السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف.. قد نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا اليوم عبدالله الشيخي مدير تحرير مجلة (النادي) فماذا قال..
* تنقَّل عبد الله الشيخي في عديد من الصحف المحلية بدءاً بعكاظ ثم البلاد وعالم الرياضة ومجلة (النادي) فالوطن والرياضية وأخيراً عاد لمجلة (النادي)... ما سر كثرة تنقلاتك؟ وبماذا خرجت من تعدد محطاتك الصحافية؟
- كانت البداية في جريدة (عكاظ)، والبداية تعود إلى أيام الصف الأول الثانوي أي ما قبل (19) عاماً.
تسألني عن السر في هذه التنقلات، وأقول لك: ليس هناك سر، وكل ما في الأمر أنني طبّقت الاحتراف الصحفي، قبل أن يطبّق الاحتراف في ملاعبنا. وأسألك الآن هل لديك عرض لي يفوق الذي أتقاضاه حالياً في موقعي كرئيس لتحرير مجلة (النادي)، لكن لن أقبل بأقل من رئيس تحرير..
في كل المحطات التي ذكرتها كنت أغادر، وأنا مطلوب، بمعنى أنني أقدِّم استقالتي، ولم أقل في أي محطة من هذه المحطات، حتى (عالم الرياضة) التي عملت بها مدير تحرير لمدة ثلاث سنوات، فوجئ فيها زملائي في الجريدة صبيحة أحد الأيام قبل أن أفاجأ بخطاب يتضمن إقالتي، ويومها شعرت بأنني كبير جداً - والحمد لله -، وأحسست بفرح وزهو وأنا أقرأ ذلك الخطاب، حيث زاد اعتزازي بنفسي، وقد تأثرت كثيراً من زملائي الذين ذرفوا الدموع أمامي في مكتبي وهم يودعونني، وكنت أنا الذي أواسيهم.
أما صحيفة الوطن، فإن لها حكاية أخرى، فقد عدت إلى أبها قادماً من جدة، ووصلت مكتبي، وأذكر أن ذلك اليوم كان يوم (سبت)، واتصلت ب(أمي) في جدة ولم أستطع أن أكمل الاتصال، لأنها كانت تبكي، فقدّمت استقالتي بعد أن وضعت سماعة الهاتف، وتستطيع القول إن أمي هي من كتب استقالتي من الوطن. والحقيقة أنني خرجت من كل هذه المحطات بمكاسب عديدة، منها ما هو متعلّق بالصحافة، ومنها ما يتعلّق بالعلاقات الشخصية، وقد زاملت الكثير من الإعلاميين الذين اعتز كثيراً بزمالتهم.
* يتهمك أحد الزملاء ب(المزاجية) - وربما هي سر تألقك - عندما كان يعمل معك في إحدى محطاتك الصحافية... فيقول: (بعض الأحيان يغيب بالأيام، وأحيان يكون في قمة انتعاشه فيبدع ويتوهج ثم لا يلبث أن ينكفئ ويختفي، حتى نحار في فهمه) ما تعليقك بصراحة؟
- أنا لم أصل إلى هذه الدرجة، وأتمنى ألا أصل إليها، بل على العكس تماماً فأنا إنسان جاد في عملي، والمزاجية التي يرويها لك هذا الزميل الذي لم يكشف عن اسمه ليست موجودة في قاموسي، والدليل أنني لا أعرف الإجازات، ولا أتغيّب عن عملي إلاّ عندما أكون مسافراً خارج الوطن، ووجودي في مكتبي يزيد عن عشر ساعات يومياً، وأتمنى أن تكون قد فهمتني.
* يجمع الكثير من الزملاء على أن الشيخي واجه حرباً خفية في (الرياضية).. توارى بسببها المبدع عبد الله إلى حد طيرانه إلى عشه السابق (النادي)... نحن نبحث عن الحقيقة أولاً ثم نترك لك التفاصيل الدقيقة؟
- يا أخي من هم هؤلاء الزملاء، ومن يكون هذا الجمع؟ الأمر ليس كذلك، أبداً، أنا كنت أعمل في مكتب الرياضية بجدة بمسمى نائب مسؤول تحرير، وأخي الأكبر وزميلي خالد قاضي كان هو مسؤول التحرير في المكتب. هي لم تصل إلى (حرب خفية) كما يقول السؤال، لكن ممكن أن أطلق عليها، (منغصات) لا أكثر، ولا أقل، ونحن الصحفيين الذين مررنا بتجارب عديدة نتفهّم هذه الأمور.
وأنا هنا ومن خلال هذه الصفحة أقدّم خالص الشكر والتقدير وعظيم الامتنان لرئيس تحرير الرياضية الأستاذ سعد المهدي على موقفه الرائع معي، ودعمه الكبير لي، وهذا موقف لن أنساه أبداً لأبي نواف، وهو غير مستغرب من إعلامي كبير بحجم سعد المهدي.
* ينفي الزميل عثمان أبو بكر مالي وجود الصحافة الأهلاوية على الرغم من إدارتك والزميل جبر العتيبي للقسمين الرياضيين في النادي والبلاد، ووجود الزميل عوض رقعان في الندوة ما رأيك؟
- تعبنا، ونحن نقول نريد صحافة وطنية، وهم يعيدوننا إلى صحافة الأندية. أنا أعتقد أن هذا ليس عيباً في الأهلاويين، بقدر ما يحسب لهم، فإذا كان الأمر كما يقول الزميل عثمان أبوبكر مالي، فهذه شهادة نجاح للصحافيين الذين ينتمون للأهلي ويتولون مراكز قيادية في الصحافة الرياضية، بمعنى أنهم يقدمون الأهم على المهم، وهو الانتماء للوطن، قبل الانتماء للنادي.
* هل تتفق مع من يقول: إن الصحافة أو الأقلام الأهلاوية تنقسم إلى قسمين: إما مع الرمز الكبير خالد بن عبد الله أو مع الرمز الكبير الآخر محمد العبد الله؟
- وهل تعتقد أن محمد العبد الله وخالد بن عبد الله ليسا مع الأهلي؟ إذن أين المشكلة؟.. إن مشكلتنا هي (وكالة يقولون)، الأمير محمد العبد الله سيبقى رمزاً أهلاوياً كبيراً، والأمير خالد بن عبد الله سيبقى هو الآخر رمزاً أهلاويا كبيراً. إذا سلّمنا بما يقوله السؤال، فاللقاء بالتأكيد لن يكون في شارع الصحافة، بل سيكون في شارع التحلية، حيث مقر النادي الأهلي، سواء كانت الأقلام كما يقولون مع محمد، أم مع خالد، فالملتقى في النادي الأهلي.
* كثير من الصحافيين يصنفون الصحافة أو الأقلام الاتحادية إلى صنفين، الأول: تابع لرئيس النادي يدور في فلكه ولا يخرج عنه، والثاني: تابع للاتحاد لا يكتب عن سواه.. هل توافقهم في الرأي؟ ولماذا؟
- لا، لا أوافق، لأن الواضح أن الغالبية مع رئيس النادي، والواضح أكثر أن مسمى (النادي الشعبي) الذي كان يطلق على الاتحاد قد ولّى في عهد الإدارة الحالية، هكذا هي قراءتي لأحوال الاتحاد في السنوات الأخيرة، لكن هذا لا يلغي دور بعض الأقلام التي تحاول أن تكون مع الاتحاد، ولكنها تضيع وسط الزحام، وكما يقول المثل: (الكثرة تغلب الشجاعة).
* يقول الزميل خالد الحسين عن الزميل منصور البدر: (عليه الاختيار بين التلفزيون أو الصحافة حتى لا يفقد تركيزه).. ما تعليقك؟
- ربما يكون الزميل منصور البدر هو الوحيد من زملاء الصحافة الذي نجح في الاثنين الصحافة والتلفزيون، فهو صاحب رأي ومبدأ. وبالمناسبة ليس منصور فقط، فهناك زميل آخر كانت له تجربة جيدة في الصحافة رغم أنه لم يستمر طويلاً، ولكنه يعتبر من المحاورين الجيدين في القناة الرياضية وهو الزميل خالد النفناف، وكذلك الزميل عبد الله العضيبي، ولا أنسى الزميل وليد الفراج، والزميل صالح الحمادي، وغيرهم من زملاء الصحافة الذين سجّلوا حضوراً جميلاً في الشاشة.
