدة منذ تأسيسه بمراحل مختلفة، وكان لكل مرحلة لونها الخاص وطابعها المميز. وبصرف النظر عن الخلاف المستمر على أنه النادي الأقدم في تاريخ الرياضة السعودية، إلا أنه كان حاضنة أمينة في تطور الحركة الرياضية، فقد تبنى نشوء الألعاب المختلفة في الأندية السعودية. وإذا ما نقشنا مسيرة الفريق الأول لكرة القدم نجد أن خطه البياني متعرج في صعوده وهبوطه. وكان لرؤساء النادي، أمثال كامل أزهر، ومحمد سالم غلام دور رئيس في ثبات الفريق الأول في دائرة المنافسة على زعامة كرة القدم في المنطقة الغربية حتى حقق بطولة كأس الملك سعود، رحمه الله، سنة 1377هـ، وهي أول بطولة رسمية. ثم جاءت الفترة الذهبية في عهد الأستاذ عبدالله بن عريف الهذلي، فنعم عشاق النادي بجيل ذهبي متميز، كان على رأسهم سعيد لبان، عبدالكريم المسفر، حسن دوش، علي داود، لطفي لبان، محمود أبو زيد، وغيرهم من النجوم الذين تغنى بهم جمهور نادي الوحدة.
ولم يكن الجيل الذي تلاهم أقل أهمية، وكان من العلامات الفارقة في هذا الجيل أنه حمل لواء المنافسة ولم يتخلَ عنها. ولقد كان لمعتوق بصراوي، وأحمد طاهر المشهور ب(الأوزا) وخالد الجيزاني بصمتهم الخاصة، وقد رافقهم بعض من الجيل الذهبي. واستمر حضور الفريق بجيل آخر كان على رأسهم أحمد النيفاوي، وفؤاد الخطيب، ومحمد الفايز، وحسن السيد، وغيرهم من اللاعبين، ومع أن هذا الجيل لم يحقق بطولة فإنه لا يمكن نسيانه.
ثم كان الهبوط المرير في سنة 1399هـ إلى الدرجة الأولى، وتشكلت إدارة برئاسة طارق القصبي، ونائبه الأستاذ عبدالوهاب صبان، وكانت حركة التجديد الأولى في الفريق وظهر جيل شاب على رأسهم أحمد مبروك، وأحمد المالكي، وزهير شاكر، ومنصور عبدون، بالإضافة إلى وجود المخضرم حسن السيد، واستكمل هذا الجيل بخالد باناعمة، وحسن جلي، وناصر العلوي، وعمر المولد.
وكانت الطموحات في ذلك الوقت المحافظة على وجود الفريق في الدوري الممتاز للفارق الكبير في القدرات المالية بين الأندية المتنافسة على البطولات ونادي الوحدة، ولكن الفريق الأول سجل وجوداً لافتاً في سنة 1405هـ.
وكان الانحدار الشديد في المستوى في الجيل التالي، حتى سُمي هذا الجيل بجيل الهزائم، الذي قاد الفريق الأول إلى أن يحتل مراتب المؤخرة، ويصارع من أجل البقاء، على الرغم من المحاولات المضنية من الإدارات المتعاقبة في الإصلاح، ولكن دون جدوى. وكانت النتيجة انحساراً جماهيراً ملموساً بعد أن فقد المحبون الأمل في منافسة الفريق على البطولات. وقد غلبت الصراعات الشللية على هذه الفترة. وسعى بعض المخلصين - وعلى رأسهم عبدالوهاب الصبان - في إصلاح الأمر، إلا أن الشللية أحاطت بالنادي.
وفي ظل هذه الظروف، تغيرت قيادة مجلس أعضاء الشرف، وظهر في رئاسة الأستاذ عبدالوهاب الصبان الأخيرة، وجه جديد تولى منصب نائب الرئيس، ثم ترأس النادي بعد استقالة رئيس النادي.
وكان هذا الوجه الجديد هو الأستاذ حاتم عبدالسلام، ولم يستطعْ فعل شيء يذكر في السنتين الأوليين. وبعد قراءة واقع النادي، أدرك أنه لا بد من تجديد خلايا النادي في الجوانب الإدارية، والفنية، والاجتماعية وكان لقائي به في هذه الفترة ولم تكن تربطني به أية علاقة سوى أني كنت عضواً في الأسرة الوحداوية في مدينة الرياض، وحصلت وقتها على دعم قطاع الناشئين والشباب، وكان لكل أعضاء الأسرة دور في دعم هذا القطاع وولدت هذه المرحلة قناعات ضرورية بتجديد الفريق الأول بعد أن بدت ملامح هبوط الفريق تلوح في الأفق. وتحققت تلك الملامح عند نهاية الطريق كما تميزت هذه المرحلة بتفضل صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز، أمده الله بالصحة والعافية، بالموافقة في قصر الضيافة بالصفا على أن يكون رئيساً لمجلس أعضاء الشرف في ظل حضور عدد من أعضائه الموقرين. وقد أوعز سموه لحاتم عبدالسلام رئيس النادي بضرورة بناء فريق جديد مع تأكيده بدعمه المستمر؛ وكانت لحظة تاريخية لا يمكن نسيانها.
ومن الخطوات الجيدة التي اتخذها رئيس النادي عقب ذلك، تكوين إدارة جديدة كان من ضمنها عبدالمعطي كعكي، الذي قام بدعم قطاع الناشئين والشباب بسخاء في السنة التي سبقت ذلك، ومنصور منسي المالكي، ومحمد عوض المالكي، وكاتب هذا المقال، ولقد عمل الجميع على بناء الفريق الأول يشاركهم المدرب الوطني خالد القروني. واستمر العمل سنتين في الدرجة الأولى والممتاز. وتكونت عناصر هذا الفريق الحالي: عيسى المحياني، كامل موسى، ماجد الهزاني، كامل فلاتة، أسامة هوساوي، ناصر الشمراني، عساف القرني، سليمان أميدو، إضافة إلى بعض العناصر الشابة من الفريق السابق. أما البقية فقد تم الاستغناء عنهم.
* أستاذ التاريخ والحضارة بالمعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية وعضو الشرف بنادي الوحدة