|
التصنع في المراجل ما يدوم |
لو يبين اللاش يومين يغدي |
صح لسانك يالشاعر، وفالك ليس المليون بل أكثر من الدراهم، رغم أن الدراهم طغت على النفوس، وحتى (الهوامير أصحاب الملايين) لا يخلون من الفيروس، فتجد الكثيرين منهم يتكالبون على حط المليون على المليون وتكويم الفلوس لتصبح قناطير مقنطرة!
|
نعم.. أيها الشاعر الفحل.. فالك إننا نردد أحاسيسك ومشاعرك في الذاكرة رغم أنها لا توكل (عيش) فالزمان زمان أهل اللف والدوران، أولئك المجيدون لتهميش القيم والمبادئ الجميلة ليكون كل شيء في خدمتهم وخدمة قروشهم وكروشهم!
|
نعم.. يا شاعرنا الفحل.. التصنع في كل علوم المراجل ما يدوم.. كلها يوم أو يومين أو شهر شهرين وينكشف المستور، وينفضح التصنع اللي ما هو على ساس وغريزة مفطور عليها .. يطير في أول موقف مثل (الطيرالأسود) واللي على كبر حجمه وجناحينه لا يسر حتى نفسه فكيف بمن هم حواليه!!
|
هناك من يتصنع الكرم أو هناك من يتصنع المثالية، وهناك من يلبس لباس رجل الفزعة، وآخرون يتظاهرون بالرحمة والقلوب الإنسانية الخ.
|
لكن هناك أيضاً أصحاب القيم الرفيعة والرجولة الحقة والشهامة والأصالة، أولئك الحاملون لقيم هذا الوطن المعطاء، والرموز لا يحجبها غربال عن نور الشمس حتى لو كنا في زمان اختلط فيه الغث بالسمين وفي الخيل أيضاً هناك دائماً الحصان (الطيب) وهذا الحصان لا يمكن إيجاده إذا لم يتم (تأسيسه) على أسس متينة (طيب أصل وذراع) قد تصنع جواداً ويسايرك على صناعتك المؤقتة فيكون له رنة وحنة باسمه وشكله ولكنها لا تتعدى جهاز الانطلاق عندما يردد المذيع اسمه أما (صامل الهدة) فهو الذي يصنع المجد والنوماس لك أنت يا راعيه ومراجله لا تتوقف عند حد قول الشاعر (يوم أو يومين) بل تتعدى إلى بطولات وإنجازات أو ما لم تصادفه صواديف (خلك دايم قريب من المنصة)! والحديث عن المراجل وخصالها يذكرني بقول قاله والدي - أدام الله عزه ومتعة بالصحة والعافية - والذي نهلت من نبعه القليل القليل من بعض علوم المراجل والطيب، حيث قال: إن المراجل لا يمكن أن تؤثر عليها الأحداث العابرة من خلال علاقتك مع من تعتقد أنهم رجال قول وفعل وهذا القول فيه من الصحة الشيء الكثير فالرجال معادن وحتى لو شاب المعادن النفيسة أي شائبة فهي تظل أصيلة ونفيسة وقادرة على العطاء وإثبات أصالتها في المواقف المختلفة كذلك يقول أبو عايض إن لفظة (الكريم) أصبحت تُطلق على كل من هب ودب، في حين أن الكريم الذي يذكرنا بالكرم السابق الأصيل هو ذلك العفيف الذي يبادر إلى إكرام ضيفه حتى لو لم يكن يملك قيمة (الذبيحة) والكرم من يسر والكرم من عسر مسألة يحددها (جلد الذات)!!
|
بالأمس القريب وفي أحد المجالس دار هذا الحوار
|
- تصدقون إن موضة الكرم أصبحت حسب المكانة والمناسبة ويازينها إن كانت live!!
|
أو في مناسبة كبيرة فيا أنت بتسمع العطايا الكبار
|
- رد الثاني: فلان يعطي (البل بعصاها)
|
- فرد آخر أيش نوع العصا يا صاحبي محلية أومستوردة!!
|
- آخر تدخل قائلاً: سمعتوا عن فلان أعطى ذلك الشاعر (برج) - يقصد برج عمارة - فرد عليه أحد سامعيه:
|
- تعال وأعطيك برج أكبر من برجه وفيه 500 حمامة من أفضل أنواع الحمام الزاجل والقلاب !.
|
من ذلك الذي جرى. خرجت وفي رأسي أفكار وأفكار عن التصنع والمتصنعين أو نظرة والدي في الكرم وكذلك بعض مظاهر الكرم في هذا العصر ما بين اللي يعطي البل بعصاها وجارنا راعي الأبراج.
|
ووجدتني أردد بين نفسي قول الشاعر سلطان الهاجري:
|
صدق من يقول إن المراجل صروح جبال |
وعشاقها تطلع قممها بلا سلم |
إذا إن الصعود أسهل كثيرٍ من المنزال |
طريق الحدور أظلم من الليل لا ظلم |
|