غادرتْ بعثة النصر في الأسبوع الماضي إلى الجزائر على متن طائرة خاصة لمواجهة وفاق اسطيف بشعار (نكون أو لا نكون) بحكم أنه لم يعد أمام النصر هذا الموسم سوى العربية ليحقّق حلم جماهيره في الحصول على بطولة هذا الموسم أو حتى تحقيق الوصافة، غادر النصر وهو يحمل هموم عشاقه وآمالهم التي طال انتظارها.
قبل يوم المباراة كان جوال النصر يبعث لنا بالأخبار أولاً بأول من الجزائر والتي تفيد بأن الوضع جيد والتمارين تُقام في وقتها والمعنويات مرتفعة والنجوم عاقدون العزم على تحقيق نتيجة إيجابية.. إلخ.
* جاء يوم المباراة والجميع يترقب وينتظر، هناك من كانت أعصابه حديد وكان شجاعاً وقرَّر متابعة المباراة وهناك من كان شجاعاً لكن أعصابه لا تحتمل المتابعة واختار أن يذهب في رحلة برية يغلق فيها موبايله حتى لا يأتيه من الجزائر ما يزعجه.. تلك كانت أحوال جماهير النصر يوم المباراة.
* بدأت المباراة بشكل جيد من الجانب النصراوي وسط حضور جماهيري غفير نصف ساعة تقريباً هي ربما أجمل ما شاهدته للنصر هذا الموسم برغم الظروف السيئة التي لازمت النصر من غياب أهم عنصرين في الخارطة النصراوية أحمد المبارك، وإبراهيم شراحيلي، وكما أن أرضية الملعب لم يعتد عليها الفريق ولم تكن مناسبة لهم إلا أن النصر قدّم مباراة جيدة خلال نصف الساعة الأول ويا ليته استمر لربما كانت النتيجة إيجابية، كان واضحاً في أداء النصر التوازن في جميع خطوطه مما جعل الكثيرون وأنا منهم يتفاءلون بنتيجة جيدة لم يدم الحال طويلاً وجاء هدف المستضيف لتتبعثر الأوراق ويتغيّر الحال وكأن هذا الهدف بمثابة النهاية بالنسبة لبعض اللاعبين داخل الملعب فمنهم من تلاحظ في أدائه البرود وعدم التركيز فلم أشاهد بعد هذا الهدف سوى أربعة لاعبين فقط تشعر بأنهم يقاتلون من أجل تغيير النتيجة وهم (سعد الحارثي، شريفي، ماما سو، محمد الشهراني)، غير هؤلاء لم أجد أحداً، انتهى الشوط الأول وكان يفترض من الجهاز الإداري والفني إعادة اللاعبين لجو المباراة وشحذ هممهم إلا أن هذا لم يحدث ودخل اللاعبون إلى الشوط الثاني وهم أكثر ارتباكاً وتخوّف من نتيجة هذا الشوط فلم يكن هناك أي محاولات تُذكر عدا ركلة الجزاء التي لم يحتسبها حكم المباراة والتي كانت كفيلة برفع الروح وزيادة الجهد والقتال من أجل المحافظة أو التقدم، لكن سامحك الله يا عبد الفتاح فقد حرمتنا من حقوقنا ويا ليتك تعلم كم عاشقاً ينتظر التأهل وكم مضى من زمن وهم ينتظرون التأهل والمنافسة من أجل تحقيق إنجاز.
* بشكل عام لم يكن النصر سيئاً في تلك المباراة ولو كان كذلك فبماذا نفسر خسارة الاتحاد برباعية والنصر يخسر بهدف يتيم؟ ما زلت أقول إن النصر يملك شباباً ينتظرهم مستقبل جيد، كما أني ما زلت أقول بتسريح بقية فهناك لاعبون يحتاجون إلى خطابات شكر وتقدير فلم يعد لديهم ما يقدّمونه للنصر من أمثال عبد العزيز الجنوبي الذي يستحق فعلاً كل الشكر والتقدير فقد خدم النادي بكل أخلاص وليس ذنبه أنه لم يوفق في الكثير من اللقاءات، نفس الكلام ينطبق على خالد السلامة وكذلك سلطان بخيت هؤلاء لم يعد لديهم ما يفيد النصر ومكانهم في أندية بحجم إمكانياتهم شريطة توفير البديل الجيد الذي يستفيد منه الفريق.
* في الأستوديو التحليلي بعد مباراة وفاق اسطيف ظهر علينا الخوجلي والهريفي في مداخلة، الهريفي اعتدنا على صراخه عبر القنوات، لكن الخوجلي الذي ما زال لاعباً يخدم النادي ويمثّله من أعطاه الحق في الظهور والانتقاد ويا ليته انتقد بطريقة مهذّبة وقال ما يفيد، بل على العكس تماماً ليته صمت فالصمت لمثله حكمة. لاعب يتغيّب عن التمارين أكثر مما يحضر لاعب يفترض أنه قدوة لمن بعده تجد منه تصرفات لا يفعلها لاعب مبتدئ وحتى ينكشف الخوجلي على حقيقته ضعوه في مقارنة بسيطة مع محمد الدعيع الذي يحضر إلى النادي في أوقات الإجازات عندها سيظهر الفرق. ما فعله الخوجلي لا يجب أن يمر مرور الكرام يجب محاسبته وإعلان ذلك لجماهير النصر.
* أحوال النصر غريبة حتى عند جماهيره الذين انقسموا إلى قسمين قسم يرى بقاء الإدارة حتى نهاية الفترة الرئاسية وهي أربع سنوات وقسم آخر ينتظر خبر الاستقالة بفارغ الصبر، وربما هناك قسم حائر لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، من وجهة نظري الاستقرار مطلوب وإعطاء الفرصة أمر جيد كما أني لا أستطيع أن أقول إن فيصل والوليد لم يقدّما شيئاً هذا الموسم وإلا سأكون جاحداً وحاقداً، هناك أشياء جيدة قدمتها إدارة النادي من النواحي الاستثمارية وتجهيز منشأة النادي بشكل يتناسب مع مكانة هذا النادي الكبير كما أنها اهتمت بالفئات السنية وربما من أبرز الأشياء التي نسمعها لأول مرة في أنديتنا هو اعتراف إدارة فيصل والوليد بأنهم قد وقعوا في أخطاء أضرت بفريق كرة القدم بالنادي وحمّلت نفسها مسؤولية تدني النتائج وفي تصوري هذا الاعتراف دليل واضح على مستوى الوعي الإداري لهذه الإدارة، في النهائية ومن جهة نظري بقاء الإدارة ضروري من أجل الاستقرار لا يمكن أن يكون للنصر إدارة كل موسم هذا سيضعف الفريق ولن يفيده في شيء.
* دار نقاش بيني وبين المشرف العام على الفريق الأول طلال الرشيد حول أوضاع الفريق وفي الحقيقة قد ساءني ما سمعت منه يقول المشرف: (يجب أن نعترف بأن الفريق لا يوجد به لاعبون يستطيعون تحقيق نتائج إيجابية)، وأنا أقول طالما أنت تقول هذا فلماذا حضرت وقبلت المهمة؟ لا أشكك في حب طلال الرشيد للنصر وأعرف تمام المعرفة مدى حبه وتمسكه بالنصر، كما أني أعلم أنه قال ما قاله من أجل امتصاص غضب الجماهير التي كانت تحاصره بعد إحدى المباريات، طلال ومن خلال حواره مع بعض الجماهير يرسل معلومات أنا أعتبرها من الكوارث عندما قال للجماهير أنتم تطالبون بالعربية وتطالبون بكأس ولي العهد وتطالبون ببقاء النصر في دوري الأضواء وهذا لا يمكن يجب أن نركّز على الدوري من أجل البقاء، هنا اختلفت الصورة تماماً في السابق كان التركيز على الدوري من أجل دخول المربع والآن التركيز من أجل البقاء، أليس هذا الأمر محزناً لي ولكم ولكل رياضي؟! عندما تتنازل عن طموحاتك فهذا أمر خطير يجب أن يعرف طلال الرشيد وغيره أن النصر ناد كبير باسمه وجماهيره وهو مطالب كل موسم بلقب أو لقبين كأقل تقدير هذا هو الفكر الذي نحتاجه في النادي ويجب أن نزرعه لدى كل منتم لهذا الكيان من الناشئين إلى الفريق الأول، إن تغيّرت طموحاتنا فبماذا نختلف عن الفيصلي والخليج والحزم مع احترامي الشديد لها؟
* ما زلت أقول إن بكاء نجوم النصر بعد كل خسارة دليل واضح على أنهم يبذلون مجهوداً مضاعفاً لكنهم لا يجدون التقدير الذي يستحقونه وبذات من المقرّبين وهذا ما وضعهم في دائرة الإحباط وفقدان الثقة، علاج حال النصر يا طلال في إعادة الثقة لهم فهل تستطيع فعل هذا؟
سلطان الزايدي
zaidi161@hotmail.com