Al Jazirah NewsPaper Friday  09/03/2007 G Issue 12580
الريـاضيـة
الجمعة 19 صفر 1428   العدد  12580
(الجزيرة ) تكشف جانباً من حياة قائد أهلي جدة ومنتخب الغربية بالثمانينيات «حسن مجلجل»
قاد «أهلي جدة» للفوز بأول كأس

حسن مجلجل اسم تجلَّى في حقبه الثمانينات الهجرية وتألق مع فريق أهلي جدة ضمن الرعيل الأول ومنهم الوصلة وياسين صالح والراجخان وغازي ناصر، وعبد العزيز خليل وغيرهم ، حيث كان من الأسماء اللامعة التي حققت للفريق الأخضر أول إنجازاته الذهبية في تلك الحقبة.

اشتهر بطوله الفارع وبنيته الجسمانية فضلاً عن قدراته الفنية في خط الدفاع كواحد من أبرز مدافعي الثمانينات، وتبعاً لذلك رشح قائداً للفريق الأهلاوي ومنتخب المنطقة الغربية وذلك تقديراً لنجوميته الأخلاقية والفنية.

نال خلال مشواره الرياضي الذي امتد لأكثر من 12 عاماً العديد من الألقاب الشخصية وأبرزها لقب الصخرة، والبعبع والسد العالي .. واختتم مشواره الكروي عام 1390هـ.

(الجزيرة) تكشف اليوم جانباً من حياته الرياضية نتناولها عبر الأسطر التالية:

البداية بحارة البحر

بدأت علاقته بكرة القدم في حارة البحر يوم كان فريقها على مستوى الحواري يسمى ب(الحرمين) أشهر فرق المنطقة في منتصف السبعينات الهجرية من القرن الفائت، وقد ضم نجوماً بارزين أمثال عمر راجخان وعبد الرزاق بكر وغازي ناصر وعبد العزيز خليل والوصلة، ومن فريق الحي انضم لفريق الأولمبي بجدة عام 1377ه وكان عمره آنذاك 14 عاماً وكان الأولمبي الذي ترأسه عبد الرحمن سرور يضم مجموعة كبيرة من الجالية السودانية، حيث مثّله موسمين ثم تحوّل لفريق الاتحاد وتمرن معه عشرة أشهر لكنه لم يجد الاهتمام فتحول للشاطئ (قبل حله)، ثم عرض عليه الوحداويون الانضمام لناديهم عن طريق الراحل كامل أزهر والشيخ عبد الله عريف (رحمهما الله) بيد أن والده رفض فكرة مغادرته إلى مكة المكرمة وفضّل بقاءه بجدة لصغر سنه رغم أن الوحداويين عرضوا عليه مبلغ من المال (...) إلا أن موقف والده وتمسكه برأيه أفقده فرصة الالتحاق مع الفرسان ليستقر أخيراً مع أهلي جدة.

شمس نقله للأهلي

وجاء انضمامه لأهلي جدة عام 1380هـ عن طريق رئيس النادي ورمزه عمر محمود شمس فهذا الرجل هو من أقنع والده بأن ينضم للأهلي بحكم الرابط العائلي، حيث سجّل بالاهلي وهو ابن 18 عاماً وعقب انضمامه أشرف على تدريبه المدرب أحمد اليافعي الذي اكتشف موهبته وقدرته الدفاعية البارعة فنجح في تمثيله رسمياً بعد 3 أشهر من تسجيله بالكشوف مع الأخضر.

وفي موسم عام 1381هـ تألق المجلجل مع الكتيبة الأهلاوية التي ضمت نجوماً كباراً وأسماء لامعة أمثال الحارس الراحل ياسين صالح والوصلة وكلجة وعبد العزيز خليل وأبو غنم وبكر عبد الشكور وهؤلاء النجوم نجحوا في قيادة أهلي جدة للحصول على أول لقب عندما انتزع الفريق الأهلاوي بطولة كأس الملك لموسم عام 1381هـ بعد فوزه على أهلي الرياض بهدف سجّله كلجة وكان من نجوم تلك المباراة مدافعه العملاق حسن المجلجل الذي تألق بصورة أكثر روعة وجمالاً.

وجاء بروزه القوي والأداء المتميز في ذلك الموسم الذي حصل فيه الأهلي على أول لقب ليعض الاتحاديون أصابع الندم عندما فرّطوا بهذه الموهبة ولا سيما أن العل حمزة فتيحي وعبد الرزاق مقبولي غضوا كثيراً عندما علموا أن الاتحاد فرّط بنجم النجوم المدافع العملاق حسن مجلجل.

مقومات النجاح

مثَّل المجلجل أهلي جدة في خط الدفاع وبالتحديد (قلب الدفاع) كان يمتاز بالطول الفارع والبنية الجسمانية الجيدة فضلاً عن قدراته البارعة في خط الدفاع، اشتهر بسرعة الانقضاض والرقابة اللصيقة للمهاجمين وكذا إجادته لضربات الرأس بكل مهارة وفن.

يقول المجلجل ل(الجزيرة) إنه يعتز كثيراً بالمدربين أحمد اليافعي وعبد الله عبد الماجد فهما ساهما في اكتشاف موهبته ودعما قدراته الدفاعية ولا سيما السوداني (عبد الماجد) الذي درب أندية الغربية الاتحاد والوحدة وأخيراً الأهلي.

أفضل لاعب بدورة جنيفوا

كان ضمن الرعيل الأول الذين اختيروا لتمثيل منتخب المملكة في الدورة العربية بالدار البيضاء عام 1381هـ وكانت أول مواجهة جمعت الأخضر بشقيقه المنتخب الكويتي في هذه الدورة وانتهت هذه المباراة بفوز المنتخب السعودي بهدف سجله العدني (صالح) من كرة مررها المجلجل (الذي كان يلعب في خط المقدِّمة قبل استقراره في خط الدفاع.. ثم اختير لتمثيل الأخضر في بطولة الصداقة في جنيفوا بإندونسيا وشاركت فيها منتخبات عالمية في أوائل الثمانينيات الهجرية وقد حصل على لقب أفضل لاعب بهذه الدورة.

أما محلياً فقد مثَّل منتخب المنطقة الغربية في دورة كأس المصيف بالطائف لمنتخبات المناطق في الثمانينات وكان كابتن الغربية.

رائد الرياضة

كان يعد في حقبة الثمانينات الهجرية من أبرز وألمع المدافعين بالمنطقة الغربية حتى إن أبو عبد الله الصائغ رائد الرياضة بالمنطقة الوسطى (رحمه الله) استعان بخدماته ودياً للعب مع أهلي الرياض ضد منتخب قطر عام 85- 1386هـ وفاز أهلي الرياض 4-2 وتبعاً لذلك النجاح المتميز نال المجلجل العديد من الألقاب فقد أطلق عليه لقب البعبع والسد العالي والصخرة.

وعن دور رائد الرياضة الأمير عبد الله الفيصل يقول: كان حفظه الله يشكِّل أكبر حافز يجعلنا نقدّم أجمل ما لدينا في الملعب، حيث كان يجمعنا قبل أي مباراة خاصة المباريات الحاسمة ويقول لنا بالحرف الواحد (يا أهلي أنتم أهلي.. ما تدافعوا عن أهلكم تكفون يا أهلي) وكانت هذه الكلمات الكبيرة بحجم الشعور الكبير بالمسؤولية تجعلنا ننزل لأرض الملعب ونحن متحمسون نحو تحقيق الفوز وكانت هذه الكلمات من الرمز الأهلاوي أكبر حافز لنا لتحقيق الانتصارات والبطولات الذهبية ولا أنسى مواقفه المتعددة معي شخصياً مما كان له الأثر الكبير في مسيرتي الرياضية.

