لم يكن مستغرباً أن يكون خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله شخصية عام 2006م حسب الاستطلاع الذي أجرته صحيفة (الشرق) الكويتية وشمل 1500 شخصية رسمية وإعلامية وأدبية. فالملك عبد الله يحمل من الصفات ما يدفع القاصي والداني إلى التعبير عن إعجابه وتقديره واحترامه لهذه الشخصية العروبية الإسلامية الفريدة؛ فهو من ناحيةٍ استطاع في وقت قصير توثيق العلاقات السعودية بدول العالم وتعزيزها استراتيجياً، وهو ما أكدته زياراته نحو بلدان غربية وشرقية مؤثرة في المجتمع الدولي كالولايات المتحدة وفرنسا والصين وباكستان والهند وماليزيا. وقد ترك في نفوس قادتها أثراً طيباً وكبيراً، وأعطى صورة حقيقية للقائد المسلم الصادق الذي يتعامل مع مجمل القضايا بصدق وموثوقية. وهو من ناحية أخرى قائد مصلح يؤلّف بين القلوب المختلفة، ويصلح ذات البين، ولا يدّخر جهداً لوصل المقطوع بين الإخوة، ولا أدلّ على ذلك من الاتفاق التاريخي بين حركتي فتح وحماس الموقّع في مكة المكرمة الذي بموجبه حقنت الدماء على أرض فلسطين الطاهرة. وهو بذلك وبغيره من الجهود المباركة قد هيأ الأجواء لاستضافة قادة الدول العربية لعقد القمة في الرياض نهاية الشهر الجاري ولإنجاحها من أجل صالح الدول العربية وشعوبها. كما أنه صاحب المبادرة التاريخية للسلام التي تبنّتها قمة بيروت عام 2002م، وهي المبادرة التي أكدت أن العرب لا يتوانون عن مدّ يد السلام متى نالوا حقوقهم المشروعة.
الملك عبد الله ملك خير، وعهده عهد كل خير؛ فقد بدأه بعفوين ملكيين، ولا سيما عن الليبيين الذين حاولوا اغتياله حفظه الله. كما بدأ عهده بزيادة في رواتب الموظفين. وفي عهده أيضاً حققت المملكة أكبر ميزانية في تاريخها، وقد استبشر المواطنون خيراً بالمشروعات الاقتصادية العملاقة في مختلف المناطق، وخصوصاً أن الملك عبد الله يملك رؤية استراتيجية تفيد الجيل الحاضر ولا تحرم الأجيال القادمة. كما أنه يملك رؤية إصلاحية تطول كافة المؤسسات، ولطالما أكّد على ضرورة محاربة الفساد والبيروقراطية التي تعطل مصالح الناس، فلا ريب إذن أن أحبَّه الناس واختاروه شخصية العام.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244