الجميع يتمنى كشف خيوط جريمة اغتيال الفرنسيين الأربعة البشعة التي وقعت في بواط قرب المدينة المنورة. ولن يتم كشف خيوطها إلا بالقبض على كل المتورطين فيها وتقديمهم للعدالة بأسرع ما يمكن.
ولا شك أن هذا يتطلب جهداً كبيراً وكفاءةً عاليةً من قبل رجال الأمن.
والحقيقة أن قوات الأمن السعودية وكعادتها استطاعت وبوقت قياسي أن تقبض على عدد من المشتبه بهم في الجريمة. وبانتظار القبض على الهاربين المحمدي والبلوي، فإن للمواطنين دوراً قد يكون حيوياً وحاسماً للمساهمة في إسدال الستار على الجريمة بعد كشف جميع ملابساتها، وهذا يتطلب يقظة أمنية من قبل المواطنين والمقيمين على حد سواء.
إن الهدف من نشر صور المطاردين أمنياً كما هو معروف هو كشفهم أمام العامة للتعرف عليهم وإبلاغ السلطات عنهم، بغض النظر عن المكافأة المالية المعروضة، لأن الواجب الوطني يحتم أن يكون المواطن رجل أمن بذاته. فاستمرار بقاء هؤلاء خارج قبضة السلطة يعرض المجتمع كله للخطر، فالإرهابيون لا يفرقون بين مواطن ومقيم، ولا بين دين وآخر عند قيامهم بعملياتهم الإجرامية فضلاً عن أن المقيمين سواء كانوا من المسلمين أو غيرهم هم أمانة ويجب الحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم وأعراضهم.
الجريمة كانت كبيرة، وخاصة أن سلاح الإرهابيين قد طال مدنيين عزل لم يرتكبوا جرماً ولا ذنباً سوى أنهم كانوا في طريق الإرهابيين القتلة.
وكل فرد ذي ضمير حي يشعر أنه موتور من هذه الجريمة، وينتظر أن تتحقق العدالة بالقبض عليهم ومحاكمتهم. وليس هذا حصراً بأسرة المغدور بهم وإن كان لا شك في أن مصابهم عظيم جداً.
وإضافة إلى المسائل الأمنية فإن للمواطنين دوراً كبيراً في نشر ثقافة التسامح ونبذ ثقافة التعصب والعنف وذلك من خلال دور كل مواطن في المؤسسة التي يعمل بها، سواء كانت مؤسسة تعليمية أو إعلامية أو غيرها من مؤسسات المجتمع.
فالإرهاب قبل أن يكون مشكلة أمنية هو مشكلة ثقافية بالأساس، أما العنف فإنما هو ترجمة لهذه الثقافة.
فقاتلو الفرنسيين وغيرهم من المجرمين كانوا نتاج فكر مريض تغذوا عليه، حتى وصلوا إلى قناعات سقيمة بجواز قتل الأبرياء.
المواطن الفاعل والإيجابي هو الذي يكون على مستوى الأحداث التي يمر بها مجتمعه، وأقل ما يمكن فعله هو إدانة الإرهاب بكل أشكاله وعدم تبريره تحت أي ظرف كان.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244