خلا دور الـ 16 من مسابقة كأس ولي العهد من المفاجآت، وجاء تأهل فرق الهلال والأهلي والاتحاد والاتفاق منطقياً ومتوقّعاً، عطفاً على أفضلية هذه الفرق على منافسيها، الشيء الوحيد المفاجئ في ربع النهائي هو الظهور الباهت والمسيء لفريق نجران في مباراته أمام الاتحاد، وأقول المسيء لأنه أساء إلى جميع أندية الدرجة الأولى التي ينافس على صدارتها فإذا كانت هذه حال الفريق الأفضل في تلك الدرجة فكيف هي إذاً حالة بقية الفرق التي تقع دون خط المنافسة؟

الأهداف العشرة التي أودعها الاتحاد في مرمى ضيفه نجران لن ينتهي وقعها بخروج الفريق من مسابقة كأس ولي العهد، بل ستكون حاضرة في كل حضور للفريق، وعندما يسمع أي من المتابعين اسم الفريق فإن أول ما سيتبادر إلى ذهنه هو أنه صاحب الأهداف العشرة في مرماه!! كما أن تأثيرها سيطول الفريق فيما لو تأهل للدوري الممتاز، لأن الانطباع السائد عنه أنه الفريق السهل الذي يخسر بسهولة وبعشرة أهداف دفعة واحدة (هذا مع الاحتفاظ بحق الفريق الاتحادي كفريق خبير قوي... ومتكامل)، بل ربما فقد الفريق هيبته فيما تبقى من جولات دوري الدرجة الأولى وفقد بالتالي الفرصة التاريخية ببلوغ الأضواء والمشاركة بين الأقوياء.

في سنين مضت شاركت فرق أقل حضوراً ومستوى من فريق نجران في مراحل متقدّمة من مسابقة كأس ولي العهد، لكنها لم تسقط بهذا الشكل السيئ، بل إن فريق التعاون وهو أحد فرق الدرجة الأولى شأنه شأن نجران نافس بقوة قبل سبعة عشر عاماً ووصل النهائي وخسر بشرف من النصر بهدفين دون رد في إنجاز ما زال هو الأقوى لفرق أندية الأولى أجمع. كما أن فرقاً مثل الكوكب وضمك والوطني وغيرها شاركت في المسابقة وواجهت فرقاً ممتازة وفي قمة مستواها وسجَّلت حضوراً تاريخياً ما زال في الذاكرة الرياضية، وهو الأمر الذي عجز عنه فريق نجران الذي ظهر كالحمل الوديع لا يقوى على شيء.

الأغرب من ذلك كله هو موقف لاعب فريق نجران وقائده وهدافه الحسن اليامي الذي تغنَّى بالفريق الاتحادي وظل يستعيد ذكرياته معه ويتحدث بكلام لا بد أن له تأثيره السيئ على زملائه، قبل أن يتوّج ذلك كله بالظهور قبيل المباراة بشعار فريق الاتحاد وبالرقم الذي كان يرتديه (أيام زمان).

وهنا أتساءل: لو أن فريقاً غير الاتحاد هو الذي فاز بمثل هذه النتيجة... أو أن لاعباً سابقاً في فريق آخر ظهر مع فريقه الجديد بشعار ناديه القديم.. كيف ستكون ردة الفعل.. بماذا ستوصف النتيجة، وكيف سيكون الحديث عن اللاعب؟ وأي النعوت ستلاحقه وفريقيه... أقول تصوروا ذلك فقط.. وأجيبوا على التساؤل بطريقتكم.

نقل مباريات الثالثة.. كشف الكثير

تابعت عدداً من مباريات المرحلة الأولى من تصفيات الصعود لأندية الدرجة الثالثة، وبالذات المجموعة التي استضافها نادي الباطن في محافظة حفر الباطن، الحقيقة أن الفرق المتنافسة على خطف ورقة التأهل تبلي بلاءً حسناً من ناحيتي الرغبة والحماس، أما من ناحية العطاء الفني داخل الميدان فإنه أقل من المتوسط بكثير، لدرجة أن أياً من المباريات لا يمكن أن تشدك حتى النهاية بالغاً ما بلغت درجة الحماسة لدى اللاعبين، الحقيقة أيضاً أنك تشاهد مباريات هي أقرب إلى مباريات فرق الحواري لكنها منظمة (وعلى قول أحدهم... يطبّق فيها التسلّل).

لقد جاد النقل التفزيوني الذي قدَّمته قناة ال art للمرة الأولى في تاريخ أندية الثالثة على هذه الأندية بالكثير، يكفي مثلاً أنه سلّط عليها الأضواء وكشف احتياجاتها، كما كشف عن الحضور والاهتمام الجماهيري الكبير الذي تحظى به مبارياتها، وحسبي أن الجمهور الكبير الذي حضر في مباريات فريق الباطن بالذات يستحق أن يكون له فريق يمثِّله في دور الثانية على الأقل، إضافة إلى ذلك كشف النقل عن الأداء الأقل من المتوسط لغالبية الحكام المشاركين، وأنهم بحاجة إلى المزيد من التدريب والصقل والاطلاع من أجل أن يتم الاعتماد عليهم مستقبلاً في مباريات أقوى حدةً من هذه التصفيات، وأعتقد أن هذه مسؤولية لجنة الحكام التي لا بد أنها تابعت التصفيات وعرفت من يستحق الاستمرار في الميدان ممن يجب أن يضع الصافرة جانباً.... كل ما أتمناه التوفيق لهذه الأندية وأن يبلغ دوري الثانية من يستحق فعلاً. وأن تحظى بالمزيد من الدعم والاهتمام خاصة من أبناء المناطق التابعة لها حتى تكون قادرة على تحقيق ولو جزءاً بسيطاً من طموحاتهم.

نادي الزلفي... وماذا بعد الاسم الجديد؟

استبدل نادي (مرخ) بالزلفي مسماه المأخوذ من اسم الوادي الشهير الذي يصب في روضة السبلة باسم جديد يحمل اسم المحافظة التي ينتمي إليها النادي بحيث صار اسمه (نادي الزلفي)، وبعد هذا التغيير أصبح محبو النادي في انتظار جديد مفرح عن النادي، بحيث يصبح الاسم الجديد فآل خير عليه وأن يحقق كل الطموحات لا سيما في لعبة كرة القدم التي يتشوّق أبناء الزلفي إلى رؤية أحد نادييهم في دوري أندية الثانية في منافستها، وإن كنت أرى أن الأمر صعب على فريق طويق الذي يحتاج للمزيد من العمل والجهد في هذه اللعبة بالذات، إلا أنه ممكن في فريق (الزلفي)، بشرط الاستمرار بذات الجهد والحماسة اللتين كانت عليهما إدارة النادي في الموسم الأول لها في العمل، وأذكر أنني كتبت هنا أن على الإدارة أن لا تستعجل النتاج وأن تمنح الفريق فسحة من الوقت، وأعتقد أن الفرصة قد حانت من أجل بناء فريق يمكن أن يعوّل عليه في منافسات دوري المكتب للموسم القادم، وليبدأ العمل من الآن لذلك وخصوصاً أن اسم نادي الزلفي سوف يزيد من حجم المسؤولية على إدارة النادي من أجل تقديم فريق وألعاب تليق باسم المحافظة التي صار النادي يحمل اسمها.

مراحل... مراحل

* الحكم عبد الرحمن الجروان أراد أن يكون جريئاً وصارماً فطرد لاعب الفيصلي أمام الأهلي دون أن يرتكب اللاعب أي مخالفة، بل مجرد منافسة على الكرة، الجروان بالذات وفي مباراة للهلال والأهلي قبل عامين تغاضى عن طرد لاعب أهلاوي في نفس الموقع ولخطأ أوضح بكثير واكتفى بإنذاره بالورقة الصفراء.

* إذا لعب دينلسون قالوا إن غالبية الجماهير تطالب بإبعاده وإنه مجرد مقلب شربه الفريق النصراوي، وإذا أصيب قالوا إن إصابته قد أدخلت القلق في الأفئدة النصراوية لكن الفحوصات مطمئنة وسيشارك في المباراة القادمة.

* فوز الاتفاق أكَّد تطور مستواه وعودته القوية منافساً وبطلاً، وأن الفريق الشبابي يحتاج للكثير إن أراد المنافسة على ما بقي له من استحقاقات.

* رغم خسارته من الأهلي إلا أن الفيصلي أكَّد من جديد أنه فريق يستحق كل الاحترام والتقدير.

* لا جديد أن يعود سامي ويسجّل فهذا هو الذيب وهذه عوايده.

* البعض حزن لعودة قلب الفريق أكثر من فوز الفريق في الوقت الصعب.

* ياسر (الآسر) قال إنه لن يبدل الهلال ولو بنجوم السماء، وأردف أنا انتقلت للهلال من أجل أن أنتهي فيه.... منتهى الوفاء من لاعب كبير ومميّز.

* من مصلحة الأندية والمنافسة أن لا يفكر المسؤولون عن الرياضة السعودية في إحضار حكام عرب لإدارة المنافسات المحلية، فقد أثبت الإسبان والطليان وبقية القادمين من أوروبا أنهم الأكثر كفاءة فنية وقدرة أيضاً على إفادة حكامنا متى ما تابعوهم برغبة الاستفادة فعلاً.

* كتب مقالاً طويلاً.. عريضاً من أجل أن يقول إن تميّز الهلال ما هو إلا نتيجة لضعف مستوى الفرق المنافسة وبالذات فريقه المفضّل.

* فاز التعاون أخيراً فهل يواصل أم هي مجرد فورة حماس أعقبت وصول مدربه الجديد كليبر؟

*عشنا وشفنا... فريق يقول إنه يتشرّف بالهزيمة من آخر، ولاعب يقول إنه لا يريد التسجيل في مرمى فريق معيّن.. ويا زمان العجايب وش بقي ما ظهر!!

* خالد القروني في مهمة إنقاذ جديدة... مرة أخرى هل هذا هو دور المدرب الوطني؟

* الهلال والشباب باشرا أمس مهمتهما في دوري أبطال آسيا، وبالمناسبة فإن الفريق الهلال ما زال على رأس أندية القارة برقمه القياسي في عدد مرات الفوز ببطولة أندية القارة (6 مرات).

* لقاء القادسية والنصر سيكون في منتهى الإثارة، لا سيما في ظل تنافس الفريقين على الهروب من منطقة الخطر في سلّم ترتيب الفرق، ولأن لكل خسارة في مثل هذا الوقت تأثيرها السيئ على وضعية الفريق بالتأكيد.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«6529» ثم أرسلها إلى الكود 82244