توديع الملاعب

استمر هذا المدافع الكبير في ميدان الكرة حتى عام 1390هـ، حيث توقف عن الركض وودع الميدان بعد سنوات طويلة قضاها في خدمة ناديه كانت حافل بالإنجازات المتعدّدة والألقاب المطرّزة التي نالها خلال هذه المسيرة الجميلة التي امتدت لأكثر من 12 عاماً.

وبعد اعتزاله الكرة اتجه لميدان التدريب، حيث أصدر رائد الرياضة عام 1388هـ قراراً بإنشاء أول مدرسة براعم بالمملكة وقد كلّفه رسمياً بالإشراف على هذه الفئة نظراً لكونه كان يعمل مدرساً للتربية البدنية إلى جانب تمثيله الفريق كنجم بارز ولاعب كان يملك كل مقومات النجاح، ومن أبرز الأسماء التي دربها وقدّمها للملاعب وحيد جوهر وغازي صدقة ودرويش سعيد وغيرهم من الأسماء المعروفة التي قدّمت فيما بعد الكثير من العطاء بالساحة الرياضية.

عاصر أبرز جيلين

عاصر القائد الأهلاوي السابق حسن مجلجل أبرز جيلين مثّلا الأهلي في جدة، حيث عاصر الرعيل الأول الذي جلبوا أول الإنجازات الأهلاوية وهم جيل ياسين صالح وأبو غنم وبكر عبد الشكور وعبد العزيز خليل والوصلة وكلجة ثم جيل عمر راجخان وعلي حمزة وعبد الرزاق أبو داود والكبش وعبد الله يحيى وأحمد عيد وغيرهم.

نهائي كأس 89

وعن أفضل مباراة مثَّل فيها أهلي جدة يقول كثيرة وأذكر منها لقاءنا أمام فريق الشباب عام 1389هـ في نهائي كأس الملك في ملعب الصائغ، حيث كان الأجمل في حياتي الرياضية، حيث نجحنا في الخروج فائزين بهدف سجَّله الكبش في شوطها الإضافي بعد ماراثون طويل، حيث كان الجو حاراً وفريق الشباب أفضل منا ولكن حسمنا اللقب بخبرة كبيرة ولا أنسى بطولة كأس ولي العهد أمام الاتفاق عام 1385هـ كنت سعيداً بهذا اللقب لأنه جاء أمام فريق كان قوياً.

مدرسة الفلاح

عندما عيّن المجلجل مدرساً للتربية الرياضية في مدرسة الفلاح الثانوية (أشهر المدارس بالمنطقة الغربية من الناحية الرياضية) كان من تلاميذه المشهورين والمعروفين أمثال عبد العزيز عبد العال رئيس النادي الأهلي سابقاً، والأستاذ طارق ريري ونجم الاتحاد محمد كعدور (النجدة) ود. عدنان جمجوم رحمه الله، وعضو شرف نادي الاتحاد المعروف خالد بن محفوظ ومحمد عيد وطارق عيد وغيرهم من الأسماء الذين أشرف على تعليمهم في هذه المادة.

نجوم الثمانينات

ويبقى هذا المدافع الكبير بأخلاقه قبل فنه واحداً من أبرز المدافعين الذين تجلوا في حقبة الثمانينات التي قدمت لنا مدافعين بارزين أمثال حسن مجلجل وعلي حمزة وعبد الرزاق أبو داود وعلي عسيري وأبن سيف ونادر العيد وصالح أمان وناصر الجوهر وغيرهم.

هذا الجيل أو الرعيل الذين كانوا على درجة عالية من الحرفنة واللياقة البدنية والعضلية جيل كان شعاره التنافس الشريف واحترام الخصم، وبالتأكيد (المجلجل) سيظل اسماً محفوراً في الذاكرة الرياضية كنجم نجح في الجمع ما بين المستوى الفني والخلق الرفيع.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد