Al Jazirah NewsPaper Thursday  08/03/2007 G Issue 12579
محليــات
الخميس 18 صفر 1428   العدد  12579
هذرلوجيا
قلب الرياض
سلمان الفليح

* الرياض تكتظ بنا ونكتظ بها، تزدحم بنا ونزدحم بها، تضيق بنا ولكننا لا نضيق بها فهي مهما ازدحمت واكتظت فمكانها القلب لأنها عاصمة القلب والقلب.

هو هذي المملكة الموحدة الرائعة التي تزدهي بها وتمنحنا ائتلاق الفؤاد ولذة المحبة وعشق الأوطان وتعلمنا معنى الوطنية ونعمة الوحدة وضوء الإيمان وقداسة المكان وطهارة الأرض وسر التعلق بثراها الغالي الذي قدم لنا كل هذا الخير الوفير الذي اختصها رب العزة له ووهبه لهذه الأرض باعتبارها مهبط الوحي ومنطلق الرسالة الخالدة.

***

وحينما نتحدث عن اكتظاظ الرياض وازدحامها وامتدادها الأفقي بكل الاتجاهات وزحفها العمراني نحو الاتساع فلأنها غير كل العواصم التي تمتد عمودياً ويقبل السكان فيها السكنى بالشقق التي تزخر بها العمائر السامقة وذلك لأن ما يُسمى (بخصوصية) الإنسان هنا مع أنني لا أؤمن (كثيراً) بهذه الخصوصية مع أنها حقيقة قائمة لا يمكن نكرانها أو تجاهلها تحتم على المواطن أن يكون مستقلاً بسكنه وبمواصفات تتلاءم مع عاداته وتقاليده مثل ضرورة وجود المجلس المنفصل المخصص للرجال واتساع الحوش لزوم الولائم الكبيرة وغير ذلك من تلك المواصفات. كما أن الرياض هي المركز الجاذب للوظيفة والجامعة وإنجاز المعاملات التي تأتي من الإمارات والمحافظات والمراكز الأخرى كما أنها مليئة بالعمالة (الطافحة) و(السائبة) أيضاً كما أنها المجمّع الأساسي لأغلب الوافدين إلى المملكة من سائر الأقطار.

***

كل هذه العوامل جعلت من الرياض مدينة مكتظة ومزدحمة بكل ما تعني الكلمة بل إنها تعاني من الاختناقات المرورية في كل الأوقات رغم اتساع شوارعها وجسورها وأنفاقها ويقطعها من الوسط طريق شاسع سريع (هاي واي) هو طريق الملك فهد الذي قلما تجد مثل اتساعه في العواصم العربية ولكن هذا الطريق رغم ذلك فإنه من الازدحام الشديد يكاد يشّل الحركة في العاصمة ويبدو الوقت ويؤثر على دوام الموظفين وأصحاب المصالح والأعمال والمراجعات للدوائر الرسمية التي تقبع كلها وللأسف الشديد في قلب العاصمة مثل إدارة الجوازات وإدارة الوافدين التابعة لها ومكتب العمل والأحوال المدنية وأرض المعارض والخدمة المدنية وكل وزارات الدولة التي لها علاقة بالمواطن والوافد مباشرة.

***

والحل برأينا المتواضع لهذا الازدحام والاكتظاظ الهائل هو فتح فروع للدوائر التي لها علاقة بالمواطن والوافد وبشكل مباشر بحيث تتوزع في أنحاء مدينة الرياض لتقلل من ضغط المراجعين أولاً ولتخفف من كثافة الازدحام أو على الأقل إيجاد مجمعات حكومية في تلك الأنحاء لكي تُخفف الضغط على قلب المدينة وعلى (قلب المواطن) الذي يقطن الرياض.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7555» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد