Al Jazirah NewsPaper Wednesday  07/03/2007 G Issue 12578
رأي الجزيرة
الاربعاء 17 صفر 1428   العدد  12578
الحرص على التضامن في منطقة مضطربة

ظلت المملكة على الدوام ملتزمة بكونها البيت العربي الكبير الذي يتسع للجميع من الخليج إلى المحيط، وقد جاءت كلمات خادم الحرمين الشريفين أول أمس لتؤكد على هذا الواقع مجدداً، وهي تأكيدات لها مغزاها في ظل الاضطراب الذي يعصف بالمنطقة، حيث يدفع بسلبيات عدة من بينها الفتنة الطائفية التي بدأت تطل برأسها، فضلاً عن مظاهر الفرقة والانقسام التي تغذيها الصراعات المختلفة بما فيها الأوضاع المضطربة في العراق وفلسطين إلى جانب الأزمات الأخرى المنتشرة في بقية أنحاء المنطقة..

وتحتاج الشعوب العربية إلى سماع مثل هذه التطمينات، لكن سياسات المملكة تقرن القول بالفعل، فقد ظلت دائماً بيت العرب الذي يتسع لجميع الفرقاء، ويطبب الجراحات ويطلق المبادرات الخيرة لجمع الشمل..

وقد جاءت كلمات خادم الحرمين الشريفين في مجلس الوزراء للتأمين على هذه المعاني عندما قال: إن سياسات المملكة تنطلق من قناعات راسخة (تتجسد في العمل من أجل ترابط الوطن العربي وترسيخ الهوية العربية لجميع أبنائه بصرف النظر عن العرق والدين والمذهب)..

وفي ظل الاضطراب الحادث الآن، ومع تزايد إرهاصات الفتنة الطائفية بسبب النزاعات في العراق ولبنان، فإن الحاجة ماسة لتحرك فاعل باتجاه تهدئة هذه الأوضاع، وإعادة اللحمة إلى الصف العربي المسلم. وقد كانت القمة الأخيرة في الرياض بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس الإيراني إضافة طيبة إلى الجهود التي تستهدف إحباط مقومات هذه الفتنة البغيضة، وقد جرت مناقشات القمة في جو من المصارحة باعتبار أن الأزمة الماثلة أمام الجميع تستوجب قدراً من الوضوح الذي من شأنه تحديد المفاصل الرئيسة للمعضلة ومواجهتها.. كلمات خادم الحرمين الشريفين جاءت أيضاً قبل ثلاثة أسابيع من القمة العربية التي تستضيفها الرياض لتضفي المزيد من الأهمية على هذا اللقاء العربي وللتأمين على الأولويات، ومنها بالطبع الحرص على اللحمة العربية والتضامن بين أبناء الأمة في ظل ظروف تهدد الجميع.. وسيكون من المفيد انطلاق مساعٍ عربية مكثفة تستهدف حلحلة المصاعب القائمة وتنقية الأجواء، وإلا فإن غياب التحركات الايجابية سيغري الآخرين للعبث بمقومات الأمة ومصيرها والتلاعب بأوضاع المنطقة والسعي إلى بث الفرقة والشتات بين أبنائها.. ومن المؤمل أن تتبلور في قمة الرياض إرادة واعية بأهمية المصاعب القائمة وآليات فاعلة لمواجهتها، حيث يظل السعي للتضامن بنداً مهماً في هذه القمة باعتبار أن مجرد انطلاق جهود صادقة نحو هذا الهدف هو في حد ذاته مصدر قوة للأمة، إذ إن ذلك يؤكد العزم على تجاوز الخلافات الجانبية والتركيز على ما هو مهم.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد