لا أستطيع إلا أن استجيب بكل تقدير لطلب الصحفي المتألق العزيز خالد الدوس.. فهو الذي يغوص في أعماق تاريخنا الرياضي ويسير في دهاليزه ويستجلي مكنوناته وإبداعاته ويحلل إرهاصاته.. ويعيد إلى الأضواء عمالقته.
الزميل خالد - وهو محق - يرى أن العلاقة بين الصحة والرياضة.. لم تحظ بأدنى اهتمام صحافي، حيث لم تطرح للتناول والبحث والاستجلاء رغم أهميتها...
وللصحة أهمية كبيرة في التكوين الرياضي والبدني لممارس الرياضة.. بل ليس من الغلو القول إن التطور الرياضي يعكس تطوراً صحياً.. إذ لا يمكن تحقيق مستوى رياضي متقدّم في ظل وضع صحي متراجع.. وعندما نتحدث عن الصحة على وجه العموم هنا فإننا نقصد المفاهيم الصحية التي أقرتها منظمة الصحة العالمية WHO فلقد عرفت المنظمة الصحة بأنها ليست فقط الخلو من المرض، بل هي حالة من السلامة الصحية البدنية والنفسية.
والرياضة.. من أهم مداخل الوصول إلى السلامة الصحية والبدنية..
بل يذهب الأطباء إلى التأكيد على أن ممارسة أي لون من ألوان الرياضة إنما يعد ضرورة للحفاظ على السلامة الصحية.
وهناك أبحاث عديدة آخرها ما نشرته جامعة فلادلفيا الأمريكية.. حول دور الرياضة في ارتفاع متوسط مأمول الحياة في الولايات المتحدة والذي بلغ (82) عاماً.
* وما أود التأكيد عليه هنا هو أهمية التزام اللاعب بمبادئ الصحة.. وذلك ما ينعكس طردياً على مستواه الرياضي ويؤدي إلى تحسن أدائه ولياقته التي تمكّنه تبعاً من بلوغ مدارج الإبداع وتطبيق فنيات الممارسة.
ذلك أن اللاعب مهما كان ماهراً فإن اعتلاله الصحي لا يمكّنه من إبراز مهاراته.. أو لا يعينه على اكتساب المهارات.
إن على اللاعبين التزام مبادئ الصحة.. وذلك يشمل الغذاء وأنواعه.. ونمط التغذية بصفة عامة.. ويشمل تجنب التدخين بأنواعه.. والتزام نظام نوم وراحة صحي..
باختصار على اللاعبين العيش عيشة صحية فذلك يقود إلى المزيد من الإبداع والمزيد من النجاح الرياضي.
* وعطفاً على أهمية الجانب الصحي في التنمية الرياضية.. فإنه يأتي في مقدمة أولويات برامج بناء اللاعب في الدول الأوروبية.. ولذلك تجد اللاعب هناك يتمتع بوعي صحي يتحدث إليك بفهم حول إصابات الملاعب وأنواعها وسبل الوقاية منها.. وأنواع الممارسات التي تؤدي إلى تقوية عضلات الجسم المختلفة.. وتجده نتيجة للوعي الصحي الذي يتمتع به قادراً نفسياً على مواجهة مختلف الأحداث والمواقف.. هذا فضلاً عن البرامج الغذائية التي يدرك خصائصها وفوائدها.. ويسير عليها بمعرفة وقناعة..
إن (الوعي الصحي) هو جزء من المنظومة الاحترافية للاعب في دول الغرب..
وهذا ما يدعونا إلى المطالبة وبقوة بالأخذ بالمناهج العلمية في أنديتنا لبناء اللاعب وتعزيز حضوره الرياضي.
إن الجانب الصحي الذي يحظى بالأولوية في نظم الاحتراف الغربية.. نحن أكثر حاجة له هنا.. فلماذا لا يحظى بالقدر الذي يتناسب مع أهميته في نظام الاحتراف لدينا.
لماذا لا يحظى بأدنى اهتمام من قِبل إدارات الأندية؟!
* كاتب ومؤرّخ رياضي