(سامي بن عبدالله الجابر) ظاهرة كروية تستحق الوقوف عندها كثيراً، فعندما يقوم الهلال بترشيح نفسه لأي استحقاق محلي أو خارجي يعمد إلى سامي، فهو المفتاح الانتخابي الذي من خلاله يحصد الزعيم أصوات تلك الاستحقاقات. فالهلال وسامي والبطولات قصة حب طويلة تعني الكثير من الهمسات واللمسات و(النبضات)! فكل منصف يعلم بأن سامي أوجد لنفسه مكاناً فسيحاً في خارطة التميز الرياضي، فعلى صعيد المنتخب قاد الأسطورة سامي الأخضر إلى أربع مونديالات وشارك بها جميعاً في بادرة غير مسبوقة عربياً وآسيوياً وكذا تسجيله لهدفين في مونديالين يفصل بينهما 12 عاماً في منجز قلّ نظيره على المستوى الدولي، بالإضافة إلى مساهمته الفاعلة في تحقيق كأس أمم آسيا 1996م، ناهيك عن لمساته المميزة في كأسي خليجي 12 وخليجي 15 التي حققهما الأخضر. أما على مستوى نادي الهلال فالتاريخ يشهد بأن أكثر من نصف بطولاته تقريباً شارك سامي في تحقيقها، هذا بخلاف الألقاب الشخصية التي يطول سردها ولكن سأكتفي منها بذكر لقب لاعب الشهر في آسيا حيث حققه الذئب خمس مرات. إن كل محايد يعلم بأن النجم الفاخر سامي استطاع أن يحتل حيزاً واسعاً في العمق الثقافي، فهو متحدث لبق من الدرجة الأولى، مؤدب وذكي جداً مع محاوريه ويجيد التحدث بثلاث لغات أجنبية، ومؤخراً أظهر موهبة جديدة وهي الكتابة الصحفية حيث بدا واضحاً حجم المخزون المعرفي الذي يتكئ عليه، يشهد بذلك أسلوبه الرائع في العرض والتحليل. فالقارئ يستمتع بمقالاته وهو يتلاعب بالأحرف كما يتلاعب بالمدافعين على أطراف المستطيل الأخضر. إن كل متجرد يعلم بأن سامي اتخذ موقعاً رحباً في السمو الأخلاقي، فحسن التعامل هي السمة الأبرز لسامي، وهذه حقيقة أؤكدها من واقع تجارب شخصية ومشاهدات واقعية، فعندما يمتلك اللاعب تميزاً رياضياً وعمقاً ثقافياً وسمواً أخلاقياً تكون النتيجة الطبيعية والمحصلة المنطقية اختياره سفيراً معتمداً للنوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة، وهذا ما استحقه سامي بكل جدارة. في الحقيقة أن الكرة السعودية بحاجة إلى لاعبين يحملون مع تميزهم الكروي نضجاً ثقافياً وأخلاقياً لكي يصبح لدينا أكثر من سامي.
وبعد فما مضى من أسطر وجدت نفسي منساقاً لكتابتها بعد إطلالة سامي المميزة في مباراة الهلال مع الحزم ضمن دور ربع النهائي في مسابقة كأس سمو ولي العهد عندما أثبت بأن الذهب لا يصدأ وعندما ردد المشجع الهلالي: (يسألوني ليه أحبك حب ما حبّه بشر!!).
بالمختصر المفيد
- برنامج (99) الذي تقدمه القناة الرياضية أعاد عموم المشاهدين إلى القناة الذهبية وأعتقد أنه سيعوض الغياب الذي خلفه برنامج (نبض الشباب). تحية من الأعماق لفريق العمل بالبرنامج.
- مع إطلالة مشاركة الهلال في دوري أبطال آسيا يضع المدرج الأزرق يده على قلبه خوفاً من معسكرات باكيتا المفاجئة طويلة المدى!
- من وجهة نظر شخصية إذا ما تأهل الهلال لنهائي كأس سمو ولي العهد فأتمنى أن يلاقي الاتحاد لأنه سيكون أسهل من الاتفاق بطل دوري أبطال الخليج.
- يكفي الهلال إذا ما لاقى الاتحاد في النهائي أنه سيقابل فريقاً لا يعلم مكان رئيسه وقت إقامة المباراة!
- هل بقي من الصفقات فلاشاتها ومن الوعود أوهامها؟!
- (ناموا ولا تستيقظوا ما فاز إلا النوم) عبارة أسوقها لمن يهمه الأمر على خلفية الحركة غير الأخلاقية التي قام بها الحسن كيتا أمام عدسة التلفزيون في مباراة الاتحاد مع الطائي بحائل!
محمد بن سالم السالم