* يُعاب على النادي الأهلي تفريطه بمجموعة من نجومه ولاعبيه الشباب أمثال: شلية، المشعل، المحمدي، علي آل ضاوي وحسن الشهري.. ثم بحثه عن لاعبين في نصف مستواهم، لماذا يحدث هذا في الأهلي؟
- والدليل فوز الفريق بكأس الأمير فيصل هذا الموسم، وحتى أصحح بعض معلوماتك، فاللاعب محمد شليه اعتزل، والمشعل أعير للنصر، وبالنسبة للمحمدي فالفرصة أمامه كبيرة للعودة أساسياً في الفريق الأهلاوي بعد انتهاء إعارته للفيصلي، أما علي آل ضاوي، فاسألوا الإدارة عنه، ويبقى حسن الشهري، الوحيد الذي استغرب كثيراً التفريط فيه، ولا أعلم حتى الآن لماذا نسّقوه؟ وعموماً ففريق الأهلي، والفرق الكبيرة الأخرى لا تتأثر بغياب لاعب، أو لاعبين، أو ثلاثة، أو فريق كامل، لأنها قادرة على إيجاد جيل جديد، وهذا ما يحدث في الأهلي حالياً، الذي يسير بخطى ثابتة مع شبابه الذين مُنحوا الفرصة فأكّدوا أحقيتهم بالدفاع عن ألوان فريقهم وأوصلوه إلى مربع كأس ولي العهد ودوري أبطال العرب.
* يتهمك البعض بأنك (تنظِّر) أكثر مما تعمل، وهذا سر تخلّي الزملاء عنك في القسم الرياضي ب(الوطن) ما ردك؟
- خلصنا من المزاجية، وجئنا (للتنظير).. سأكون واضحاً معك، فهؤلاء أصحاب هذا الرأي ممن استعنت بهم في الوطن، وكنت أعتقد أنهم يفهمون الصحافة كما أفهمها، اكتشفت أنهم لا يفهمون شيئاً. أنا لو كنت من أصحاب التنظير كما يدّعي هؤلاء (البعض)، لما توليت كل هذه المسؤوليات منذ خمسة عشر عاماً، أعرف أن (الأنا) ستتعبهم كثيراً لأنها لغتهم، وسأستعيرها منهم في هذه الزاوية لأرد على هذا السؤال وأقول: (أنا) رأستهم، و(أنا) أصغر منهم.. هل هذا يكفي..؟!
* بخروجك من (البلاد) سلّمت الراية للزميل جبر العتيبي، هل في ذلك إصرار على المحافظة على أهلاوية رياضة (البلاد)؟
- الذي لا تعرفه أنت، ولم أكن أعرفه أنا، أن البلاد (أهلاوية) قبل أن نُخلق.. ثم هل هناك من هو أكفأ وأقدر من الزميل جبر العتيبي، ولو كان (أبو فرح) غير جدير بمنصبه كمدير لتحرير الشؤون الرياضية لما استمر طوال 8 سنوات وحتى الآن.
* ماذا تقول لهؤلاء:
- علي الشريف:
بدأنا سوياً وفرقتنا الصحافة.. أتمنى له التوفيق.
- جبر العتيبي:
أخي الذي لم تلده أمي.
- صالح ناصر الحمادي:
رجل أحترمه كثيراً.
- د. عثمان عبده هاشم:
زميل عزيز.
- عادل عصام الدين:
قضينا أجمل الأيام في صحيفة عالم الرياضة.. سيبقى بالنسبة لي الأخ والصديق والأستاذ.
- جمال عارف:
-طيِّب جداً.. وعيبه الوحيد أنه يقيّم الناس من خلال رؤيته الاتحادية.
ء كلمة أخيرة:
- شكراً لكم.