نواصل الحديث في هذه الحلقة عن الغذاء المعالج بالإشعاع وطريقة عمله وطبيعته، وكل ما يتعلق بهذه التقنية الغذائية من أمور ذات صلة بالموضوع مثل: المخاطر والأهداف التي ستتحقق من معالجة الأغذية بالإشعاع على الصعيدين الصحي والغذائي للإنسان.
يعرف الغذاء المعالج بالإشعاع بأنه ذلك الغذاء الذي يتم تعريضه لأحد مصادر التشعيع مما يؤدي إلى امتصاص الغذاء لجرعة محددة وفعالة لهدف حفظ الأغذية وتقليل الفاقد وإطالة فترة صلاحية الغذاء بالقضاء على مسببات الفساد والتلف.
تجدر الإشارة إلى أن الأغذية المشععة لا تعد مصدراً للإشعاع، أي ليست نشطة إشعاعياً، ومن ثم فلا خطر على صحة الإنسان من الغذاء المشعع، بل العكس تماماً إذ يمكن الاستفادة من هذه التقنية المشعة في الحصول على أغذية عالية الجودة وخالية من الميكروبات والفطريات الضارة بصحة الإنسان، هذا عدا احتفاظ الغذاء بطازجيته وقيمته الغذائية والصحية ويتم الحصول على الإشعاع المؤين من بعض العناصر الإشعاعية مثل السيزيوم 137 أو الكوبالت 60، كما يمكن الحصول عليها أيضاً من بعض الأجهزة التي يمكنها أن تطلق إشعاعات بيتاً أو الأشعة السينية ويمكن الهدف من استخدام هذه الأشعة في معالجة الأغذية الطازجة وذلك بمنع التبرعم وتأخير النضج ونمو الإعفاف والقضاء على الحشرات والديدان والطفيليات التي تلازم الأغذية وتنمو فيها.
نبيل بن أمين ملا
مدير عام الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس